في الذكرى الخامسة لاستشهاده.. الفريق الركن عبدالرب الشدادي.. “الرمز الجمهوري”

يعيش اليمنيون ومعهم أبناء القوات المسلحة ورجال المقاومة الشعبية اليوم الـ 7 من أكتوبر الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل، الفريق الركن عبدالرب الشدادي، الذي كان وسيظل رمزاً جمهورياً ثائراً انتصر لوطنه، وأبرّ بقسمه العسكري، مقاوماً لمشروع الحوثي الإيراني، حتى استشهاده في جبهة صرواح، غربي محافظة مأرب، بعد أن حقق مع رفقائه الأبطال انتصارات عظيمة، وسجّل من المواقف، التي ستظل حيةّ وقادّة في ذاكرة الشعب والأجيال القادمة.

لقد كان الفريق الركن الشدادي من الرجال العظام، ممن آثروا وقرروا أن يوهبوا حياتهم للمبادئ التحررية من الظلم والجبروت، ولم يكن تصديه لمليشيا الكهنوت الحوثية، إلا انطلاقاً من إيمانه الكبير بحرية وكرامة أرضه ووطنه التي محرّم ومجرّم أن يمسها أحد بسوء، كائناً من كان، فضحى بوقته وجهده ودمه.. نعم قدم كل ما يملك ومنها خلاصة تجاربه النضالية والعسكرية، التي بدأها باكراً منذ التحاقه في السلك العسكري، ليتدرج فيه إلى أن وصل قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، والتي قادها بحنكة واقتدار في أصعب الظروف وأحلكها، مشاركاً ومساهماً في إعادة بناء الجيش ومتصدياً لمشروع الانقلاب الحوثي، وهو في أوج قوته، فكانت تجربة عظيمة، يقف عندها اليمنيون اليوم بإجلال وإكبار، والتي لم تنته في الـ 7 من أكتوبر من العام 2016، بل ابتدأت ليستمر ألقها إلى أن يريد الله.

وكما نتذكر البطل الشهيد الشدادي، ونسترجع سيرته ومسيرته، نجدد العهد والوعد لأنفسنا في مواصلة المعركة المقدسة، التي وهبها الشهيد الشدادي وكل الشهداء دماءهم، معفرين تراب الوطن، مستلهمين بطولاته وقد غدا رمزاً ونموذجاً للجندي والضابط في الجيش اليمني، يضعه الجميع في مرتبة واحدة مع شهداء الجمهورية الأوائل، وفي كل المنعطفات التي ناضلوا فيها من أجل خلاص الشعب من مشاريع الاستبداد والكهنوت والاستعمار، كالشهيد السبتمبري، علي عبدالمغني وغيره الكثير من الرموز الوطنية.

وحدهم الرجال المخلصون من تتجلى في بطولاتهم معاني الوطنية الحقة، وفي تضحياتهم معاني الثورة والاستقلال والجمهورية وقيم العدل والقانون والمساواة، من أولئك الشهيد الفريق عبدالرب الشدادي، الذي كان حلمه في وطن حر ودولة مدنية تتسع لكل أبناء اليمن، فقاتل من أجل ذلك بإخلاص، قاتل من أجل يستعيد اليمني كرامته والوطن عزته والشعب حريته والمستقبل أفقه المفتوح على النماء والنهوض والاستقرار والسلام، قاتل من أجل هذا الهدف النبيل واستشهد وهو ثابت على ذلك.

وإلى اليوم واللحظة وعلى نهجك، يسير عشاق النهار، في الجيش والمقاومة يمرّغون أنف الكهنوت ويدوسون رقاب أحفاد الإمامة.. يمضون بإباء وشموخ، نحو مستقبل مشرق وضاء، يرسمون العز والفخار، كما يشيدون صروح المجد، قدوتهم أنت أيها القائد، الفريق الركن عبدالرب الشدادي، بك يتأسون ومنك يستلهمون البطولة.

رحمك الله أيها الوطني النقي، رفعت بل حملت أمجاد أيلول خفاقة، وانطلقت بها في شجاعة وإقدام، تهدّ البؤس، وتمزق وجه الإمامة و”الفرس” تواجه قاتلي الشعب ببندقيتك، التي صنعت فجراً جديداً، سنحيا بطلعته حياة لا يكدرها كهنوت.

لروحك الخلود والسلام، أيها القائد الملهم ولذكراك المجد في كل ذاكرة حية.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية