المخابرات الامريكية تحسم الجدل بخصوص مصدر "فيروس كورونا"
رجّحت أجهزة المخابرات الوطنية الأميركية أمس الجمعة، أنّها لن تكون قادرة نهائيًا على تحديد منشأ فيروس كوفيد-19، بعدما خلُص تقييم لأجهزة المخابرات أن الفيروس لم يتم انتاجه باعتباره سلاحًا بيولوجيًا.
وقال مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، في تقرير نُزعت عنه السرية حول ما إذا كان فيروس كورونا انتقل من الحيوانات إلى البشر أم تسرب من أحد المعامل، إن "الافتراضين معقولان"، لكنّه أضاف أن المحللين يختلفون حول أيهما الأكثر ترجيحًا.
واستبعد التقرير أيضًا الافتراضات التي تذهب إلى أن فيروس كورونا نشأ باعتباره سلاحًا بيولوجيًا، مشيرًا إلى أن معهد "ووهان لعلم الفيروسات" بالصين "أنشأ سابقًا مجموعات من فيروسات كورونا الشبيهة بالسارس، لكن المعلومات المتوفرة لا تقدّم نظرة ثاقبة حول ما إذا كان SARS Cov-2 قد تمت هندسته وراثيًا بواسطة المعهد المذكور".
وأوضح التقرير أن أربع وكالات مخابرات أميركية قالت "بثقة منخفضة" إن الفيروس انتقل في البداية من حيوان إلى إنسان من خلال التفاعل الطبيعي، فيما رأت وكالة مخابرات خامسة "بثقة متوسطة" أن العدوى البشرية الأولى كانت مرتبطة بمختبر، وهي النظرية التي روّج لها أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب.
ورفضت وكالات الاستخبارات الأميركية النظرية التي أطلقها مسؤولون في الحزب الجمهوري الأميركي عن أن فيروس كوفيد-19 صُمّم ليكون سلاحًا بيولوجيًا، معتبرة أنها تستند إلى "ادعاءات غير صحيحة علميًا" ويُشتبه في أن مؤيديها "ينشرون معلومات مضللة".
وقال التقرير: "ما زلنا متشكّكين حيال الادعاءات القائلة بأن كوفيد كان سلاحًا بيولوجيًا، لأنها مدعومة بمزاعم غير صحيحة علميًا، أو أن مؤيديها ليس لديهم وصول مباشر إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات".
واتفقت معظم وكالات الاستخبارات الأميركية السبعة عشر، على أن الفيروس لم يتم تعديله وراثيًا. ومع ذلك، لا يزال مجتمع الاستخبارات منقسمًا حول مسألة ما إذا كان الفيروس قد انتشر عن طريق الانتقال من حيوان إلى إنسان أو نتيجة لتسرّب من معمل.
وقال التقرير إنه "اعتبارًا من أغسطس/ آب الماضي، لم تكن هناك أي دلائل على تعديل وراثي للفيروس"، لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى أن دراسات أكاديمية تُفيد بأن "بعض تقنيات الهندسة الوراثية قد تجعل الفيروسات المعدلة وراثيًا غير قابلة للتمييز عن الفيروسات الطبيعية".
وخلص التقرير إلى أن الوصول منشأ فيروس كورونا "سيكون مستحيلًا، ما لم تتعاون السلطات الصينية، وهو أمر مستبعد، نظرًا لجهود الصين حتى الآن في منع إجراء مزيد من التحقيقات من قبل منظمة الصحة العالمية".
وظهرت أولى حالات الإصابة البشرية بكوفيد-19 في مدينة ووهان وسط الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
ورفضت الصين مرارًا نظريات عن أن الفيروس تسرّب من أحد معاملها، وقالت إنه ليس هناك حاجة لمزيد من الزيارات إليها.
وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في وقت سابق من هذا الشهر، إن مجموعتها الاستشارية الجديدة المعنية بمسببات الأمراض الخطرة قد تكون "فرصتنا الأخيرة" لمعرفة منشأ الفيروس، ودعت الصين إلى التعاون من خلال تقديم بيانات عن أولى حالات الإصابة.
التعليقات