خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
رجل يفترش الرمال

ما الذي يجعل شيخاً كبيراً في العمر والمكانة يتقدم الصفوف في المعركة التي تشنها الإمامة الجديدة على الجمهورية فوق تراب مأرب؟!

العمر قد تصرّم ولم يعد فيه فسحة لاستمتاع بلذات الحياة، ولا هو في حاجة مال، ولا منصب، حتى يقال إنه قاتل لغرض ارتزاق أو مصلحة.

كل ما في الأمر أن الشيخ الشهيد ربّته الصحراء جيداً، وأملت عليه الرمال دروس العزة والكرامة، ورفض الخضوع لغير الله.

سمع الشيخ أن الكهنة يجيشون على عاصمة المقاومة مأرب، فلم ينتظر مشورة، ولم ينظر لعمره المتقدم، بل حمل سلاحه وانطلق ومعه كوكبة من الرجال، لصد موجة المعتدين على تراب الوطن الغالي، تراب مأرب، تراب سبأ، تراب اليمن.

ويوم أمس، طردت مجموعةُ هذا الشيخ الشهيد مقاتلي الظلام الحوثيين من مواقع دخلوها جنوب مأرب، مواقع لم يكن لأحد أن يقتحمها بعد تحصن الحوثيين فيها بترسانة سلاح ضخمة، لولا همة الرجل العظيم ورجاله المخلصين الذي غسلوا الأرض بدمائهم الزكية.

كان الرصاص يتصبب عليهم كأمطار موسم خصيب، وكانت الرمال تموج تحت أقدامهم التي ثبتت ثبات الجبال، وكان الموت ينقض عليهم من كل مكان، وكانوا يقدمون عليه في شموخ الفاتحين العظام.

خسرت مأرب ابن معيلي شهيداً، لكن مأرب كلها ابن معيلي، وبما أن أبناءه على شاكلته فإن النزهة التي وعد الحوثي عصاباته بقضائها في مأرب تحولت إلى جحيم لا يطاق.

صحيح أن ابن معيلي كان لبساطته يفترش الرمال، لكن سرَّ قوته يكمن في تلك البساطة التي تعلمها من الرمال المنبسطة، التي لا يستطيع أحد أن يطأها إذا اشتد السعير.

رحم الله الشيخ الشهيد عوض بن صالح معيلي العبيدي رحمة الأبرار، وخلفه على أهله وعلى مأرب واليمن بخير.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.