"القوس الذهبي".. طعنة جديدة في ظهر الشرعية لإسقاطها في "ريف تعز"
بدأت منتصف ليل الخميس، عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "القوس الذهبي" ينفذها طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى بـ"المقاومة الوطنية حراس الجمهورية"، وألوية العمالقة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، لإسقاط المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي شرقي مديرية حيس ومناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف تعز.
وكذَّب طارق عفاش، نفسه ونسف مزاعمه دعم جبهات المعارك ضد الحوثيين في مارب، بتسديده هذه الطعنة الغادرة الجديدة للشرعية والجيش الوطني، وتدشين هذه العملية الهجومية بمشاركة مليشيات المجلس الانتقالي، لتقزيم تعز وحصرها في المدينة، والاستحواذ على ريفها في سياق مساحة على شكل قوس صوب باب المندب.
وكشف المخطط هذا، وسائل اعلام طارق، متحدثة عمَّا اسمتها "عملية القوس الذهبي"، وأنها بالتنسيق المباشر مع قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية، وتدشن اهداف "اعادة تموضع القوات المشتركة" في الساحل الغربي، عقب انسحابها المفاجئ من مديريات التحيتا والجاح والدريهمي وجبهات مدينة الحديدة.
ونقلت وكالة المخا الإخبارية التابعة لطارق، عن مصدر عسكري في قواته، قوله: إن العملية العسكرية التي أُطلق عليها اسم "القوس الذهبي"، بدأت تنفيذها قوات المقاومة الوطنية وقوات العمالقة الجنوبية، وتأتي تنفيذا لأهداف إعادة التموضع الذي تم مؤخرا بالانسحاب من الساحل الغربي، مُدعيا أن "انسحاب القوات المشتركة من بعض جبهات الحديدة لم يكن تخاذلا او تفريطا، بل انسحابا تكتيكيا استطاع أن يجعل مليشيا الحوثي تأكل الطعم باعتقادها أن القوات انسحبت خوفا من مواجهتها، غير مدركة الخارطة الجديدة للمعركة والتي بدأ العمل على تنفيذها ليل اليوم (الاربعاء)".
وأضافت الوكالة - نقلا عن المصدر الذي لم تسمه - إلى أن انطلاق العملية "جاء بعد تخطيط وإعداد ودراسة استمرت لأشهر، كما جرى اختيار قوات ذات كفاءة عالية اكتسبت خبراتها من معارك ميدانية خاضتها مسبقا وأثبتت جدارتها"، ويؤمل أن تنتهي العملية "بنجاح الخطة المرسومة لها" حد زعمه.
ورغم تحفظ المصدر على معلومات وصفها بـ "السرية ولا ينبغي إعلانها لإنجاح العملية"، إلا أنه أكد أن من أهدافها العامة، اسقاط الشرعية في ريف تعز أو ما سماه "تطهير المناطق الشرقية الجنوبية لمديرية حيس من مليشيات الحوثي والإخوان (يقصد الجيش الوطني محور تعز)".
موضحا أن "العملية وتجسيدا لإسمها ستمتد من المناطق الشرقية الجنوبية لمديرية حيس والخوخة، مرورا بكامل ريف تعز الجنوبي بما فيها مديريات الوازعية، وموزع، والشمايتين، والتربة، ويفرس، والدمنة، والراهدة، وصولا إلى طور الباحة". بدعوى "تأمين باب المندب والملاحة الدولية والمحافظات الجنوبية".
وبرر استهداف العملية اسقاط الشرعية في تعز والحوثيين بقوله: إنها تسعى لتأمين " منطقة على شكل قوس تمتد من المخا حتى باب المندب غربا ومن الدمنة حتى الشريجة شرقا، ومن التربة حتى الراهدة وطور الباحة جنوبا، يما يؤمن باب المندب والملاحة الدولية ويمنع تهريب الاسلحة".
مضيفا إن من بين أبرز أهداف ما اسماها "عملية القوس الذهبي" هو تأمين كامل الجنوب مما وصفها بـ "اختراقات عناصر الاخوان الارهابيين"، و"حماية الجنوب من عمليات الاغتيال التي تنفذها مليشيا الإخوان" حسب زعمه، من خلال "عزل مناطق الاخوان في تعز عن المحافظات الجنوبية".
وزعم أن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، يعول على العملية وقال: إن "التحالف على اطلاع مباشر وأعطى كل الدعم ووعد بتقديم كامل الإسناد لقوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة، على اعتبار أنها أثبتت جدارتها خلافا لقوات حزب الإصلاح (قوات هادي) التي تكرر فشلها".
يأتي هذا بالتزامن مع تنفيذ اللواء الثاني عمالقة جنوبية مساء الاربعاء، انسحابا من مواقعها على خطوط التماس في ميناء الحيمة بالساحل الغربي محافظة الحديدة، بتوجيهات مع طارق عفاش، الذي بات قائدا معتمدا من قيادة التحالف لما يسمى "القوات المشتركة" في الساحل الغربي.
وكشف المستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في الرياض، ورئيس صحيفة ومركز دراسات "هنا عدن" انيس منصور أن "قوات اللواء الثاني عمالقة المنسحبة من ميناء الحيمة استقرت بمعسكر خالد بن الوليد في المخا". كاشفا أنه "يتم ترتيب هذه القوات قبل توجيهها إلى محافظة تعز".
ويرى مراقبون وسياسيون اتفقوا أن "الانسحاب المفاجئ للتشكيلات الموالية للامارات من مديريات ومدينة الحديدة، يأتي باتجاه توجه التحالف لإسقاط الشرعية في المحافظات المحررة، وتمكين طارق ونظام عفاش من حكم الشمال والانتقالي من حكم جنوب البلاد".
وهو ما أكده وزير خارجية الرئيس السابق علي صالح عفاش، الدكتور ابوبكر القربي، بكشفه عن الصفقة المبرمة بين التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعومان من الامارات.
القربي قال في تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر" الاربعاء: إن "ما نتج عن انسحابات الساحل الغربي وما يجري في مأرب وشبوة والمشاورات حول الحل السياسي والعسكري وما تلاها من تبريرات تدل على الكثير من الغموض ربما بهدف تنفيذ مشروع يفرض حلا على اليمنيين".
مضيفا في تأكيد ما ذهب إليه سياسيون ومراقبون بشأن تدشين التحالف توجه تمكين "ال عفاش" من حكم الشمال و"الانتقالي" من حكم الجنوب، بقوله إن الحل الذي يجري فرضه "يتجاهل التمسك بسيادة اليمن ووحدته و يحرم اليمنيين من صياغة مشروعهم الوطني لاتفاقية سلام".
ودشن تحالف دعم الشرعية في اليمن رسميا حربا جديدة واسعة بقيادة طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والمجلس الانتقالي، وبدأ التعامل معهما رسميا وبصورة مباشرة بعيدا عن الشرعية، لتنفيذ ما سماه "موائمة الاستراتيجية العسكرية في اليمن".
وأعلن هذا متحدث التحالف، العميد ركن تركي المالكي، في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) الاثنين، قال فيه: إن "إعادة انتشار القوات في الساحل الغربي قرار عسكري لقيادة القوات المشتركة للتحالف لموائمة الاستراتيجية العسكرية في اليمن". حسب تأكيده.
مضيفا: إن انسحاب قوات طارق عفاش من الساحل الغربي لليمن "جاء بتوجيهات مباشرة من قيادة التحالف، التي ارتأت أهمية إعادة الانتشار والتموضع لتصبح أكثر فاعلية ومرونة في المعركة الوطنية". حسب تعبيره. دون الاشارة إلى تنسيق مع الشرعية أو الحكومة.
وتؤكد هذه العملية الهجومية ما سبق ان كشفته مصادر عسكرية في المخا، عن إن "توجيهات الانسحاب الفوري والكامل لقوات طارق والعمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية التابعة له في الدريهمي والجاح وكيلو 16 بالحديدة، جاءت عبر الامارات بالتنسيق مع حليفها الكيان الاسرائيلي".
مشددة على أن "طارق عفاش في الحقيقة لم يأت الساحل الغربي لتحريره من الحوثيين بل جاء لحماية مصالح الامارات وحليفها الكيان الاسرائيلي، فقط وليس له هدف آخر وسوف ينسحب من مناطق اخرى عندما تأتيه التوجيهات من القوى نفسها التي يخدم مصالحها واجندتها في اليمن".
وذكرت إن "اتفاقا دوليا ابرم في ليل على انسحاب القوات من الساحل الغربي وتسليم المحافظات الجنوبية للقوات المشتركة وقوات طارق عفاش والقوات السلفية والعمالقه بدلاً عن القوات السعودية والاماراتية والتخلص من الشرعيه وتقليص الانتقالي او تطويعه لصالح طارق عفاش".
موضحة أن "انسحاب القوات الجنوبية وقوات طارق من الحديدة الى الخوخة والمخا وباب المندب بأنه مخطط اسرائيلي تنفذه الامارات والتحالف برعاية اممية لتكريس هذه القوات لحماية المصالح الإسرائيلية وتأمين السفن التجارية الاسرائيلية التي تمر عبر البحر الاحمر وباب المندب".
يشار إلى أن قوات طارق وعدد من الوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية التابعة له؛ انسحبت ليل الخميس من جبهات التحيتا والجاح والدريهمي ومنطقة كيلو 16 وكامل مدينة الحديدة، بزعم تنفيذ اتفاق ستوكهولم. لكن الحكومة والبعثة الاممية المعنية، أكدتا أنه تم دون علمهما أو التنسيق معهما.
التعليقات