ذاتنا الجمهورية 4
استعادة الذات الجمهورية لدى الأسرى والمعتقلين من المغيبين بحسن المعاملة والحوار
الأجهزة الأمنية وخاصة في مأرب تؤدي مهام وأعمال جبارة هي محل احترام وتقدير الجميع،
لا يقل دورها عن دور أبطال الجيش الوطني في الجبهات في مواجهة خرافة الإمامة وهزيمتها ورصد وإفشال مخططاتها التخريبية الإرهابية،
بل قد تفوق الجيش في أهمية الدور الذي تقوم به.
لكن من زواية الاستمرار في حلقات استعادة الذات الجمهورية ضمن مشروع حرب الشعب الشاملة بالحلقة الرابعة لنا مع أجهزتنا الأمنية الجمهورية رسائل تؤكد التقدير والاحترام لما يقومون به من جهود وطنية عظيمة من جانب،
ولنلفت نظرهم لواجب وطني مقدس مصاحب لتلك الجهود بل هو تتويج لها ومضاعفة لنتائجها في استعادة الدولة واسقاط انقلاب خرافة الإمامة وانهاء معاناة شعبنا اليمني الكريم.
أيها الأعزاء أعتذر إليكم في توجيه الخطاب لكم بهذه الحلقة لأن هذه الشريحة المغيبة من أبناء اليمن تحت رحمة إنسانيتكم الملجمة بحزم القانون، والجميلة بأخلاقكم اليمنية الجمهورية الأصيلة المتشبعة بمشاعر وأحساسيس الرحمة والقربى لإخوانكم اليمنيين الضحايا المغيبين في صفوف الخرافة.
أيها الأعزاء بالأجهزة الأمنية وقيادة السلطة المحلية بمأرب وقيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان:
إن كنا نتعامل مع الأشخاص بخطوط النار وفي وقت ومكان الإستهداف الأمني كأعداء،
فما خلف خطوط النار ودون ذلك شعب ننتمي له وينتمي لنا، يعز علينا أوجاعه ومعاناته،
وسيظل غاية نضالنا لأجله وسلوكنا معه غير سلوك خرافة الإمامة المتوردة تجاهه،
فنحن أولى باليمن واليمنيين منهم.
اليمني اليوم لا بواكي له في غربته وفقره وعجزه وقلة حيلته ونزوحه واستهدافه بالقتل والسلب وخذلانه في واقعه الأليم ونحن وأنتم وأهلنا جزء من هذه المعاناة.
لابواكي لليمني ولاعطف ولا رحمة ولا أمل له إلا مارب وشبوة وتعز وحضرموت وأبين،
وانتم يا رجال الأمن نبض ذلك الأمل وعنوان الخلق والسلوك الجمهوري الحاني مع المواطنين،والمستنهض للذات الجمهورية لدى المغيبين في صفوف الخرافة من الأسرى والمعتقلين،
و الأنصار والمحبين المتواجدين والوافدين والذاهبين .
هذا الواجب المقدس الذي يعكسه سلوككم وتعاملكم مع حزمكم وضبطكم لكل ما يهدد الأمن ويستهدف قلعة الجمهورية هو ما نحن متأكدون أنكم عليه.
ولكن نؤكد على بعض الأمور التي ليست بعيدة عنكم وهي حاضرة بسلوككم كونكم المعنيون باستعادة الذات الجمهورية لمن تحت رحمة إنسانيتكم بمظلة القانون من المغيبين من أبناء شعبنا في صفوف الخرافة.
بالسيف والخلق والوعي نحقق غاية النضال والمواجهة مع خرافة الإمامة بإخراج شعبنا من تحت كهنوتها واستبدادها وإرهابها إلى عدل وحرية وكرامة الجمهورية،
في ظل دولة تحقق أحلام اليمنيين في العيش الكريم كبقية شعوب العالم.
وبما أن الخرافة ترتكز في حربها علينا على ما تحت قبضتها من قوة قبلية اجتماعية بما تراكم لديها من نقاط قوة ولدى المجتمع من محطات خذلان في مواجهتها منذ خذلان صعدة بالثمانينات وحتى سقوط دماج وعمران وصنعاء وإلى حجور والبيضاء وساحل تهامة في الأمس القريب.
فإن المهمة الواجبة الآن على الجميع هو السعي لفك الإرتباط بين خرافة الإمامة، وبين ما تحت قبضتها من قوة قبلية اجتماعية من أبناء شعبنا الضحاياالمغيبين،
كواجب وطني مستمر ومتواصل بكل مستوى وعلى كل صعيد.
شعبنا اليمني الكريم الشهم له لحظات تجلي ويقظة منتظرة يجب أن نسرع وقتها،
لتقلب الموازين لصالح الشعب ذاته، ووضع نهاية لخرافة الإمامة وإلى الأبد،
فالمؤشرات كثيرة تؤكد أنها بنسختها الحوثية الحالية هي أقذر وآخر نسخة كهنوتية في اليمن وأسرعها زوالا إن شاءالله.
فقد آن لليمن أن يعود سعيدا كسالف عهده، وآن لليمنيين أن يستعيدوا ذاتهم الحضارية الجمهورية ليعودوا على مسرح الحضارة الإنسانية من جديد.
يبدأ الاستدعاء للحظات التجلي واليقظة الشعبية بالاستمالة لكل فئات الشعب من خلال التقارب والتراحم والتفاهم والحوار،
بالنداء العميق لما يجمعنا كأبناء وطن واحد،
ويمر بالنموذج في تعامل الدولة المسؤول تجاه شعبها ومواطنيها، وسلوك رجالها النبلاء المتميز عن سلوك المتوردين،
وينتهي برفع المعاناة والظلم عن كاهل الشعب باسقاط الإنقلاب وقيام الدولة الوطنية المنشودة.
ما أجمل التعامل الراقي النبيل في حزم مبرر مع المواطنين في النقاط الامنية بمداخل مأرب وغيرها.
واسمحوا لي أعزائي أن أذكر موقفا خرج عن هذا المنحى لوالد شهيد وفد إلى مأرب التي سكنت قلوب اليمنيين وكلهم شوق لزيارتها،
لتعرفوا عظمة وأهمية الدور المتعلق بسلوككم تجاه المواطنين أثناء أداء مهامكم وانعكاسه على المعركة.
إذ أن حسن التعامل مع اليمنيين ليس تصنعا بل يجب أن يكون سلوكا وطنيا جمهوريا أصيلا لاختصار الجهود لحسم المعركة من خلال عمقنا الشعبي.
في نقطة مطار مأرب قبل شهر ونصف تقريباً، والد الشهيد يتكلم عن تعامل من كانوا بالنطقة معه بفظاظة قائلا: قلت لهم انا والد شهيد واسمه فلان وهو من شهداء المنطقة السابعة وهذه صورة شهادة الوفاة، اجابه احد أفراد الأمن تحت ضغط العمل الذي لا يبرر تلك الفظاظة مع شخص في منزلة والده ووالد شهيد " إخر ياحج والله لو تستشهد انت ما تمشي الا ببلاغ " فقال والد الشهيد مستاءا بعد وصوله المدينة سهل أنا ياعيالي أوبهو،
مارب لها قدر كبير في قلوب الاحرار كلهم اذا هذا التعامل في النقاط مع كل من بيجي "يأتي" مارب فهي فعله والله، وتشويه لكم لصالح الحوثة، عادي ياخذوا اجراءاتهم لكن الكلام الحالي والتعامل الطيب ضروري،
إذا كان هذا تعاملهم معنا واحنا شرعية فكيف بيتعاملوا مع الذي مع الحوثة ويأثروا فيهم بأخلاقهم، وهذا من ذمتي لاذمتكم ".
هذا موقف لا نسعى من خلاله للتعميم بل للتذكير بأهمية السلوك والتعامل مع المواطنين بنقاط الأمن في استنهاض واستعادة الذات الجمهورية.
ما أجمل التدريب والتوجيه للأفراد من قبل القادة بهذه المهمة المقدسة التي لاتنفصل عن أداء المهام الأخرى، ويوصوهم بحسن التعامل المعبر عن شخصية اليمني وأخلاقه المغايرة لأخلاق وسلوك خرافة الإمامة، ويتابعهم القادة على ذلك كمتعابعتهم على المهام.
لن يكون مكلفا حين تبنى دورة مياه لكبار السن ومرضى السكري في نقطة كنقطة المطار تتخذ فيها إجراءات أمنية تحتاج لها وقت طويل.
توفر بها صندقة صغيرة تابعة لأحد أفراد الأمن كببقالة يجد فيها المسافر الماء والعصائر والوجبات الخفيفة، المسألة مسالة احساس وشعور بالواجب تجاه المواطن قبل الوطن واليمني قبل اليمن.
من أهم المواصفات للقيادات والأفراد في النقاط الأمنية هي دماثة الخلق وحسن التعامل ويجب أن يدربوا عليها تدريبا ويختاروا بعناية،
وأولئك المكفهرة وجوههم يصدروا للجبهات او جلسات التحقيق مع المشبوهين من الخلايا الحوثية.
العلم الوطني والعبارات واللافتات المعبرة عن اليمن واليمنيين بكل نقطة أمنية مهمة وضرورية،
حيث أنه إذا غاب وهج القضية وحضورها المكثف كعتبير عن النضال تندثر وتغيب معانيها في قلوب الجميع.
الأخلاق لاتذهب الهيبة كما يتصور البعض، ولاتلغي القانون، إذ هناك فرق بين الأخلاق والسذاجة واللين المذموم.
نحن نتكلم عن أخلاق الرجال النبلاء العظماء، الذين يعرفون العدو من عينيه، ويحسنون أداء المهام الأمنية بحرفية ومهنية لايفوقها إلا دماثة الخلق وحسن التصرف،
فهم أمناء على أمن المجتمع ونموذج للتعبير عن روح القضية وعدالتها.
الأسرى والمعتقلين
جعل الله تعالى في كتابه الكريم إطعام الإسير وإكرامه من أهم دلائل الإيمان باليوم الآخر وحث عليه سبحانه وتعالى في تربية جيل النبوة بمكة قبل التشريع للقتال بسنوات " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا& إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " سورة الإنسان.
حقيقة لا نريد أن نصدق ما يشاع عن وضع الأسرى والمعتقلين بمأرب، لأن القائمين على تلك الأجهزة والسجون في نظرنا رجال قضية وأصحاب عاطفة إنسانية ووطنية صادقة.
لا نريد أن نصدق ما يشاع عن الأوضاع الصحية المتردية وتفشي أمراض معدية كالسل بين الأسرى والمعتقلين حتى تسبب في وفاة البعض.
هذا الكلام خطير جدا إن صح فعلا ولا يعبر عن مسؤوليتنا الإنسانية واعتزازنا القيمي وأخلاقنا اليمنية الأصيلة وتعاملنا كرجال دولة بمسؤولية تجاه هذه الأمور.
لا نريد تصديق ما يقال عن ممارسات لا أخلاقية مشينة مع الأسرى والمعتقلين، فإن حدث ذلك فعلا فمن يقوم بها يجب أن يعد ضمن أتباع خرافة الإمامة لا الجمهورية و الإنسانية.
أمور كثيرة تقال وتشاع بهذا الملف لن نستطرد في ذكرها، بل ندعو قيادة الجيش والسلطة المحلية والأمن والعلماء والدعاة للتحري عنها.
فإن وجدوا شيئا مما يشاع ويقال فليتقوا الله في منظومة قيمنا، وعلو أخلاقنا، ويسعوا في رفع الظلم عن هذه الفئة المستضعفة المغيبة من أبناء شعبنا تحت رحمة إنسانية أجهزتنا الأمنية بمظلة القانون وسلوك الدولة المسؤول تجاه شعبها ومواطنيها وكفى!!!.
يشوب ملف الأسرى والمعتقلين الغموض لكننا سنتجاوز أمور التبادل لنركز على التعامل ودوره في استعادة الذات الجمهورية لهم ولمن خلفهم من المجتمع.
نتمنى أن يزور اللواء سلطان العرادة أو الفريق المقدشي او الفريق بن عزيز الأسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا الضحايا المغيبين،
ليتفقدوا وضعهم الإنساني والصحي ويخاطبوهم بخطاب الأبوة والبنوة، ويوضحوا لهم خطأ موقفهم بارتباطهم مع خرافة الإمامة ضد اليمن واليمنيين وضد الدولة والجمهورية وضد كرامة وحرية ومستقبل أجيال اليمن.
أمور مهمة وضرورية وملحة بهذا الملف نكتفي بهذا القدر من التعريض والتلميح ، ونترك الاحساس والشعور والإنسانية والوطنية للمعنيين وثقتنا فيهم مبدئية في إعادة النظر بهذا الملف،كواجب وطني وإنساني يسهم في التقدم نحو النصر وحسم المعركة مع خرافة الإمامة.
أخيرا نحن نقدر الظروف الاستثنائية التي نمر بها ومن حق أجهزة الأمن التحقق بمجرد الشبهة في ظروف الحرب ولن نحابي حتى أقرب الأقربين وعلى الجميع بل يجب أن يسندوا جهودها لكن:
من تلقي عليهم الأجهزة الأمنية القبض كمشتبه بهم، ثم يتبين لها براءتهم.
لماذا تماطل وتؤخر خروجهم في صورة من التعسف التي لا تخدم الأمن بل تخرق السفينة؟؟
التعليقات