"بقائكم إستثناء وعودتنا قدر".. تغريدة المسؤول الإماراتي من جزيرة "سقطرى" التي اثارت غضب اليمنيين
أثار إعلان مستشار ولي عهد أبو ظبي، عبد الخالق عبدالله، زيارته لجزيرة سقطرى اليمنية، رفضاً وغضباً بين أوساط اليمنيين، في استمرار الإمارات سيطرتها على الجزيرة اليمنية ونزع سيادتها بتواطئ مع ميلشيات المجلس الانتقالي.
وكان المستشار الإماراتي قد نشر تغريدة له في "تويتر"، قال فيها: "أحييكم هذا المساء من سقطرى جزيرة السعادة..."، متجاهلا الإشارة إلى اليمن، بما يؤكد مساعي بلاده الحثيثة للسيطرة على الجزيرة اليمنية الواقعة على المحيط الهندي.
ونشر مستشار محمد بن زايد، صورا للجزيرة، معددًا في تغريدته ما تحتويه من تنوع حيوي من نباتات وأشجار وحشرات وحيوانات برية وبحرية، وقال "إن الرحلة تمت عن طريق Socotra trek tours (شركة سياحة تديرها الامارات في سقطرى) ورحلة على طيران العربية (شركة طيران إمارتية خاصة) من مطار ابوظبي".
ولاقت تغريدة المستشار الإماراتي، غضبا بين أوساط اليمنيين، الذين استنكروا هذه الزيارة الإماراتية، دون الإشارة الى يمنيتها من قبل مستشار بن زايد، الذي ظهر في الصورة وكأن الجزيرة تابعة لأبو ظبي، وليس للجمهورية اليمنية، بالإضافة إلى استباحة الجزيرة بشكل مستفز وإدارة منافذها البرية والبحرية بعيدا عن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
وتوالت ردود الأفعال اليمنية، على تغريدة المستشار الإماراتي، مؤكدين أن تجاهله الإشارة إلى اليمن ليس عفويا بل حديث ممنهج، وفقا للإعلامي اليمني بشير الحارثي.
وقال الحارثي في معرض رده على المستشار الإماراتي: "حديثك عن سقطرى دون الإشارة إلى اليمن وكأنها جزيرة في أبوظبي حديث ممنهج".
وأضاف بشير الحارثي في تغريدته: "تعتقد أنك ومن خلفك بن زايد ستجردوها من يمنيتها من خلال المستأجرين التابعين للانتقالي الذين جندتموهم ... لتنفيذ أطماعكم".
وخاطب الحارثي، مستشار ولي عهد أبو ظبي بالقول: "...سقطرى يمنية، وستبقى، وما تواجدكم إلا غلطة، وعار سيغسله أحرار اليمن قريبًا"، حسب وصفه.
منع اليمنيين
وفي يونيو 2020 سيطرة ميلشيات الانتقالي على جزيرة سقطرى، بعد معارك مع القوات الحكومية التابعة للحكومة وتم طرد كل المسؤولين الحكوميين في المحافظة ومن بينهم محافظها وكافة القيادات الأمنية والعسكرية التي تتبع الحكومة الشرعية، وترفض ميلشيات الانتقالي عودتهم الى منازلهم في الجزيرة.
وقال الصحفي اليمني مصعب عفيف "يتجول الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله في سقطرى دون تأشيرة من الحكومة اليمنية، بينما أبناء سقطرى مثل الوزير السابق فهد كفاين، والمحافظ رمزي محروس ممنوعون من العودة إلى جزيرتهم المحتلة من الامارات عبر ميليشيا الانتقالي".
ورد الصحفي سلمان الحمدي على تغريدة المستشار الإماراتي بالقول "قزم وما تنشر هو الدليل، وعدم ذكرك بهوية سقطرى اليمنية لا يغيّر شيء من الحقيقة.. فقط سراب".
وأضاف: "لك أن تعرف رد كل يمني بالقول، نحن أهل الأرض وإن رحلنا، نحن أبناء التراب وإن ذهبنا، بقائكم استثناء زمني، وعودتنا قدر لا يزول، هي لحظاتكم الآنية.. ستنتهي ببداياتنا المقدسة".
السيطرة على الجزيرة
وتتحكم الإمارات بشكل كل في جزيرة سقطرى وتسير إليها رحلات جوية بشكل منتظم لسياح أجانب وعرب كما تعمل على انشاء وإدارة استثمارات في هذا الجانب، وسط تسريبات إعلامية عن وصول وفود إسرائيلية الى الجزيرة عقب التطبيع الإماراتي مع دولة الاحتلال.
وتسائل الناشط اليمني ومستشار وزير النقل السابق أحمد ماهر بالقول "مستشار محمد بن زايد جزيرة سقطرى اليمنية.. ولكن السؤال هل أخذ تأشيرة يمنية للذهاب للجزيرة؟ طبعًا لا".
وتابع: "وكذلك كل الزوار الأجانب القادمين من الامارات يذهبون للجزيرة بدون تأشيرة وكأنها محافظة تابعة للإمارات، يعد هذا انتهاك للسيادة اليمنية ولكن الكل صامت".
وكشف ماهر "أن كل المكاتب السياحية بالإمارات تطلق رحلات أسبوعية إلى سقطرى بدون أي تأشيرة يمنية وكأنها محافظة تابعة للإمارات مع الأسف".
وكانت صحيفة العربي الجديد، قد كشفت السبت الماضي، عن استمرار تدفق الوفود السياحية الإسرائيلية إلى جزيرة سقطرى بتنسيق من مكاتب إماراتية تم استحداثها مؤخرا، لتسيير أفواج السياح الأجانب بعيدا عن سيطرة الحكومة اليمنية.
وتشهد هوية الأرخبيل اليمني الاستراتيجي اختطاف وعزل وإعادة تشكيل، وتنفيذ مشاريع استثمارية، وخصوصاً في قطاع السياحة، من دون علم الحكومة اليمنية التي تخولها القوانين النافذة في اليمن منح التراخيص لأي مشاريع خدمية أو استثمارية، بحسب كل جهة مختصة.
وكان موقع أمريكي، متخصص في الشئون الإستخباراتية والعسكرية، قد أكد ما تداولته وسائل إعلام فرنسية وعربية في العام 2020، من معلومات تفيد أن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تجهزان حاليا لإنشاء قاعدة عسكرية، لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية.
التعليقات