خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
جديد الحوثي

تعيش جماعة الحوثي حالة من الهلع والتخوّف غير المسبوق، وذلك ظاهرا عليها من خلال تشديد الأمن في مناطق سيطرتها وتهديد المواطنين عبر عقّال الحارات وإرسال رسائل إليهم تتوعد كل من سيشارك أو لن يبلغ عن أي تحرك مشبوه، وهذا مؤشر أن الجماعة أدركت أنها وصلت إلى نهاية الطريق، فلجأت إلى استخدام أساليب من شأنها أن تمدّد في عمرها الإجرامي النهبوي التخريبي.

الأمر الآخر أنه وبرغم الفقر والجوع وارتفاع الأسعار وانعدام الغاز والمشتقات النفطية ونهب الحوثيين للمرتبات، يمر مندوبي الجماعة إلى كل منزل ويوزعون ظروف فارغة مكتوب عليها الاسم الكامل للشخص الساكن في كل بيت، ويجبرونهم على دفع مجهود حربي، حتى الأرامل والأيتام يمرون إلى منازلهم ويسلمونهم تلك الظروف، والهدف من كتابة الاسم الكامل للشخص على الظرف هو إخافته وإشعاره أن الجماعة تعرف كل تفاصيله وبإمكانها أذيته أو تلفيق أي تهمة له إن لم يدفع.

كل ذلك يُعجّل من نهاية الحوثي الأبدية، والأمر يحتاج إلى قليلا من تحرّك الدولة بشكل صحيح.

فالحوثي في ورطة كبيرة، وهناك أدلة كثيرة أهمها أنه أعدم المشتقات النفطية ورفع سعرها، فهو مضطر لذلك من أجل تمويل عصابته، لأنه إن لم يكن مضطرا لما افتعل تلك الأزمة التي لم يشهدها اليمن ويزيد من احتمالية ثوران الشارع ضده في أي لحظة وتجاوز قمعيته وإجرامه الرهيب.

بالإضافة إلى ذلك فإن العملة أو الطبعة القديمة التي يفرض الحوثي تداولها أوشكت على النفاد لأنها أصبحت تالفة، فكما يقول المواطنون أن معظم الفئات الورقية انعدمت وبعضها تالفة تماما، وما زال الحوثيون يجبرون التجار وأصحاب المحلات على قبولها، بينما يضيف أحد العاملين في البنك المركزي بصنعاء أن الجماعة مضطرة لعقد اتفاق مع الشرعية من أجل موضوع طبعات العملة، لأن الطبعة الموجودة في صنعاء لن تستمر لأشهر قادمة كثيرة.

أما تظاهر الحوثي بالقوة وإرسال الصواريخ بشكل هستيري فذلك يعزّز فكرة ضعفه، لأنه شعر بقرب النهاية وهو يريد بذلك الإثبات للجميع أنه ما زال قويا وموجودا وباستطاعته المواجهة كي يفنّد فكرة وصوله إلى نهاية الطريق.

لذا إن كان الاتفاق القادم سيجبر الحوثي على السلام _رغم أنه ارتكب كل صنوف الإجرام وتجرأ على سفك دماء اليمنيين في كل الجبال والسهول والصحاري _ كان بها، أما إن كان الاتفاق سيزيده عنفوانا وتكبرا وسيشرّع له بأنه طرفا يمنيا يحق له الحديث بينما هو قاتل اليمنيين، فأرى أن يتم ترك ذلك وأصحاب مكة أدرى بشعابها.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.