بعد شهر على تشكيله.. هل سيتجاوز أعضاء المجلس الرئاسي التباينات بينهم؟

يقف المجلس الرئاسي أمام تحدِّيات كثيرة، أبرزها تباينات تركيبة أعضائه الثمانية، الذين يتعارض تاريخ بعضهم وأجندة البعض الآخر مع الثوابت الوطنية للجمهورية اليمنية والمشروع الذي يُفترض أن الشرعية تمثله.

يرى البعض أن رغبة السعودية في توحيد وجمع الأطراف في مجلس واحد قد لا تكفي في أن يصبح ذلك واقعا على الأرض، وقد يصبح هذا التباين أرضا خصبة للاستقطابات الإقليمية والدولية بهدف خلط الأوراق، وإفشال مهمّة المجلس.

يراقب اليمنيون تحرّكات نواب رئيس المجلس القيادي بحذر بالغ، خصوصا وأن بعضهم مرتبطون بأجندات إقليمية، وتتفاوت مدى تبعيتهم للخارج من عضو لآخر.

 

- أوامر التحالف

وفي السياق، يرى الصحفي والمحلل السياسي، ياسين التميمي، أنه "لا ينبغي المراهنة على قدرات مجلس القيادة الرئاسي، ولا حتى عن التناقضات داخله".

وأضاف التميمي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "أعضاء المجلس ينفذون أوامر التحالف، وهو من يشرف عليهم، وهو من يموّل ويوفّر لهم الضمانات السياسية والعسكرية".

ويلفت التميمي إلى أن "المجلس الرئاسي صُنع في الرياض، وبالتالي هو منتج يعبّر عن الأولويات السياسية للتحالف بشقيه السعودي والإماراتي، ولم يكن معبّرا عن إرادة الشعب اليمني ولا عن إرادة النّخب السياسية اليمنية".

ويذهب التميمي بالقول إلى أن "التحالف هو من سيعكس نواياه الحقيقية تجاه مستقبل اليمن عن طريق هذا المجلس، من خلال تقوية وضع  المجلس أو إضعافه".

ويضيف: "الناس لديهم استعداد للتعامل مع هذا المجلس كصورة جديدة من الشرعية اليمنية، إلا أن هذه الشرعية ستكتسب مشروعيتها من الإنجاز، وإذا لم يكن هناك إنجاز مدعوم من التحالف يرضي اليمنيين ويحقق أهدافهم فليس هناك معنى لهذا المجلس".

ويوضح التميمي أن "التحالف هو من كان يصنع التعقيدات بهدف إفساد الحياة السياسية، وإيصال المشهد إلى مرحلة عدم اليقين".

ويرى التميمي أنه "ينبغي أن يُظهر التحالف نيّة حقيقية لدعم مجلس القيادة الرئاسي والدولة اليمنية من خلال تمكين المجلس من العمل من العاصمة المؤقتة عدن، وإطلاق الموارد، وإعادة تثبيت السردية الحقيقية للصراع في اليمن".

 

- وقت وفرصة

من جهته، يرى الباحث السياسي ثابت الأحمدي أنه "من السابق لأوانه الحديث عمّا أنجزه مجلس القيادة الرئاسي؛ كونه لم يمر على تشكيله سوى شهر واحد".

ويضيف أن "تشكيل المجلس الرئاسي جاء في ظل ظروف معقّدة ووضع استثنائي، وبالتالي ينبغي إعطاء هذا المجلس مائة يوم على الأقل لبدء الحديث عمّا أنجزه وما أخفق فيه".

وعن أولويات المجلس الرئاسي، يوضح الأحمدي أن "أولويات المجلس هي المحددات في بيان الإعلان الذي صرّح به الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وما تلته من تصريحات لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي".

ويرى الأحمدي أنه "حتى الآن يمكن القول إن بعض التفاصيل المهمة قد تحققت مثل توحيد الفصائل اليمنية في ظل مجلس رئاسي موحّد، وإزالة التباينات والتوجسات التي كانت سيدة المشهد خلال السنوات الماضية".

ويتابع موضحا: "الجميع اليوم متفقين في مجلس رئاسي موحّد على محاربة عدو واحد، على قضية مركزية واحدة".

ورغم ذلك، لا ينكر الأحمدي وجود تباينات بين أعضاء المجلس، إلا أنه يرى أنها لن تؤثر على المسار العام للقضية، وستحسم في وقت لاحق، وسيصل الجميع إلى طريق واحد، حد قوله.

ويؤكد الأحمدي أن "الدعم الإقليمي والمحلي الكبير، الذي يحظى به المجلس، كفيل بإنهاء التباينات التي سادت المشهد خلال السنوات الماضية".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية