قمتان في جدة وأخرى في طهران.. وبدأت لعبة الكبار!

قمة في السعودية وقمة في طهران تزامنتا في وقت واحد ِ..

ليس ما يحدث هنا وهناك ضربة حظ , ولا عمل الصدفة الآني ,,,

لكنه ينبئ بما لا يدع مجالاً للشك عن تحول واضح وجلي في السياسة الدولية , وعن ظهور بيَّن لتوازن القوى , وتدوير متسارع لتبادل الحضارات .

 

هكذا هي نماويس الكون , وقوانين الرب سبحانه وتعالى فقد قال جل وعلا :

(وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .

وهكذا هي طبيعة الحياة وصراعها ...

فحضارة تزدهر وأخرى تندثر , وقوم يصعدون , وآخرون يهبطون ...

 

واليوم حان الوقت الذي ينبغي للغرب وأمريكا من خلفه أن يسلَّموا الراية ...بعد قرون من الزمن عاثوا فيها فساداً فاق الخيال ..

 

وها هي القوى الفتية تتسارع لملأ الفراغ ..

وها هي أقدار الله تحدث ثغرة في جدار الصمت بعد أن عجز أصحاب الحق عن استرداد حقهم , وكادوا يسلمون لعدوهم مرغمين دونما مقاومة .

فكانت الحرب الروسية المسمار الأخير الذي ضُرِبَ في نعش القارة العجوز ...فهي تترنح وتتخبط كالمسحور مسه شيطان ..

وما حصل في بريطانيا ويحصل من صراع داخلي محتدم هو بداية النهاية لحقبة عفنة قذرة من تاريخ البشرية.

وسوف تلحق بريطانيا دولا أوروبية أخرى والتي ينخر السوس قاع هرمها المتعفن .

 

لقد أكدت قمة طهران عملياً رحيل سياسة القطب الواحد , وأضحى توزان القوى أمراً حتمياً...

ذلك ما يؤكده  دخول تركيا كقوة عالمية بتحالفها مع روسيا وإيران, وهو ما تكلل بتوقيع اتفاقيات مهمة جداً في اسطنبول بين الجانب الروسي والجانب الأوكراني وبرعاية أممية.. فيما يخص تصدير القمح للعالم , والذي يعتبر كسراً للحصار المعلن على روسيا من قبل الغرب وأمريكا ويعني ايضا انجازا انسانيا لصالح البشرية كلها .

 

تلك ربما تكون الثمرة الأولى لنتائج قمة إيران , والذي على ما يبدو ستلحقها خطوات أكثر سخونة واستراتيجية ...

بينما في الجانب المقابل لا تزال أمريكا تستخدم نفس الأساليب القديمة لتحقيق أهدافها هي نفسها , دونما أي اعتبار لمصالح حلفائها , وهي بهكذا أساليب يبدو أنها سوف تخسر الرهان ,,

 

لقداستطاعت السياسة الخارجية التركية اليوم أن ترجح كفة الميزان , وأن تعيد للعالم توازنه , وذلك بانضمانها إلى التكتل الفتي الذي يناهظ الاستعمار الحديث بقيادة أمريكا , وأضحت لاعباً رئيسا في أحداث العالم , وفي صنع السياسة الدولية .

 

 

لكن أكثر  ما يحز في النفس أننا _نحن _كعرب غير عابئين بكل تلك التغييرات المتسارعة على الساحة الدولية , وكأنها لا تعنينا .

مع أنها لحظة مفصلية في تاريخ الحضارات... ينبغي أن تُستغل .

 

ذلك أنَّ هذه الدمى الرابضة على كراسي الحكم هي في الحقيقة .. ادوات مصنوعة بأيدي الغرب وأمريكا , فلا يحسنون إلا تنفيذ  ما يُطلب منهم أسيادهم في البيت الأبيض .

 

فهل يعقل _ في هذا الظرف العصيب _ أن تشعل دول الخليج حرباً عبثية في اليمن لمدة ثمانية أعوام ..

هكذا حرب لمجرد الحرب !! وأن تتسابق لخدمة العدو الصهيوني والتطببع معه؟!!

وهل من المعقول كذلك أن يرضى حكام الجزائر والمغرب بأن تنشب بينهما حربا عبثية لأسباب تافهة؟

ناهيك عن أحمق تونس ,, ذلك المعتوه الذي يعبث بأمن البلاد وإدخالها في أتون صراعات جنونية خدمة مجانية لأسياده !!

 

فأيَّ بلاء ابتليت به الأمة بمثل  هؤلاء المكرتنين , المعلبين , والمصنوعين خصيصاً من قبل المخابرات اليهودية لتدمير الشعوب , ونهبها , وقهرها !!

 

الحقيقية أنني لا أعلَّقُ أية مال على تلك القيادات المعفنة , وليس لدي بصيص أمل في تغيير حالها ..

 

بل نعوَّل على وعي الشعوب لانتزاع حقوقها ,,ونعول على دوران الحياة والتبادل الحضاري المحتوم .

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية