موقع أمريكي: الاقتتال الداخلي في شبوة يكشف هشاشة المجلس الرئاسي

قال موقع أمريكي بأن الاقتتال الداخلي جنوب اليمن "يكشف هشاشة مجلس القيادة الجديد"، مضيفا بأنه وعلى الرغم من وجود القيادة اليمنية الجديدة في عدن، إلا أن القتال الشرس أحدث الفوضى في محافظة شبوة جنوب اليمن.

 وأشار موقع «Al-Monitor» في تقرير "بأن الاقتتال الداخلي الدامي هز محافظة شبوة خلال الأيام القليلة الماضية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط توترات بين القوات الموالية للحكومة في عتق، عاصمة شبوة، المحافظة الغنية بالنفط في جنوب اليمن".

في 19 يوليو/ تموز، أعلن قائد قوات الأمن الخاصة العميد اللواء عبد ربه لعكب، نجاته من محاولة اغتيال في عتق، حيث قتل اثنان من حراسه الشخصيين في الهجوم، لكن القائد نجا سالما، وقد اتهم القوات الانفصالية الجنوبية المدعومة من الإمارات بتدبير الهجوم.

ووفق التقرير "يُظهر الصراع في شبوة هشاشة القيادة اليمنية الجديدة في عدن، والتنافر بين القوات الموالية للحكومة التي تقاتل عدوًا مشتركًا هو جماعة الحوثي المدعومة من إيران".

 وتولت القيادة الجديدة، المعروفة باسم مجلس القيادة الرئاسي، زمام القيادة في أبريل/ نيسان بعد أن تنازل الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي عن السلطة بناءً على تغيير في السلطة برعاية خليجية.

يعتبر منع الاقتتال الداخلي بين القوات اليمنية المناهضة للحوثيين من أولويات المجلس الرئاسي، ومع ذلك فإن الأعمال العدائية الأخيرة لا تبشر بالخير بالنسبة لليمن، كما تظهر أن القيادة الجديدة غير قادرة على توحيد القوات المسلحة المختلفة في جنوب البلاد.

وتحدث بعض سكان عتق، لـ "المونيتور" بالقول بأنهم لم يتوقعوا حدوث هذا الرعب، حيث كانت عتق في مأمن من الصراعات لسنوات عديدة، معبرين عن خيبة أملهم تجاه القيادة الجديدة.

 وبصفته القيادة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في البلاد، تدخل المجلس الرئاسي يوم الثلاثاء وأقال بعض القادة العسكريين في محاولة لتهدئة الموقف ووقف المزيد من الاقتتال الداخلي.  لم تساعد هذه الخطوة، واستمرت الاشتباكات مستعرة يوم الأربعاء.

 سيطر مقاتلو الانفصاليون الجنوبيون المعروفون باسم القوات العمالقة وقوات دفاع شبوة على عتق بعد ظهر الأربعاء.  وانسحبت الوحدات العسكرية المعارضة إلى مناطق أخرى في نفس المحافظة.   

يحتفل بعض الجنوبيين الذين يأملون في الانفصال عن شمال اليمن بهذه التطورات معتقدين بأنها تمثل أمرا حاسما لتحقيق هذا الهدف.

وبينما يحتفي الانفصاليون الجنوبيون، يرى العديد من اليمنيين الآخرين أن هذا العنف يمثل انتكاسة أخرى لليمن وفشل واضح للمجلس الرئاسي.

وقال الباحث والكاتب السياسي اليمني عادل دشيلة لـ "المونيتور" إن ما حدث في شبوة ينذر بمستقبل كئيب لليمن ويشهد على حجم التأثير الأجنبي على البلاد.

وبحسب تعبيره، أصبح المجلس الرئاسي أداة في يد التحالف العربي. حيث لا توجد شراكة سياسية أو عسكرية حقيقية بين القيادة اليمنية والتحالف.  وما يخطط له ويقترحه التحالف سينفذه المجلس الرئاسي، وقال دشيلة إن هذا سيعمق الانقسامات ويزيد من تعقيد الصراع.

وقال عبد العزيز الجباري ، نائب رئيس مجلس النواب اليمني، إنه ناقش الاقتتال الداخلي في شبوة مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، في اتصال هاتفي.

وقال جباري إنه قال له: "أخشى أن يكون مجلسكم أداة لتقسيم اليمن إلى كانتونات"، ورد العليمي بالقول بأن ذلك غير صحيح قائلا " إخواننا [السعودية والإمارات] حريصون على وحدة اليمن واستقراره".

لكن سلوك مقاتلي الجنوب بعد انتصارهم في شبوة الأربعاء يفضح ميولهم الانفصالية.  حيث أنزلوا علم اليمن الموحد ورفعوا علم الدولة الجنوبية قبل الوحدة.

ووصف محلل سياسي في شبوة الاستيلاء على عتق بأنه المسمار الأخير في نعش وحدة اليمن.  وقال لـ "المونيتور": "كان للانفصاليين تواجد قوي في جميع المحافظات الجنوبية باستثناء شبوة، الآن سيطروا على هذه المحافظة، والطريق إلى الانفصال عن شمال اليمن بات أسهل من ذي قبل، إذ سيتمكن الانفصاليون من تحقيق هدفهم إذا استمر الدعم السعودي الإماراتي".

وأضاف: "هذا الاقتتال الداخلي في شبوة يشكل صدمة لليمنيين على مستوى البلاد وقد كشف أن القيادة الجديدة غير قادرة على انتشال اليمن من الفوضى على الأقل في المناطق الخالية من الحوثيين".

 وبينما لا يزال مجلس الأمن الدولي ودول أخرى في جميع أنحاء العالم تعترف بشرعية الحكومة اليمنية التي تتخذ من عدن مقراً لها، إلا أن شعبيتها وشرعيتها تتآكل توازياً مع هيمنة الحوثيين في شمال اليمن وانتشار الانفصاليين في الجنوب.

 

ترجمة يمن شباب

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية