الأمم المتحدة تؤكد ازدياد المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإغاثي باليمن
أعلنت الأمم المتحدة اليوم، الجمعة، ازدياد المخاطر والتهديدات والاعتداءات التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني والإغاثي في اليمن خاصة العاملات من النساء.
جاء ذلك في بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، أطلع "المصدر أونلاين" على مضمونه.
وقال البيان، إنه "في اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام (19 أغسطس من كل عام) ندرك أنه مثلما قد تتطلب تربية طفل جهود قرية بأكملها، فإن الأمر يحتاج إلى تضافر مجتمع بأكمله لمساعدة الناس ذوي الاحتياج".
وأضاف: "يضمن العاملون في مجال الإغاثة في اليمن، أكثر من 95 في المائة منهم يمنيون، حصول 12.6 مليون شخص في المتوسط على المساعدات الإنسانية ودعم الحماية شهريًا. لكنهم يعملون في بيئة صعبة للغاية، ويتعرضون في كثير من الأحيان لتهديدات على أمنهم وسلامتهم، حتى وهم يعملون كل يوم من أجل إنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة".
وأكد أن هذا العام "شهد زيادة منذرة بالخطر فيما يتعلق بالهجمات ضد العاملين في مجال الإغاثة في اليمن".
وتابع: "فقد شهد النصف الأول من عام 2022 م مقتل عامل إغاثة، وإصابة اثنين، واختطاف سبعة، واحتجاز تسعة. كما وقعت 27 حادثة تهديد وتخويف بين يناير ويونيو، مقارنة ب 17 حادثة من هذا القبيل تم تسجيلها طوال العام الماضي".
واستطرد البيان "كما تم تسجيل 28 حادثة اختطاف سيارات في الأشهر الستة الأولى من العام، أي بزيادة 17 حادثة عن عام 2021 م. وفي النصف الأول من عام 2022 م، تم تسجيل 27 هجوما على مباني ومنشآت منظمات إغاثية، بما في ذلك نهب الإمدادات الإنسانية وغيرها من الأصول، وهو أيضًا أكثر مما تم تسجيله طوال عام 2021م.
وقال البيان الأممي، إنه "خلال الأشهر الأخيرة، تعرض العاملون في مجال الإغاثة لحملات تضليلية وتحريضية، بما في ذلك ادعاءات الكاذبة بأنهم يفسدون قيم الشعب اليمني، بما فيها أخلاق الشابات".
وأضاف: "تمس هذه الادعاءات التي لا أساس لها سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني وتعرضهم للخطر، خاصة اليمنيات العاملات في مجال الإغاثة، في الوقت الذي تعاني فيه النساء والفتيات من زيادة معدلات العنف والتراجع عن حقوقهن في أجزاء كثيرة من العالم".
ونقل البيان عن منسق الشؤون الإنسانية لليمن، "ديفيد غريسلي"، قوله، إن "العنف والتهديدات ضد العاملين في المجال الإنساني يقوضان عملية تقديم المساعدات، ويعرّضان أرواح من هم في أمس الحاجة إليها للخطر".
وأضاف غريسلي: "يستحق العاملون في مجال الإغاثة في اليمن أن يتم الاحتفاء بهم لتفانيهم في إيثار الغير".
وتطرق البيان الأممي إلى ما وفرته الهدنة الإنسانية من "راحة ملموسة للمدنيين منذ دخولها حيز التنفيذ في أبريل مستحقة بذلك كل الدعم".
وأشار إلى استمرار الأثار الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة للصراع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.
ويحتاج أكثر من 23 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 19 مليون بحلول ديسمبر، وفقا للبيان.
ويعتبر معدل سوء التغذية في أوساط النساء والأطفال من بين أعلى المعدلات في العالم، ولا يزال ثلث النازحين في اليمن البالغ عددهم 4.3 ملايين شخص يعيشون في ظروف قاسية".
وأكد البيان أنه "لولا الالتزام المتواصل من قبل الجهات العاملة في المجال الإنساني في اليمن، لكان الوضع أسوأ بكثير.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن "العاملون في مجال الإغاثة في اليمن مستمرون بدون كلل في أداء مهمتهم، إذ يواصل هؤلاء النساء والرجال المتفانون والمحبون للغير مضاعفة جهودهم كل يوم، ويقدمون لملايين الناس ذوي الاحتياج المساعدات الغذائية والنقدية والخدمات الصحية والمياه النظيفة والحماية والتعليم في حالات الطوارئ".
وأضاف: "ينبغي علينا جميعًا أن نفعل كل ما في وسعنا لحمايتهم ودعم عملهم البالغ الأهمية"، وفقا للبيان.
وكان أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة، تطرقوا في اجتماعهم الشهري يوم الاثنين، للعوائق والعراقيل والتهديدات التي تواجه العاملين في المجال الإغاثي في اليمن، داعين "الحوثيين للإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المختطفين في صنعاء منذ نوفمبر العام الماضي".
التعليقات