السيطرة الوهمية.. ما الذي حدث في أبين؟!

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، الأسبوع الماضي، السيطرة الكاملة على محافظة أبين جنوبي البلاد دون قِتال مع القوات الحكومية بعد 24 ساعة على إعلان عملية عسكرية للسيطرة على المحافظة، لكن ذلك لم يحدث فما تزال القوات الحكومية متواجدة وتجنبت القِتال مع المجلس الانتقالي.

لكن إعلان المجلس الانتقالي بالسيطرة الكاملة يشوبه تضليل متعمد لوسائل الإعلام ودعاية بتحقيق انتصار، فلم يحدث قِتال مع القوات الحكومية عدا مناوشات بسيطة لم تؤدي إلى قتلى.

قال المجلس الانتقالي إن عمليته العسكرية استهدفت التنظيمات الإرهابية، في وقت شنت وسائل إعلامه حملة على قوات الجيش والأمن في المحافظة، وحسب تلفزيون عدن المستقلة فإن العملية العسكرية تأتي ضمن جهود لمواجهة الحوثيين.

استخدم المجلس الانتقالي صفة عيدروس الزُبيدي كعضو في مجلس القيادة الرئاسي لتنفيذ العملية، تشير وثيقة إلى أن “قيادة القوات الجنوبية” وهي الميليشيات التابعة للإمارات إلى توجيهها وزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الرابعة والمسؤولين الأمنيين للتحرك وخوض المعارك ضد قوات الجيش، يكشف ذلك تردي الوضع الحالي وفشل أي جهود للجنة العسكرية المعنية بهيكلة القوات.

 

السيطرة دون قِتال

بددت أحداث محافظة شبوة شرقي اليمن في الثلث الأول من شهر أغسطس/آب الجاري، ثقة الجيش والأمن اليمنيين بالقيادة السياسية، عندما دعم مجلس القيادة الرئاسي القوات التابعة للإمارات على حساب المؤسستين التابعتين للدولة، لذلك كان متوقعاً أن لا تبدي قوات الجيش اليمني أي مقاومة.

حسب المصادر فهناك أمران أديا لمنع حدوث اقتتال حسب المصادر: الأول، توجيهات من وزارة الدفاع والرئاسة بالسماح للقوات التابعة للانتقالي، الثاني، وساطة قبلية وعسكرية أدت إلى منع حدوث المواجهات.

حسب مصدر مطلع فإن وساطة عسكرية وقَبلية تدخلت لمنع حدوث اشتباكات مع تحرك القوات الموالية للإمارات من زنجبار باتجاه الطريق الساحلي إلى مديرية شقرة، وأبرم الاتفاق بسرعة من جانب قوات الانتقالي “عبداللطيف السيد” ومن الجانب الحكومي علي الكازمي.

قال المصدر المطلع إن رفض عمليات الرئاسة اليمنية ووزارة الدفاع الرد على الاتصالات يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء، دفع القوات الحكومية للتوقف عن القِتال.

بموجب الاتفاق فإن قوات الانتقالي سنتشر في مديرية شقرة و”خبر المراقشة” والمواقع القريبة حتى مديرية “أحور”، كمرحلة أولى قبل الدخول في المديريات الوسطى “مودية” و”أحفد” و”لودر”.

وقال مصدر عسكري لـ”يمن مونيتور”: إن القوات الموالية للإمارات سيطرت اليوم الجمعة مواقع جديدة في مديرية شقرة ومعسكر في منطقة “أحور” يوم الخميس.

ولفت إلى استمرار وصول التعزيزات العسكرية للمجلس الانتقالي إلى أبين خلال الأيام الماضية.

الاتفاق يشير إلى تمركز أربعة إلى خمسة ألوية للقوات الحكومية في مواقعها مع انتشار قوات للمجلس الانتقالي الجنوبي في ذات المناطق وبقربها، كما يشير إلى مغادرة قادة عسكريين المحافظة.

وقال المصدر إن القوات الحكومية مستمرة في مواقعها السابقة في “العرقوب” و”وجحين” والطريق الجبلي وصولاً إلى المديريات الوسطى للمحافظة.

وقال إن عدد من القوات تراجعت إلى تلك المواقع، خاصة التي كانت تنتشر في الطريق الساحلي.

تشير وثيقة أطلع عليها يمن مونيتور إلى أن القوات الحكومية (القوات المشتركة) رفضت الوضع العسكري الجديد والسيطرة على شقرة والمناطق المجاورة مطالبة بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل وصول قوات المجلس الانتقالي.

وكشفت الوثيقة -التي تأتي ضمن تقرير عسكري عملياتي- أن هناك أوامر من مجلس القيادة الرئاسي ووزارة الدفاع بعدم الاشتباك مع ما أسمته “رفقاء السلاح”.

لكن المصدر الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” قال إن عمليات الرئاسة ووزارة الدفاع لم يستجيبوا للاتصالات المستمرة مع تحرك قوات الانتقالي ليل الثلاثاء؛ بعد أن وجهوا بالسماح للقوات الموالية للإمارات بالسيطرة.

تشير وثيقة أخرى إلى أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وجه عضو المجلس عيدروس الزُبيدي بعدم إطلاق عملية عسكرية في محافظة أبين.

بينما كانت القوات الموالية للإمارات تنتشر في “شقرة” كانت القوات الحكومية تتعرض للقصف بالمدفعية من جماعة الحوثي المسلحة.

والتقت القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة يوم الجمعة، مع القيادات التابعة للانتقالي الجنوبي، في محاولة لتجنب حدوث اشتباكات في المنطقة الوسطى من المحافظة.

 

الاستعداد للمعارك

حسب مصادر فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يستمر في تعزيز قواته إلى محافظة أبين، وانتشرت عدد من الدوريات العسكرية في شقرة وأحور خلال اليومين الماضيين.

وحسب مصدر فإن قائد قوات الحزام الأمني عبداللطيف السيد تسلم اليوم الجمعة عدد من الدوريات الجديدة لانتشار القوات في شقرة. في وقت قال مصدر آخر إن قوات الأمن والنجدة جرى فرض حصار عليها للبقاء في معسكراتها وعدم الخروج منها لتولي الأمن.

وقال مصدر حكومي لـ”يمن مونيتور” إن التقارير القادمة من أبين تشير إلى أن المجلس الانتقالي يستعد للمعارك، ولن يقبل ببقاء قوات الجيش الوطني والأمن في المحافظة؛ ودون توفر غطاء سياسي من المجلس الرئاسي لا يبدو أن تقاتل القوات الحكومية.

وحذر المسؤول المطلع من محاولات “المجلس الانتقالي” المدعوم من الإمارات جرّ شبوة وأبين إلى حروب قبلية جديدة تعيد للأذهان الحرب الأهلية في يناير/كانون الثاني 1986م.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية