ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

بعد شبوة وأبين.. هل ستتمكن أدوات الامارات من نقل الفوضى إلى المهرة؟

يواصل ما يسمى بـ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات تحت غطاء المجلس الرئاسي تنفيذ مشاريعه الانفصالية والمناطقية في المحافظات الجنوبية، وملشنة المؤسسات الحكومية وإفراغها من أي حضور للدولة تنفيذاً لأجندات خارجية تهدف إلى السيطرة على المناطق الساحلية للبلاد.

 فبعد سقوط شبوة وتسليم أبين، تتجه البوصلة نحو المهرة، في محاولة ممنهجة لإرباك المشهد ونقل أدوات التوتر إلى المحافظة التي أفشلت كل محاولاتهم وأطماعهم.

وتشير إحداثيات التحالف "السعودي الإماراتي" إلى وجود محاولات جديدة لنشر الفوضى بالمحافظة عبر أدواته المنتشية بالانتصار في شبوة وأبين، إذ ظهرت تصريحات لقيادات مليشيات الانتقالي وهي تهدد وتتوعد باجتياح المهرة، فيما يشير إلى خارطة طريق يرسمها التحالف وبشكل متسق مع أهداف توسعية طال انتظارها.

وتعد المهرة، المحطة الأولى القادمة في سلسلة لا متناهية من الأطماع لهذا التحالف، بعد سنوات من عجزه عن تحقيق نفوذه على الأراضي المهرية، التي أفشل أهلها كل محاولات الهيمنة والسيطرة على الأرض.

 وفي هذا الشأن، قال الصحفي والكاتب أنيس منصور، إن " تحركات مليشيا المجلس الانتقالي تمضى وفق مخطط استهداف الشرق الذي بشر به رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك".

وأشار في مداخلة مع برنامج "التاسعة" على قناة المهرية الفضائية، إلى أن "تحرك مليشيا الانتقالي باتجاه المهرة، يأتي تنفيذاً لهدف إماراتي في الدرجة الأولى ضمن مخطط يتضمن التقاسم الجغرافي للنفوذ في المحافظات الجنوبية للبلاد تمهيداً لمشروع جديد تنفذه أدوات الإنتقالي".

وأكد منصور، أن "هذه محاولة نقل الفوضى للمهرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن ثمة أربعة عوامل تؤكد فشلها، أبرزها الانسجام الشعبي المهري، مع القوى السياسية في المهرة، مع القوات الأمنية والعسكرية، ومع السلطة المحلية".

وأضاف "لا يمكن لأبناء المهرة أن يقبلوا بأدوات من خارجها تتحكم بها، وذلك لعدم وجود الفئة المناصرة لهذه المشاريع والتحركات التي يسعى التحالف وأدواته تنفيذها بالمهرة".

وأشار إلى أن "تماسك أبناء المهرة شكل حائط صد أمام مخططات التحالف السعودي الإماراتي، وتحركات أدواته المحلية".

من جانبه، أكد الدكتور فيصل علي، رئيس يمنيون للدراسات، أن المجلس الرئاسي المعين حديثاً مجرد أدوات لتنفيذ أهداف السعودية والإمارات، بعد أن تمكنت تلك الدول من إزاحة الشرعية اليمنية، مقابل شرعية مخترقة ولا تحظى بشعبية".

وأضاف في مداخلة مع برنامج "التاسعة" على قناة المهرية، "أن رئيس المجلس الرئاسي المعين من السعودية والإمارات، فتك بالقوة التي كان يمكن أن يستند عليها، وذهب بعيدا عن كل ذلك، مستنداً على الشرعية الدولية زاعماً بذلك أنها ستمكنه من حكم اليمن، لكن الواقع يشير عكس ذلك، فالبلد يتم إعادة تشكيله وفقاً لمخططات خارجية".

 بدوره، قال سعيد عفري رئيس الدائرة السياسية بالمجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، إن "التحالف السعودي الإماراتي منذ بداية تدخله في اليمن، كان يذهب بعيداً عن تحقيق مسار أهدافه واتجه نحو احتلال المنشئات والموانئ البحرية والتجارية، ليتحول إلى احتلال مكتمل الأركان".  

ولفت إلى أن "أبناء المهرة، كانوا سباقين في كشف هذه التحركات والأهداف الخفية للتحالف ووقفوا ضدها، وأصبح الشعبي اليمني اليوم مدركاً لما كان يقوله أبناء المهرة ويحذرون منه".

وبشأن المجلس الرئاسي المعين من السعودية والإمارات، أوضح عفري، "أن هذه المجلس غير مؤهل لقيادة دولة يمنية تتحكم في كامل الأراضي اليمنية، وهو مجلس غير شرعي لم يحظى بشعبية وهو من صنيعة هذه الدول".

وكشف عفري، عن "وجود سيناريوا سبق أن تم الإعداد له مسبقاً في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، للوصول في البلاد إلى هذه المرحلة من التشتت والانقسام والفوضى وافتعال الأزمات".

وخلال السنوات الماضية، شهدت المهرة، اعتصامات سلمية للمطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية من المهرة، وتسليم منفذي شحن وصيرفت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي للقوات المحلية، والحفاظ على السيادة الوطنية.

وتكتسب المهرة أهمية بالغة؛ حيث تعد ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعد حضرموت، ويوجد فيها منفذان حدوديان مع عمان هما صيرفت وشحن، وأطول شريط ساحلي يمني مطل على بحر العرب يقدر طوله بـ560 كيلومتراً، وفيه ميناء نشطون.

ووصلت قوات سعودية إلى المهرة نهاية 2017، على الرغم من أنها كانت بعيدة عن الصراع ولم تصل إليها مليشيا الحوثيين، كما قامت تلك القوات بمنع حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون، وحولت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.