بخطى ثابتة.. التحالف في مهمة تفتيت اليمن وإشعال الحرائق

بخطى ثابتة، تستمر الرياض وأبوظبي في وضع العثرات والألغام في طريق استعادة الدولة اليمنية العنوان العريض الذي تدخلتا تحته، في مارس/ أذار 2015.

بعد تمكين مليشيا الحوثي من جزء كبير من المحافظات الشمالية، من خلال عملية عاصفة الحزم السعودية، تم إزاحة كافة المخاطر المحتملة لهزيمتها عسكريا، بعد الاعتراف بها سياسيا كسلطة أمر واقع.

بدأت الرياض، ومن خلفها أبوظبي، في تمكين مليشيا المجلس الانتقالي من المحافظات الجنوبية، والاعتراف بها كسلطة أمر واقع أخرى بعد التوقيع على اتفاق الرياض، والبدء تدريجيا بتصفية كل القوى الوطنية مع الجيش الوطني لصالح هذه الغاية.

ولم يكتفِ التحالف بالقسمة على اثنين في الشمال والجنوب، بل عمد إلى إنشاء مجلس بثمانية رؤوس يُضاف لمجلس الحوثي، في خطوة تهدف إلى إشعال المزيد من الحرائق في الجسد اليمني.

قفز التحالف على الشرعية اليمنية وحوّلها إلى ورقة يستخدمها لتمرير جرائمه وتمزيق اليمن وتبرير مواقفه، وتحت لافتة محاربة تنظيم "الإخوان المسلمين" بدأت رحلة تفتيت اليمن من دماج وعمران وصنعاء وتعز وصولا إلى عدن وحضرموت وأبين والمهرة، ولا يزال الشعار مرفوعا والعمل جاريا.

الخطاب ذاته، وإن اختلفت الألسن، المفردات نفسها استخدمت لفصل سقطرى عن اليمن، وإنشاء السجون السرية والقواعد العسكرية على البحر الأحمر وباب المندب والمكلا وغيرها.

إسقاط المدن وتدمير القوى المؤمنة بالوحدة والشرعية الدستورية، وفرض خارطة ملغمّة بالمليشيات على الأرض، استراتيجية التحالف التي مكّنته من تدمير اليمن بغطاء أممي وإقليمي.

كما أن المعطيات على الأرض تكشف حقيقة المخطط السعودي - الإماراتي، الذي يفترض إشعال فوضى في اليمن يمكن السيطرة عليها من خلال إضعاف القوى، وتبعيّة الأدوات لعاصمتي البلدين المترهّلين بأوهام القوّة والسيطرة.

الخارطة اليمنية واحدة لا تقبل القسمة على اثنين، وهذه كلمة القوى المختلفة على الأرض، فمن لا يقبل بالوحدة اليوم يقف إلى جانب المشاريع المتشظية في الشمال والجنوب.

تشير الاستراتيجية السعودية إلى رغبتها العارمة في إعادة اليمن إلى عهد الدويلات، والإمارات الصغيرة المتناحرة مناطقيا وجهويا، والرجوع بالبلاد ليس إلى ما قبل العام تسعين بل إلى ما قبل العام 1967.

نجاح وفشل المشروع التقسيمي للسعودية والإمارات مناط باليمنيين وحدهم، وهم من يمكنهم مقاومته، أو السير إلى نهاية الطريق، حيث سيكون الجميع بالضرورة خاسرين، ولن تتوقف الحرائق في اليمن بل ستنتقل إلى وجوه من أشعلوها.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية