في رسالة مشتركة.. 50 منظمة حقوقية تدعو الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي شامل في جرائم الحرب باليمن
طالبت 50 منظمة حقوقية، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بإجراء تحقيق دولي بشأن جرائم الحرب والانتهاكات المرتكبة في اليمن في إشارة الى الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي على الشعب اليمني منذ انقالبها على الدولة واستيلائها على السلطة في 2014.
جاء ذلك في رسالة مشتركة موجهة من "هيومان رايتس ووتش" و"العفو الدولية" و" مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان" و"رابطة أمهات المختطفين" و46 منظمة حقوقية دولية ومحلية أخرى، للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أمس الأربعاء.
وقالت المنظمات في الرسالة "بصفتنا منظمات مجتمع مدني يمنية وإقليمية ودولية، ندعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى العمل على تشكيل ألية تحقيق جنائية دولية مستقلة بشأن اليمن، خلال الجلسة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة والمقرر انعقادها خلال الشهر الجاري".
وأكدت المنظمات "الهدنة اليمنية لا تزال ضعيفة؛ إذ لا يزال الوضع الإنساني في اليمن بائسًا، كما أن أطراف النزاع لم تحرز سوى تقدم ضئيل للغاية، يكاد لا يذكر، بشأن التصدي للانتهاكات والتجاوزات المتواصلة واسعة النطاق للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".
وأشارت الرسالة إلى توصيات فريق الخبراء الدوليين البارزين بإحالة ملف الانتهاكات في اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية، قبل أن ترفض الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان (بأغلبية بسيطة) تجديد مهمة الفريق في سبتمبر عام 2021م.
وطالبت المنظمات "المجتمع الدولي بأن لا يكتفي بالوقوف مكتوف الأيدي، وأن لا يسمح لهذا التصويت بأن يكون الكلمة الأخيرة بشأن جهود المساءلة الدولية عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب واسعة النطاق في اليمن".
ونهاية أكتوبر الماضي، دعت 38 دولة، الأمم المتحدة، إلى إيجاد آلية جديدة لرصد ومراقبة حالة حقوق الإنسان في اليمن ومساءلة الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة، إثر إنهاء ولاية فريق الخبراء البارزين.
وقوبلت تلك الدعوة التي جاءت في بيان وُزع على أعضاء الجمعية العامة موقع من معظم دول الاتحاد الأوربي إضافة إلى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، برفض شديد من الحكومة اليمنية والسعودية التي تقود تحالف عسكري لدعم الشرعية في اليمن، باعتبار الدعوة "محاولة أخرى لتسييس قضايا حقوق الإنسان وإخراجها من سياقها الطبيعي بعد أن قال مجلس حقوق الإنسان كلمته.
وفي الشهر التالي، طالبت 60 منظمة دولية وحقوقية، الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتحرك العاجل لإنشاء آلية تحقيق لجمع وحفظ الأدلة على الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المرتكبة من أطراف الصراع الدائر في اليمن.
وكان محققو الأمم المتحدة (فريق الخبراء البارزين المنتهية ولايته في أكتوبر الماضي) وثقوا في تقاريرهم الأربعة الصادرة خلال الأعوام الماضية، ارتكاب جميع الأطراف في اليمن انتهاكات متعددة وخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ترقى معظمها "لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومن بين تلك الانتهاكات التي وثقها الخبراء، الاختطاف والتعذيب والاخفاء القسري المنسوبة معظم حالاتها لمليشيا الحوثيين والقوات التابعة للمجلس الانتقالي والإمارات العربية المتحدة.
وإضافة لتلك الانتهاكات، وثق الخبراء حالات مقلقة من مصادرة المساعدات الإغاثية وتحويلها لصالح المسلحين، وحرمان المدنيين الضحايا من المساعدات والوصول للمياه النظيفة والخدمات وحرية التنقل ومحاصرة المدن والقرى وتعمد قصفها وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى انتهاكات تتمثل في الإعدام خارج إطار القانون وإقامة محاكمات شكلية لمصادرة أموال الخصوم، والتغطية على جرائم الاغتيالات التي طالت سياسيين ورجال دين خاصة في محافظات جنوب اليمن.
نص رسالة المنظمات للأمم المتحدة:
المساءلة الدولية والتحقيق المستقل ضرورة لتعزيز السلام الدائم في اليمن والعدالة للضحايا
بصفتنا منظمات مجتمع مدني يمنية وإقليمية ودولية، ندعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى العمل على تشكيل ألية تحقيق جنائية دولية مستقلة بشأن اليمن، خلال الجلسة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة والمقرر انعقادها خلال الشهر الجاري. وتؤكد منظماتنا أن الهدنة اليمنية لا تزال ضعيفة؛ إذ لا يزال الوضع الإنساني في اليمن بائسًا، كما أن أطراف النزاع لم تحرز سوى تقدم ضئيل للغاية، يكاد لا يذكر، بشأن التصدي للانتهاكات والتجاوزات المتواصلة واسعة النطاق للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. كما يبدو واضحًا افتقارها للنية في جبر الأضرار التي ألحقتها بالمدنيين طوال فترة النزاع. في الوقت نفسه، شهدت اليمن، أثناء الأسابيع الأخيرة، تجدد الاشتباكات المسلحة، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين جراء القصف والغارات، التي تشنها الطائرات بلا طيار وغيرها من الهجمات. كل هذه العوامل تعكس الحاجة الملحة والحاسمة لتفعيل جهود المساءلة الدولية بشأن اليمن، وإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن الجرائم المرتكبة فيها.
كانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قد أكدت أن «السلام الدائم مرتبط بالعدالة والتنمية واحترام حقوق الإنسان»، إلا أن المجتمع الدولي غفل تحقيق مبادئ العدالة والحقيقة والتعويض عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن المتصاعدة منذ إطاحة الاحتجاجات الجماهيرية المؤيدة للديمقراطية بحكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام 2011. وعلى مدار الفترة بين عامي 2011 و2014، منحت مبادرة مجلس التعاون الخليجي لليمن، على النحو الذي أقره مجلس الأمن بالأمم المتحدة، الأولوية لتنفيذ انتقال سريع للسلطة بدلًا من ضمان المساءلة وإرساء سيادة القانون ومعالجة السجل الحكومي الطويل لانتهاكات حقوق الإنسان. كما ساهمت الحصانة الممنوحة للرئيس السابق وأخرين في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب، الأمر الذي تسبب بشكل رئيسي في تجدد النزاع المسلح وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وجرائم حرب داخل البلد. ورغم مرور 10 سنوات تقريبًا، يبدو أن المجتمع الدولي في طريقه لتكرار الخطأ نفسه.
ومنذ 2014، تسببت الأطراف المختلفة للنزاع، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة أنصار الله المسلحة (الحوثيين)، في ضرر ومعاناة كبيرة للمدنيين في اليمن، ولا تزال هذه الأطراف ترتكب انتهاكات وتجاوزات متصاعدة وخطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.[1] في الوقت نفسه، فشلت جميع هذه الأطراف في إجراء تحقيقات جدية وفعالة، أو تقديم تعويضات، أو ضمان العدالة للضحايا. فعلى سبيل المثال، في الشهر الماضي، أسفرت الهجمات بحق المدنيين عن وقوع 232 ضحية، من بينهم 57 طفلًا. كما شهد الأسبوع الأخير من يوليو أعلى زيادة في إصابات الأطفال في أسبوع واحد منذ 2020.
كان فريق خبراء الأمم المتحدة البارزون المعني باليمن، قد أوصى قبل حله المفاجئ في عام 2021، بأن تحيل الأمم المتحدة الوضع في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشددًا على أهمية تشكيل آلية تحقيق دولية تركز على المساءلة الجنائية. كما أكد الفريق على الحاجة إلى إعمال حق الضحايا في التعويض. ويُذكر أنه في أواخر عام 2021، رفض أعضاء مجلس حقوق الإنسان قرار تجديد ولاية فريق الخبراء البارزين بالأمم المتحدة بشأن اليمن؛ بعدما مارست المملكة العربية السعودية، بدعم من الإمارات، ضغوطًا على أعضاء مجلس حقوق الإنسان للتصويت ضد قرار التجديد.
في هذا السياق، تطالب منظماتنا المجتمع الدولي بألا يكتفي بالوقوف مكتوف الأيدي، وألا يسمح لهذا التصويت بأن يكون الكلمة الأخيرة بشأن جهود المساءلة الدولية عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب واسعة النطاق في اليمن. ونتفق مع دعوة فريق الخبراء البارزين، في أكتوبر 2021، للمجتمع الدولي باتخاذ مبادرات محددة على المستوى الدولي سعيًا للمساءلة. كما نؤكد على موقف عشرات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بشأن «الحاجة الملحة للرصد وإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة»، ومطالبتها بـ«استكشاف المزيد من الآليات البديلة بنشاط…لضمان المساءلة» عن الجرائم المرتكبة في اليمن. وحسبما صرح فريق الخبراء، فإنه «لا ينبغي إسكات ضحايا هذا الصراع المسلح المأساوي بقرار من بضع دول. على العكس، ينبغي دعمهم بكل الوسائل حتى يتمكنوا من معرفة الحقيقة والوصول للعدالة والتعويض».
إن منظماتنا تدعو المجتمع الدولي لعدم تكرار أخطاء الماضي، ومن ثم تعزيز جهود المساءلة الدولية .ونؤكد في الوقت ذاته أن استمرار الإفلات من العقاب لن يؤدي إلا لاستمرار دورة العنف والمعاناة، بما في ذلك تصاعد احتمال تجويع المزيد من الأطفال، وسجن أو إعدام المزيد من المدافعين عن الحقوق والصحفيين، وقصف المزيد من المنازل والمدارس.
في هذا السياق، بإمكان آلية دولية مستقلة للمساءلة الجنائية لليمن الاضطلاع بدور حاسم في ردع العنف وحماية المدنيين وتعزيز سلام حقيقي ودائم.
في ديسمبر 2021، دعا قرابة 90 منظمة مجتمع مدني الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى التحرك بسرعة وتشكيل مثل هذه الآلية للتحقيق والإبلاغ علنًا عن انتهاكات وتجاوزات القانون الدولي المرتكبة في اليمن. ينبغي لمثل هذه الآلية أن تعمل على جمع الأدلة وحفظها، إلى جانب إعداد ملفات للملاحقات الجنائية المحتملة في المستقبل، وأن تضع القواعد والأسس لإنصاف فعال بما يتضمن تحديد الضحايا، وتوثيق الأضرار لدعم أي مطالبات بالجبر في المستقبل. ونؤكد على أن مثل هذا التفويض القوي مطلوب؛ ليس فقط من أجل فضح الجرائم الخطيرة المرتكبة في اليمن، ولكن أيضًا لضمان استخدام هذه الوثائق في مساءلة جنائية فعالة في المستقبل للتصدي للإفلات من العقاب وتوفير الإنصاف الفعال للضحايا. ونؤكد في الوقت نفسه أن أية آلية لا تفي بهذه المعايير من شأنها الإضرار بشكل بالغ بملايين اليمنيين الذين عانوا من تجاوزات خطيرة أو من جرائم حرب واضحة وما زالوا يتطلعون للعدالة.
ندعو حكومتكم إلى العمل على ضمان تشكيل مثل هذه الآلية الأممية في الفترة المقبلة، بما في ذلك خلال الجلسة القادمة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ونؤكد استعدادنا للمساعدة في إنجاح هذه الجهود بكافة الطرق الممكنة.
قائمة الموقعين:
Amnesty International
Cairo Institute for Human Rights Studies (CIHRS)
CIVICUS: World Alliance for Citizen Participation
DefendDefenders (East and Horn of Africa Human Rights Defenders Project)
Friends Committee on National Legislation (FCNL)
Global Centre for the Responsibility to Protect (GCR2P)
Gulf Centre for Human Rights (GCHR)
Human Rights Watch (HRW)
International Federation for Human Rights (FIDH)
International Service for Human Rights (ISHR)
Mwatana for Human Rights
PAX
Project on Middle East Democracy (POMED)
Abductees’ Mothers Association
Abs Development Organization for Women & Child
Acción Solidaria on HIV/aids
Action on Armed Violence
Alkarama for Human Rights
ALQST for Human Rights
Bridges for Yemen
Campaign Against Arms Trade
CIVILIS Human Rights
Columbia Law School Human Rights Institute
Defence for Children International
Defense Foundation for Rights and Freedoms
Foundation (my Right) to empower women politically and socially
Hearts On Venezuela
Human Life Foundation for Development and Relief ( Human Life )
Human Rights Information and Training Center (HRITC)
International Commission of Jurists (ICJ)
Min Haqqi Foundation to empower women politically and economically
Musaala Organization for Human Rights
PASS Foundation – Peace for Sustainable Societies
Salam For Yemen
SAM for Rights and Liberties
She4Society Initiative
The Yemeni Archive
Vision GRAM-International
Vredesactie
Wa3ifoundtion
Yemen Future Foundation for Culutre and Media Development
Yemen peace school organization
Yemen Relief and Reconstruction Foundation
Yemen Women Union
Democracy School
Watch for Human Rights
Women Defenders for Rights and Freedoms Foundation
Min Haqqi Foundation to Empower Women Politically and Economically
Yemeni Media Freedom Observatory (YMFO)
Studies and Economic Media Center (SEMC)
التعليقات