رئيس الإصلاح يؤكد موقف حزبه إزاء الشراكة الوطنية ويدعو لمعالجة فتنة شبوة وإقالة المتورطين في إشعالها

وجه رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الاستاذ محمد عبدالله اليدومي مساء اليوم الاثنين كلمة بمناسبة الذكرى الـ32 لتأسيس الحزب، ( 13 سبتمبر 1990).

وقال رئيس الهيئة العليا محمد اليدومي في الكلمة التي نشرها موقع الإصلاح نت، "ونحن نحتفي اليوم بالذكرى الثانية والثلاثين للتأسيس، نؤكد على موقف الإصلاح الثابت إزاء الشراكة الوطنية في الحاضر والمستقبل لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن، وعلى رأسها الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، والتحرر من عُقد ومخلفات الصراعات الماضية بين القوى والمكونات الوطنية بمختلف صورها".

وشدد اليدومي على ضرورة تضافر الجهود لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق في مستنقع التشظي، والكفّ عن أوهام قدرة أي طرف على إلغاء أو إقصاء أي مكون وطني، كون ذلك سيضاعف المشكلات ويؤسس لمزيد من الفوضى التي تضر بالمشروع الجامع، وأمن واستقرار اليمن ومحيطه الخليجي والعربي.

وأشار اليدومي إلى أن الإصلاح أكد وما يزال يؤكد بأن واقع اليمن وتركيبته السياسية والاجتماعية ، لا تقبل بأي حال من الأحوال تفرد أي طرف بالقرار السياسي، لذا فإن مبدأ الشراكة الذي نصّت عليه أدبيات الإصلاح ، قد أكدته وقائع الأحداث وشواهد التجربة العملية، ما جعلها نهجاً راسخاً في سياسة الحزب من أول وهلة.

واستعرض اليدومي محطات من الشراكة التي جسدها الإصلاح مع كافة القوى السياسية والوطنية منذ تأسيسه وحتى اليوم.

وقال اليدومي: ولأن الإصلاح قد دأب على السير في توحيد الرؤى والمواقف، ولملمة الصفوف لمواجهة التمرد الحوثي المدعوم إيرانياً ، واستمراراً لذلك النهج الوطني انطلاقاً من مبدأ الشراكة التوافقية في إدارة المرحلة ، فقد استجاب لدعوة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر تشاوري في الرياض ، برعاية الأمانة العامة للمجلس ، وإشراف المملكة العربية السعودية.

وأضاف "وقد نتج عنه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي ، بناء على الإعلان الرئاسي الصادر في السابع من أبريل المنصرم من قبل الرئيس السابق المشير عبد ربه منصور هادي، حيث أكد ذلك الإعلان على مبدأ التوافق في إدارة الدولة واتخاذ القرار كأساس لمشروعية المجلس، كون الشراكة الوطنية التوافقية تعتبر الارض الصلبة التي يتكئ عليها المشروع الوطني الجامع القائم على التعايش والتعاون والتعاضد ومن خلالها يمتلك الشعب اليمني القدرة على تجاوز المنعطفات الخطرة".

وأكد اليدومي بأن أي قفز على هذا المبدأ من قبل أي طرف سياسي سيقود البلد إلى المجهول وبناء عليه ظل الإصلاح وسيظل ملتزماً بمقتضيات الشراكة التوافقية، مُغلباً المصالح الوطنية العليا على ما سواها، باعتبارها الضامن لتحقيق الأهداف والمصالح لاستعادة الدولة في ظل يمن اتحادي ديمقراطي يتسع للجميع.

وبين رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي بأن مقتضيات المرحلة تتطلب تضافر كل الجهود لدعم واسناد مؤسسات الدولة المختلفة مع ضرورة تصويب الأخطاء وعدم القبول بانحراف المسار عن الاستراتيجية التوافقية.

وقال اليدومي إن مجلس القيادة الرئاسي يتحمل العبئ الأكبر في تدعيم وتعزيز مبدأ التوافق والمضي قدما في تحقيق الأهداف الوطنية بما يملكه من تفويض بصلاحيات مؤسسة الرئاسة للقيام بالمهام الوطنية الموكلة إليه، والمتمثلة في توحيد الجهود الوطنية لدمج التشكيلات المسلحة غير المنضوية في مؤسستي الجيش والأمن، بهدف إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني، وحفظ سيادة واستقلال الوطن   والاجتماعية، وتمكين جميع مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها ومسئولياتها من عدن.

وشدد اليدومي على توحيد الأهداف والمسارات باتجاه تدعيم إنهاء انقلاب المليشيات الحوثية ، الرافضة لكافة جهود ومبادرات السلام ،والمتنصلة من تنفيذ بنود الاتفاقات، والتي كان آخرها التنصل من رفع الحصار عن مدينة تعز التي ما تزال إلى الآن شاهدة على وحشية الانقلاب الحوثي ، وتجرده من كل القيم والأعراف وعدم الاعتراف بالحقوق الإنسانية.

وأضاف: وهو الأمر الذي يستوجب القيام به في رعاية النازحين بمحافظة مارب الابية التي مثلت ملاذا آمنا لكل متضرر من حرب وبطش المليشيا الحوثية  فاستوعبت مئات الالاف من النازحين في حين وثب رجالها الميامين من مختلف القبائل والقوى والمكونات.

وأوضح اليدومي أن حساسية المرحلة الراهنة ، تقتضي أيضا وقوف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بحزم لمعالجة الاختلالات الأمنية ، ووقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، وتصحيح الانحرافات الحاصلة في بعض المحافظات المحررة ، وتحديدا تلك التي خرجت الأمور فيها عن مسار المعركة الرئيسية، وهذا لن يتأتى إلا بإنهاء التوتر الحاصل في محافظة شبوة على خلفية استهداف بعض وحدات الجيش والأمن ، من قبل التشكيلات والعناصر الخارجة عن مؤسسات الشرعية ، التي استقوت بالطيران المسير لقتل أبناء شبوة مدنيين وعسكريين.

وطالب اليدومي بسرعة محاسبة وإقالة المتورطين في إشعال فتيل الفتنة وتأجيجها في شبوة، ومعالجة تداعياتها وإزالة آثارها ، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها لتطبيب الجراح ومنع الخلافات المستدامة.

ووجه اليدومي الدعوة لجميع أبناء شبوة وقواها السياسية الحية، لتجاوز الخلافات البينية، والتوجه صوب تعزيز قيم الإخاء والتعاون والشراكة ، لما فيه خدمة المصلحة العامة.

وقال اليدومي إن على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، الاضطلاع بمسئوليات كبيرة ، للحد من هذا الانهيار المخيف، والوقوف إلى جانب شعبنا في محنته ورفع المعاناة عن كاهله، بتوفير الخدمات الأساسية ودعم العملة الوطنية ، ومراقبة أسعار السلع الغذائية والدوائية.

ودعا اليدومي مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى الاهتمام بمستوى الأداء التعليمي في المدارس والجامعات بصورة تلبي طموحات أبنائنا وآمالهم في المستقبل مع إعادة النظر في أجور المعلمين المتدنية بما يلبي حاجاتهم وفقاً للظروف المعيشية، مطالباً مجلس القيادة والحكومة للعمل بكل ما من شانه الحفاظ على الهوية الوطنية التي تسعى المليشيا الحوثية الى تجريفها بإحلال ثقافة دخيلة على مجتمعنا وثقافته وحضارته.

كما أكد رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي على رفض الإصلاح للإرهاب الذي تمارسه جماعات العنف والتطرف بكافة أشكالها وصورها، وعلى موقف الإصلاح الداعم للجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة هذه الآفة التي تهدد السلمين المحلي والدولي.

كما جدد اليدومي دعوة الإصلاح التي أطلقها في الذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب، بضرورة وضع استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب، بحيث تستهدف جذوره التي تغذيه بعوامل البقاء، وتمده بمقومات استمرار العنف، ولقد كان الإصلاح ولا يزال في طليعة الجهات المتضررة من الإرهاب الذي استهدف كوادره السياسية والاجتماعية بالتصفيات والاغتيالات الغادرة والجبانة.

وأشار اليدومي إلى موقف الإصلاح الداعم لجهود إحلال السلام وإنهاء الحرب في إطار الموقف الرسمي للدولة، وفي ظل الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي الخاص والمجتمع الدولي، في سبيل إحلال السلام العادل، على أساس المرجعيات المتفق عليها.

وقال اليدومي إن مليشيا الحوثي لا يوجد لديها رغبة حقيقية في السلام بل تستخدم الاتفاقات بما فيها اتفاق الهدنة لكسب الوقت وحشد المزيد من أدوات الحرب والدمار التي يوفرها الحرس الثوري الإيراني، وهذا المسلك واضح في عدم تطبيق بنود الهدنة منذ أول يوم واستمرارها في شنّ العمليات العسكرية الواسعة على مواقع قوات الجيش الوطني في جبهات تعز ومأرب، وإمعانها في استمرار حصار مدينة تعز.

وتقدم اليدومي بالشكر الجزيل لدول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية على ما بذلته من جهود مضنية في سبيل دعم الشرعية اليمنية ، وإنهاء الانقلاب الحوثي ، وتوقيف مشاريع إيران التوسعية في المنطقة ،  مؤكدا أن اليمن لن يكون مستقراً إلا في إطار محيطه العربي عموماً والخليجي خصوصاً، وعلى ضرورة اتزان علاقات التعاون والتكامل مع جميع الدول العربية والافريقية ، بما يحقق المصالح المشتركة.

وشدد اليدومي على أهمية الموقف المبدئي للإصلاح، والمتمثل في وجوب تمتين العلاقة مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، داعياً الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إلى استكمال ضم اليمن إلى المجلس، باعتبار ذلك هو الوضع الطبيعي والأكثر ملاءمة لأمن اليمن والخليج، ولكيلا تبقى اليمن فريسة للمشاريع المتربصة بدول المنطقة.

وهنأ اليدومي الإصلاحيين والإصلاحيات بمناسبة ذكرى تأسيس حزبهم العريق، قائلا: نحمل إليكم أينما كنتم ، تحية عرفان مستحقة على كل ما تبذلونه من جهود مضنية ، في مختلف ميادين العمل والتضحيات والبناء والعطاء المتجرد، فقد لبيتم نداء الوطن جنباً إلى جنب مع أبناء الشعب اليمني من مختلف التوجهات والانتماءات، للالتفاف حول الشرعية ومؤسساتها الدستورية في مواجهة مليشيا الانقلاب والمشروع الإيراني الساعي للهيمنة على المنطقة العربية.

كما توجه اليدومي بالشكر والتقدير والعرفان لأبطال الجيش الوطني وقوات الأمن البواسل ورجال المقاومة الشعبية ، الذين بذلوا الأرواح والافئدة من أجل الدفاع عن الشرعية ومؤسساتها ، واستعادة الدولة من أيدي المليشيا الانقلابية وداعميها، رغم عدم انضباط تسليم مرتباتهم بصورة شهرية.

وأضاف: وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا لأرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم ، وهم يدافعون عن شرف الأمة اليمنية، ويذودون عنها آلة الموت المسلطة على رقابها بواسطة الأذرع الإيرانية.

كما توجه أيضاً بالشكر لكل جريح ومعاق ومختطف ومخفي قسريا في معتقلات المليشيا المتخلفة ، والذين تم اختطافهم من منازلهم ومقار أعمالهم بسبب مواقفهم الوطنية المنحازة لمشروع الدولة والحرية والكرامة، ومن أولئك المخفيين قسراً عضو الهيئة العليا للإصلاح المناضل الجسور الأستاذ محمد قحطان الذي لا يزال مع كثير من أعضاء حزبه  ومن القوى السياسية الأخرى مغيبون في المعتقلات السرية  للمليشيا الحوثية حتى هذه اللحظة.

وحيا اليدومي المرأة الإصلاحية التي لم تتخلف عن مواكبة المرحلة النضالية الصعبة، ولم تتوان عن إمداد ذويها بعزيمة المشاركة في المعركة الوطنية، ومواجهة التحديات والصعاب بالصبر الجميل، باذلة كل الجهود لحشد دور المرأة اليمنية كشريك فاعل في تحقيق الأهداف المرجوة جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.

وحث اليدومي الإصلاحيين على عدم الانشغال بتلك الحملات التي لا ينبغي أن تعيق مسارهم أو تصرف جهودهم عن استمرار المشاركة في إسناد الدولة ، وخوض المواجهة الشاملة مع كل أبناء اليمن حتى تحقيق كافة الأهداف المنشودة، وسيظل الإصلاح هو الحزب الكبير النابض بالحب والعطاء في كل مدينة وقرية على امتداد ربوع الوطن.

وقال اليدومي "تحلّ علينا الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح الذي يوافق الثالث عشر من سبتمبر 1990م في ظل إعلان التعددية السياسية للدولة اليمنية الموحدة التي أرست النهج الديمقراطي للتنافس البنّاء عبر أدوات العمل السياسي باعتبارها الوسيلة الحضارية بدلاً عن فوضى الصراعات المستقوية بأدوات العنف التي تجرّع شعبنا ويلاتها في شمال الوطن وجنوبه".

وأضاف اليدومي "حيث جاء ميلاد الإصلاح في الثالث عشر من سبتمبر المجيد تجسيداً لواحدية المنطلقات والثوابت لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة في العام 1962م ، والتي أسفرت عن ميلاد شقيقتها في جنوب الوطن في الرابع عشر من أكتوبر المجيد ، للتحرر من المحتل الخارجي".

وتابع "وبعد الإعلان عن تأسيسه ومباشرة مهامه السياسية ، ساهم الإصلاح في تجذير قيم الثورتين المجيدتين لدى جماهير الشعب اليمني عموماً، ولدى منتسبيه من كافة فئات وشرائح المجتمع؛ الذين وجدوا فيه ملاذاً آمناً للانتماء والعمل والبناء، لما يتمتع به من وسطية النهج، واعتدال الفكر، ووطنية الدوافع، وفاعلية البرامج المعبرة عن هوية الشعب ومعتقداته الإسلامية، وحقوقه الإنسانية، وتاريخ وإرث نضالات الحركة الوطنية في مواجهة كهنوت واستبداد الإمامة والاستعمار البغيض، فمثّل الإصلاح إحدى ركائز العمل الوطني والسياسي جنباً إلى جنب مع بقية شركاء العمل السياسي وقوى المجتمع الحية، وظل وما يزال وفياً لذلك المسار الوطني في مختلف المراحل".

وخاطب اليدومي أعضاء وجماهير الإصلاح وأبنا الشعب اليمني عموماً، بأن المعاناة التي تجرعتموها ، والتضحيات التي قدمتموها ، والصبر الجميل الذي أبديتموه طيلة مراحل النضال والعمل، ستكتب بإذن الله نهاية مشروع الانقلاب الحوثي الإيراني، إذ أن الأرض اليمنية الطاهرة ، التي ارتوت بدماء خيرة أبنائها في المعركة التي فرضتها قوى الظلام والارتهان، لن تقبل في يوم من الأيام عودة مشروع الكهنوت والإمامة، ولن ترتضي تكرار تجارب إيران التوسعية في المنطقة على أرض الجمهورية اليمنية، ولا مشاريع الاستحواذ والأطماع والهيمنة.

وأضاف اليدومي: واقعنا اليوم يضع أمامنا كيمنيين مسئولية تاريخية في توحيد الأهداف والمشاريع والإمكانات المادية والمعنوية ، ونسيان خلافات الماضي ، والالتفاف حول المشروع الوطني ، لانتشال البلد من براثن الكهنوت والتخلف والفوضى، واستعادة الدولة وبنائها، فلتكن العقول عند مستوى الوعي، والقلوب عند حجم الواجب الوطني في التلاحم، ولتكن الأيادي متكاتفة في كافة الميادين والمسارات الداعمة للمشروع الوطني في مواجهة المشروع الإيراني.

وأشار اليدومي إلى أن الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح، تحل وهي على مقربة من حلول ذكرى الأعياد الوطنية، ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر، والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين، وذكرى الجلاء في الثلاثين من نوفمبر، واللاتي نستلهم منهن وقود العزم والصبر، لصناعة ذكرى وطنية قادمة، تدون في تاريخ اليمن، بإنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة وبنائها بإذن الله.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية