العزلة الحوثية في اليمن

ثمانية أعوام منذ أن تمكن المكر السلالي والتُقية الشيعية من خداع أبناء الشعب اليمني، بالتسلل إلى مؤسسات دولتهم، وحياتهم المستقرة، ومع ذلك هاهم اليوم يعانون من ظلام عزلة أشد من عزلتهم بعد نجاح ثورة ال26 من سبتمبر في 1962.

عزلة يحاولون الخروج من ثناياها بصخب احتفالاتهم الجوفاء، وبخضار خرقهم الطائفية، وبضجيج شعاراتهم الخمينية، وبعروضهم الكاذبة، إلا أنهم مع ذلك يغرقون في ظلام خيبتهم، ودهاليز نفور الناس منهم، يوما بعد آخر.

حاولوا أن يضفوا على جرائمهم في اليمن بُعدًا وطنيًا، ولذا فرضوا مصطلح الوطني والوطنية على كل نشاط يقومون به، في محاولة بائسة لمداراة طائفيتهم خلفه، ومواراة عنصريتهم به، وتمرير مشاريعهم الماضوية، وأكاذيبهم المذهبية، وعقائدهم الطائفية، وممارساتهم العنصرية من خلاله.

فمثلا محمد عبدالسلام فليته، يدعي كذبًا أنه رئيس وفدا وطنيا، مع أنه لا يوجد معه إلا نفر واحد طائفي زيه؛ من نفس البيت والكهف والحارة والمعلامة واللون الطائفي العنصري، أسمه على ما أعتقد عبدالرحمن عجري،

كما اطلقوا علي عصابتهم حكومة الانقاذ الوطني، مع أنها تتكون مع نفس ركاب الطقم الذي تسلسل من كهوف مران إلى صنعاء في سبتمبر 2014، وجميع من يحكم صنعاء هم من أسرة الكاهن الحوثي، حتى وإن وضعوا ارجوزات شكلية في بعض المناصب الهامشية.

عروضهم العسكرية اسموها عروضًا وطنية، مع أنها عروض جاءت لتحمل صور كهنتهم، وبمعدات إيرانية مهربة، وبشعارات موت ولعن لا تنتمي لشعب اليمن الكريم، وجميعها تسوق لأموات قبيلة قريش ولقداسة بني هاشم، ولمشروعهم الشيعي المتطرف، ولسياسات إيران التوسعية في المنطقة، ولذا لا يجد المواطن اليمني فيها ما يعبر عن تاريخه وحاضره ومستقبل اطفاله، فكلها أدران تستجر احقاد الماضي وجروح ودمامل صراعات بني هاشم وبني أمية حول السلطة، وجرائم الإمامة في اليمن، وقضايا لا تنتمي إلى اليمن، ولا ينتمي اليمن إليها.

يحاولون جر شبابنا واطفالنا إلى قعر معتقداتهم الرثة، وإلى أقبية أحقادهم المريضة، إلا أنهم هم من يظل في القعر ويعود اطفالنا وشبابنا إلى السطح كاللآلئ المضيئة، فتلك المعتقدات لا تتناسب ولا تتداخل مع جذور قيم سبتمبر العظيمة، ومع نور الحياة وفُسحة التطور والحداثة، التي تتصادم مع معتقدات عمائمهم السوداء.

برغم سيطرتهم مع مليشاتهم على مؤسسات الدولة في صنعاء، وعلى منافذ الرزق والحياة، إلا أن الشعب اليمني يلقنهم دروسا في الحياة والصبر والعزة والشموخ كل فترة، فعروضهم تتهاوى أمام إعِراض الناس عنهم، ومقاطعتهم لها، فهم يعروضون معدات الموت في السبعين وشبابنا يتابعون بلهفة وشوق وضحك احداث مباريات منتخبهم في الخارج، وعندما تأتي مناسباتهم الحقيقية، نراهم يخرجون بالآلاف إلى ساحات مفتوحة، ليحتفلون بها، في تعمد منهم للسخرية من عمائم الكنهة، ومعتقداتهم المتطرفة وشعاراتهم الفارسية المميتة.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية