26سبتمبر.. عصية على المؤامرات

تطل علينا الذكرى الـ 60 للثورة اليمنية 26سبتمبر المجيدة بحلتها الجديدة رغم العتمة، نورا وضياء وألقا، متفوقة على كل الرزايا والمؤامرات التي ما كان لغيرها أن يتخطاها في ظروف بالغة التعقيد يمر بها وطننا الحبيب اليوم.

 

إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ستظل حدثا تاريخيا وطنيا استثنائيا، وثورة خالدة استطاعت نقل اليمن من ظلم الكهوف، ودياجير ظلمات الجهل والتخلف والاستبداد، الى رحاب العصر، وآفاق أوسع فيها العدل والحرية والمواطنة المتساوية.

 

ما كان لهذه الثورة العظيمة بعظم أهدافها وتضحيات رجالها المناضلين الأحرار أن تكون حدثا عابرا على الذاكرة الوطنية، ولكنه كان حدثا تغلغل نحتا في الذاكرة والوجدان الجمعي لكل أبناء الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه، الأمر الذي جعله عصيا على الإلغاء أو طمره بأحداث جاءت من فكر رجعي متخلف، عجز أن يحتل له حيزا بسيطا في ذاكرة الشعب اليمني بتتابع أجياله، ذلك لأن جلال ثورة ال 26 من سبتمبر وسمو أهدافها شكلت بمجملها سياجا منيعا أمام محاولات الاختراق العبثية التي جاء بها الانقلاب الامامي الكهنوتي الجديد (المليشيا الحوثية الارهابية) المدعوم من دولة الشر ووكر الارهاب العالمي في المنطقة إيران.

 

من يعايش اليوم الواقع المرير الذي فرضته المليشيات الحوثية الإرهابية في مناطق سيطرتها والجرائم والانتهاكات وعمليات الابتزاز والجبايات والعنصرية والسلالية التي تمارسها هناك، يدرك تماما عظم الثورة السبتمبرية وعظم أهدافها وسمو مبادئها وما سعت الى تحقيقه وما قدمته من تضحيات ودماء زكية طاهرة قربانا لإنجاحها وديمومة استمراريتها لنعيش نحن أبناء الشعب اليمني حياة الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية.

 

لقد أنقذت 26سبتمبر اليمن من أحلك فترات التأريخ وفتحت عيون اليمنيين على العالم الآخر، وأوجدت مكانا مهما على خارطة العالم.

 

إننا اليوم وبعد مرور 6 عقود من عمر الثورة المباركة نواجه الإمامة القديمة بقبحها الجديد وفكرها الخبيث والمتمثلة بالمليشيات الحوثية، التي انقلبت على الدولة ونهبت مؤسساتها واستباحت دماء اليمنيين واعراضهم وحرماتهم، ولم ترقب فيهم إلا ولا ذمة، حتى المساجد لم تسلم من أذيتها واجرامها العابر للحدود.

 

لم يسلم اليمنيون من أذاها، وهجروا من بيوتهم الى أماكن أخرى وعاثت بالمناطق الوقعة تحت سيطرتها الفساد، ولم يجرؤ أحد في تلك المناطق على الوقوف في وجهها، لأن مصيره سيكون حتما الموت.

 

إننا في الجيش الوطني ونحن نحتفل بهذه الذكرى العظيمة، وإيمانا منا بضرورة استعادة ألق ونور الثورة السبتمبرية، نؤكد أننا قد أخذنا على عاتقنا عهدا في مقارعة هذه المليشيا الاجرامية حتى استعادة الدولة وانهاء الانقلاب مهما كلفنا ذلك من ثمن، وحالنا كما قال الشاعر:

بحثت عن هبة أحبوك يا وطني

فلم أجد لك إلا قلبي الدامي

 

ولن يهدأ بالنا ولن يستكين لنا قرار إلا باستكمال تحرير كافة تراب الوطن من براثن هذه المليشيا الاجرامية العفنة، فقد أعددنا العدة لذلك ولبسنا أكفان الوفاء لهذا الوطن وتجهزنا لليوم الموعود، لأننا نعرف أن هذه المليشيات لا تؤمن بالسلام المزعوم، وديدنها دائما امتصاص الدماء والثروات واستعباد الناس، وتنفيذ أجندة خارجية داخل اليمن، ولهذا فان أصابعنا قد وضعناها على الزناد بانتظار تعليمات القيادة العليا للقوات المسلحة بالانطلاق نحو استكمال التحرير ونتمثل بذلك قول الشاعر:

عَادَ أَيلُولُ كالصَّبَاحِ جَدِيدًا

سُحِقَت في طَريقهِ الظلمَاءُ

يَبعَثُ الرُّوحَ في الوُجودِ، ويَسرِي

في دِمانا كمَا يَدِبُّ الشِّفَاءُ.

 

إننا ونحن نحتفي بهذه الثورة المباركة يجب نشيد بجهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم واسناد الجيش الوطني والحكومة الشرعية لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وهي جهود مشكورة وستبقى دينا على الشعب اليمني العظيم.

 

وفي الأخير: العدو الحوثي المدعوم من إيران خطره ليس على اليمن فحسب وإنما على اليمن والمنطقة ككل، وبالتالي لزاما علينا جميعا استئصال هذه البذرة الخبيثة لتعيش اليمن والمنطقة بسلام.

 

  • أركان حرب اللواء الأول احتياط

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية