مع اقتراب انتهاء الهدنة.. رخاوة الموقف الحكومي ومكاسب الحوثيين

تدرك مليشيا الحوثي جيدا حجم الرغبة الكبيرة من قِبل المجتمع الدولي لتمديد هدنة في اليمن، وهذا ما يجعلها تبالغ في تمنعها، واشتراطاتها التعجيزية للوسطاء الإقليميين والدوليين.

بعد يومين قضاها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في صنعاء عاد منها بخفي حنين، وهو ما جعله يطلق تصريحات خجولة عن مخاطر عودة الحرب من جديد.

تتعامل مليشيا الحوثي مع الهدنة كفترة حشد وتحشيد لمليشياتها، وتعبئة المجتمع ضد فكرة السلام والهدنة.

موقف مليشيا الحوثي المتصلّب وخطابها العدائي والتصعيدي أثمر عن مجموعة من الهدايا التي ساقها المبعوث الأممي، جميعها تستجيب لمطالب الحوثيين.

الهدنة، التي تنتهي يوم غد، وُضع مقترح لتمديدها لستة أشهر إضافية، وتضمّنت بنودها صرف المرتبات لجميع موظفي القطاع العام في البلاد، وفتح مطار صنعاء الدولي أمام خمس وجهات جديدة، إضافة إلى الفتح الشامل لميناء الحديدة أمام سفن المشتقات النفطية، وفتح بعض الطرقات في مدينة تعز وباقي محافظات البلاد.

رغم تلك الحوافز إلا أن مليشيا الحوثي مازالت ترفض ولو صوريا تمديد الهدنة، غير أن هذه الحيلة لم تعد تنطلي على المراقبين لسلوك المليشيا.

في المقابل، كان موقف الحكومة الشرعية على العكس أكثر رخاوة واستعدادا لتقديم التنازلات، ولعل السبب هو كون موقفها هو انعكاس لرغبة السعودية والإمارات في تمديد الهدنة.

وعلى استحياء ظهرت تصريحات حكومية تقول إن مسودة الهدنة في جزء منها تتنافي مع سيادة الحكومة، في إشارة إلى فتح وجهات جديدة من مطار صنعاء وبجوازات صادرة من مناطق سيطرة المليشيا.

التنازل الأكبر تمثل في ملف طرقات تعز، حيث تضمّنت المسودة فتح طرق فرعية، ولم تتضمّن فتح طرق رئيسية إلى المدينة.

الهدنة -كما الحرب- فرصة لتحقيق المكاسب للحوثيين، الذين استفادوا من تدخلات السعودية والإمارات، وعدم تفرّغ العالم لحل المشكلة في منطقة تعد أحد أهم جيوب الصراع الإقليمي والدولي.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية