ذكرى 14 أكتوبر.. بعد 6 عقود من مناهضة الخارج إلى الاستقواء به

في ذكرى ثورة أكتوبر التاسعة والخمسين، عادت القوات الإماراتية لتُحكم سيطرتها على مدينة عدن وقصر المعاشيق، الذي لم يتسع لضم المجلس الرئاسي، الذي نصّبته السعودية والإمارات في أبريل/ نيسان الماضي.

من الرياض، بعث رئيس المجلس الرئاسي وعدد من نوابه ورئيس الحكومة برقيات تهاني لليمنيين بمناسبة الثورة التي قامت ضد المحتل الأجنبي في واحدة من المبكيات المضحكات.

وحده كان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الرياض وأبوظبي، واضحا في احتفائه بالمحتل الجديد، داعيا ميلشياته إلى العمل على إخراج القوات الحكومية من محافظتي المهرة وحضرموت، واصفا إياها بالقوات المحتلة.

تعود ذكرى ثورة الرابع عشر والحياة السياسية معطلة جراء الانقلاب الحوثي، وما أعقبه من تدخل إقليمي ودولي في اليمن، أفضى إلى إعادة اليمن بشكل كلي إلى ما قبل ستين عاما.

واستطاعت طهران، ومعها الرياض وابوظبي، إعادة إنتاج نظام الإمامة في صنعاء والمشاريع الجهوية والمليشياوية في عدن والمهرة وحضرموت وشبوة والمخا، فيما خرجت محافظة سقطرى من حسابات الأطراف السياسية اليمنية مجتمعة، وباتت منطقة نفوذ سعودي - إماراتي خالص.

ليس ذلك فحسب، بل تمكّنت المليشيات، المدعومة من الخارج، من خنق الدولة اليمنية التي صار من الجريمة رفع علمها، فيما ترفع أعلام المحتل بكل أريحية في المدن والجرز والمؤسسات، وتوضع كشعارات شخصية على صدور الأدوات الطارئة.

ومن مناهضة الخارج في ستينات القرن الماضي إلى الاستقواء به، والاتكاء عليه بعد مرور ستين عاما من الثورة، التي نجحت في إعادة الروح إلى اليمن، وقضت على المشاريع الصغيرة، ورسمت خارطة اليمن الحديث بتضحيات الآباء.

تصبح الثورة حتمية حين تصبح المشاريع الطارئة فاقدة للمنطق ولمسببات البقاء، وتلك حقيقة في دورة حياة الشعوب التي تصاب بالوهن غير أنها لا تموت.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية