في أسوأ تمثيل لليمن بقمة الجزائر.. "العليمي" من رئيس دولة إلى "ملحق" للسعودية والإمارات
حملت الصور القادمة من قمة الجزائر جملة من الحقائق الصادمة لليمنيين المتعلقة بقُدرة مجلس القيادة على الحفاظ على صورة البلاد، التي قدِموا منها.
للمرة الأولى في كل القمم العربية، وُضعت اليمن في الصف الثاني عند التقاط صور الرؤساء، وكُتب اسمها بدون نقاط في اللوحة الموضوعة أمام رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
كلمات الزعماء في القمة جميعها مرّت على الموضوع اليمني باعتباره مشكلة تستلزم حلا، وهو مرور استدعاه وجود مأساة سياسية وإنسانية في اليمن، غير أن الكلمات جميعها خرجت خرساء بلا معنى، وبدون التزام حقيقي لليمن.
رئيس مجلس الرئاسة رشاد العليمي، الذي أخطأت وسائل الإعلام الجزائرية في كتابة اسمه ليتحول من رشاد إلى راشد، يبدو أنه ذهب إلى الجزائر لالتقاط المزيد من الصور التذكارية، وسيعود كما عاد من نيويورك -في وقت سابق- بلا إنجاز أو نتائج.
تعامل رؤساء وممثلي الدول المشاركة في قمة الجزائر مع رئيس المجلس الرئاسي، الذي جلبته السعودية والإمارات، من شأنه إرسال جملة من الرسائل، تقول إن اليمن كدولة باتت بدون سيادة وبلا تمثيل سياسي حقيقي، ويتم التعامل معها كملحق للرياض وأبوظبي.
سقف المجلس الرئاسي محكوم بإرادة السعودية والإمارات ورغباتها، وهذا ما كشف عنه خطاب العليمي، الذي تجاهل كافة الإشكالات المتعلقة بتنصّل الرياض وأبوظبي عن الإيفاء بالالتزام بتعهداتهما الاقتصادية والسياسية تجاه المجلس الرئاسي، الذي تم جلبه لقيادة البلاد من خارج الأُطر الدستورية والقانونية.
ثمانية أشهر مرّت على تعيين المجلس، المكوّن من حلفاء متشاكسين، دون أن يتمكّن المجلس ورعاته من تحقيق أي من الأهداف المعلنة في انقلاب نقل السلطة، وكل ما تحقق هو تقوية نفوذ المليشيات، ومنح الرياض وأبوظبي مساحات للعبث في البلاد، بدون رقيب أو حسيب.
ماذا تبقّى من خيبات يحملها المجلس الذي يتنافس قادته في الصراخ، متمسكين بالهدنة التي تدوسها مليشيا الحوثي، وتستمر في ارتكاب مجازر جديدة دون أن تجد رادعا لها؟
(بلقيس)
التعليقات