من ينقذ الناس..؟

وأنا أتـفرس وجوه الناس في الطرقات لا أرى إلا بـؤساً يعتري وجوههم "سيماهم في وجوههم من أثـر البؤس"

الناس هـنا خارج اللحظة، الناس هنا يقضون لحظتهم إمـا في تحسر على ماض متوسط الأعباء أضاعوه، أو في هم وغم عن الغـد كيف يقضوه!

الناس هنا بلا دولـة!

الدولـة مهمتها التخفيف عن كاهل المواطن، مهمتها أن تحمل عنه عبء الحياة، تـؤمن له وظيفة بمرتب يضمن له حياة كريمة..

تـؤمن للمريض العلاج، تـؤمن لـه الماء والكهرباء والغذاء، لـكن شيئاً مـن هذا لا يحـدث!

بـل إن المرتب الذي لا يضمن حياة كريمة، هـو الآخـر لا تقوم الدولة بتأمينه وهو مقطوع عن أغلب الموظفين!

المواطن هنا تعيس بكـل ما تحمله الكلمة من معنى!

المواطن هنا يفـقد نـصف كرامته بالعمل عند البرجوازيين مقابل الحصول على فتات المال ليسد فاقة الجوع!

أضحى الناس هنا يقومون بدور الدولة فذاك يسعى لتأمين مأكله وذاك يسعى لتأمين أضواء شمسية لمنزله بعد أن عجزت الدولة عن توفير الكهرباء وذاك يسعى للحصول على علاج لمرضه بعد أن خانت الدولة دستورها الذي نصه : "تضمن الدولـة عيشاً كريماً لمواطنيها  وتأمين الرعاية الصحية لهم"

أصبـح كل مواطـن يهم ويغم كيف ينجو مـن متطلبات يومـه؛ المــواطن هنا يـرى أن زيادة يـوم واحد في الحياة يـعني زيادة في المعاناة والقهر والألم وصـار المـوت هــو أملهـم الـوحيد للاستراحة من كل هذا الشقاء !

المـواطن هنا يـقضي ليله بالتخطيط في كيفية تأمين عشر حبات روتي لأولاده غداً، وآخـر يخطط في كيفية تأمين دواء لمرضاه..!

الـــموت هنـا أضحى شفاؤهم الوحـــيد، فـهل مـن منــقذ لهذا الشعب!! هـل ثمـة من يعيد لـه حب الحياة بعد أن أصبح الموت هـو محبوبه الوحيد؟!

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية