من عامل في مصنع لقطع غيار السيارات الى عمدة بولاية ميتشغن الأميركية.. قصة اليمني عامر غالب
كشف اليمني عامر غالب، أول عمدة عربي مسلم لمدينة هامترامك بولاية ميتشغن الأميركية، أنه بدأ حياته بالولايات المتحدة كعامل في مصنع لقطع غيار السيارات، قبل أن يلتحق بكلية الطب ثم ينخرط في الحياة السياسية بعد التخرج حتى وصل إلى منصب العمدة.
وفي منتصف نوفمبر 2021 أسفرت انتخابات مدينة هامترامك الأميركية في ولاية ميتشغن عن انتخاب مجلس المدينة وعمدتها من أعضاء مسلمين بالكامل، لتكون أول مدينة يحكمها مسلمون.
وفي أول حديث مع وسيلة إعلام عربية قال عمدة مدينة هامترامك، عامر غالب، لموقع "سكاي نيوز عربية": "ولدت وترعرعت في اليمن حتى سن السابعة عشرة، ثم جئت إلى الولايات المتحدة بعد أن أنهيت الصف الحادي عشر في اليمن".
وأضاف: "كانت عائلتي بأكملها في اليمن في ذلك الوقت، لذلك بدأت العمل في مصنع لقطع غيار السيارات، ثم قررت العودة لإنهاء السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية، ثم بعد ذلك تمكنت من التخرج من مدرسة هامترامك الثانوية".
وتابع:" قررت دراسة الطب، وبدأت في كلية المجتمع "هنري فورد" ثم انتقلت إلى جامعة "واين ستيت" حيث حصلت على شهادة العلوم البيولوجية قبل الطب، وبعد ذلك التحقت بكلية الطب بجامعة روس، وتخرجت في عام 2012".
وعن كيفية وصوله لمنصب عمدة المدينة قال غالب الذي يتحدث العربية والإنجليزية بطلاقة: "خدمت الناس في عيادة محلية كمتخصص في الرعاية الصحية وتعرفوا عليّ من هناك، أنا أيضا شاعر، أكتب الشعر العربي، وكنت أحضر المناسبات الاجتماعية وأقرأ بعض أشعاري، ومن ثم عرفني المجتمع اليمني بالمدينة جيدا من خلال أنشطتي المجتمعية، فقد كنت منخرطا في الشؤون السياسية والمحلية والدولية".
وأوضح: "على الرغم من أنني لم أترشح لمنصب عام من قبل، إلا أن الناس كانوا يعرفون أنني مهتم بالسياسة وأشارك فيها، عندما قررت الترشح لمنصب عام، اخترت الترشح لمنصب العمدة، كانت مفاجأة لمعظم الناس، لكنني كنت أؤمن بنفسي وبمهاراتي، وآمن الناس بي، وهكذا فزت بالسباق بانتصار ساحق".
وعن مدى التعاون معه من جانب الأميركيين كعمدة عربي مسلم قال غالب: "يشكل العرب ومعظمهم من اليمنيين حوالي 25-30 بالمئة من سكان المدينة، لذلك لكي يفوز أي شخص في الانتخابات، فإنه يحتاج إلى الحصول على أصوات من جميع الأقليات المختلفة في المدينة".
وأضاف: "لقد تمكنت من الحصول على 69 بالمئة من الأصوات، مما يعني أنني حصلت على دعم من جميع الأقليات المختلفة بما في ذلك البنغالية والبولندية والأوكرانية والألبانية والبوسنية والأميركيون الأفارقة وغيرهم".
وأكمل قائلا:" ترشحت ضد رئيس البلدية الحالي الذي كان في السلطة لمدة 16 عاما وكان قادرا على كسب ثقة الشعب والفوز بالانتخابات، وفي الحقيقة لا تزال هناك معارضة من مؤيدي هيكل السلطة السابق، لكني في الوقت نفسه أحصل على الكثير من الدعم من جميع المجموعات المختلفة في المدينة".
وعن التحديات التي يواجهها وكيفية تغلبه عليها قال العمدة عامر غالب:" هناك العديد من القضايا المثيرة للجدل في مجتمعنا بسبب التنوع، يجلب هذا بعض القضايا التي لا يتفق عليها الجميع، وبصفتي عمدة، يتعين علي التعامل مع هذا ومحاولة تمثيل الجميع وتقديم التنازلات، ولكن من الصعب إرضاء الجميع".
وختم بالقول:" لكوني أول رئيس بلدية عربي مسلم، فأنا في دائرة الضوء من وسائل الإعلام وهناك بعض الناس الذين يريدون مني أن أفشل ولكن بدعم من مجتمعنا والعمل الجاد، نحن نمضي قدما ومجتمعنا أكثر اتحادا وقوة من أي وقت مضى".
تجدر الإشارة إلى أنه بعدما فاز عامر غالب بمنصب عمدة مدينة هامترامك كأول عربي مسلم يحصد ذلك المنصب، فقد تبعه أيضا في ذات الانتخابات الأميركي المسلم من أصول عربية عبد الله حمود الذي فاز بمنصب عمدة مدينة ديربورن بولاية ميتشغن.
التعليقات