صفحات تاريخية مجهولة


 

معالم صنعاء الحضارية في تاريخ ابن الذيب

سوق

 "المُلَح والمَلِيْح"

وليس سوق "المِلْح"

 

هناك العديد من المعالم التاريخية  والحضارية ذات قيمة تاريخية هامة .

 لكن للأسف يجهلها معظم أبناء اليمن اليوم ؛

وهي كثيرة ومتنوعة ومنتشرة في أنحاء اليمن عموماً ومدينة صنعاء خصوصاً .

 

 ومن ذلك ما ذكر في العنوان أعلاه ؛ ففي العهد العثماني تم إنشاء عدد من المرافق الحيوية الهامة بالمدينة ومنها :

سوق حديث بأعلى صنعاء القديمة ؛ وقد صُمّم على أحدث طراز معماري في عصره ؛ بشكل  "الفترينات" الخاصة بالعرض

في جهة ؛ وفي الجهة المقابلة بشكل فتحات كبيرة للدكاكين .

خلافا لما كانت عليه دكاكين صنعاء القديمة ذات الفتحات الصغيرة .

 

وقد وجد في هذا السوق الكثير من  المستلزمات  الحديثة في حينه .

كما كان هذا السوق يحتوي على عدد من المقاهي الكبيرة المحتوية  على الطاولات والمقاعد المريحة والمرايا والاثاث الفاخر  :

 كالقهوة السلطانية "بالميدان" والتي كانت تقع في بداية الدخول الى السوق .

 ومطلة على ميدان قصر غمدان من ؛

و قد ذكرها الرحالة الإيطالي "رينزو مانزوني"  مع السوق ومحتوياته في كتابه " اليمن رحلة الى صنعاء" عام-١٨٧٧ -١٨٧٨م" ؛  وذكر احدى هذه المقاهي أنه لعب فيها  البلياردو .

وقد علق الاستاذ خالد الرويشان على ذلك بأنه "شي من الخيال أن يوجد  لعب للبليارود في صنعاء قبل ما يقرب من ١٥٠ عاما !!! .

 

وبعد العهد العثماني أهملت ثم هدمت كغيرها  من المعالم التاريخية ؛

"محلها حاليا موقف للسيارات".

 

 كما وجد في هذا السوق أيضا بعض الصوالين الأدبية ك  " صالون الكوكباني" مثلاً والتي كانت تتم فيها اللقاءات ؛  وتدار فيها المناقشات الفكرية والسياسية المختلفة ؛ مثلما كان معروفاً في الحواضر الكبرى والمدن الإسلامية الأخرى ؛ انظر كتاب ( لطريق للحرية للعزي السنيدار ) .

 كما كان يوجد  بالقرب من هذا السوق عددا من المرافق الحكومية الهامة الأخرى :

 مثل  قلعة قصر غمدان ؛ "مخازن الدولة"

 في حينه ؛ وكذا مبنى ( دار الولاية )

 "حاليا مقر الأمن القومي" ؛

ودار الضيافة السلطانية

"مبنى مدرسة اللقية السابق" .

وكذا الحمام السلطاني "بالميدان" .

ومبنى

 المجلس النيابي لولاية اليمن :

"أقدم برلمان في الجزيرة العربية ١٨٧٢م" ؛

وتحول في العهد الإمامي الى سجن للنساء ؛ ثم مصنع للبردقان ومخازن للشمة !!! ؛  و تم بيعه بعدها لبعض  الأهالي"من بيت زهره وبيت الزبيري" .

كما يذكر ذلك د. حسين العمري في " حوليات الجرافي".

 

وقد تم إنشاء هذا السوق مع غيره كما ذكرنا في عهد حكم  الخلافة الإسلامية العثمانية لليمن ؛ والتي قامت بعمل خطة شاملة للنهضة الحديثة باليمن .

أنظر البحث الوثائقي المصور "شواهد

   النهضة اليمنية

       في عهد

 الخلافة العثمانية"

للمؤرخ ابن الذيب .

أنشيء هذا السوق وأطلق عليه إسم سوق

 "المُلَح والمليح"

 ويقصد بها

 "جمع مِلْحَة"

اي سوق النفائس والاشياء المليحة ؛ و ليس سوق

 "المِلْح" كما يعرف اليوم

  وقد اطلق عليه الأئمة واشياعهم  إسم سوق"المِلح" تصغيرا لشأنه

او سوق"النصارى"

وحرموا الشراء منه او إرتياده .

 وتصبح سَبة لمن يرتاده او يعمل فيه حتى أنهم يصفونه بقولهم :

  "هذا من حق سوق الملح"

 او يا حق سوق الملح".

وكما حرفوا إسم السوق فقد تم تحريف غيره من الأسماء اليمنية الأخرى  

مثل تحريف :

إسم حمام "سبأ" الى اسم

 حمام "القوُعة"

والقوعة بلهجة صنعاء تعني "البلاعة" ؛

وكما حرف ايضاً اسم ظهر حمير

 الى ظهر الحمار ؛

مع العلم انه لم يعاد الأسم إلا في العهد الجمهوري حيث اصبح يعرف بإسم "ظهر حمير"

كما كان الأسم  سابقاً...

 

واخيراً

 ألا يحق لنا أن نتسائل ونقول :

"متى يعود اليمن السعيد سعيداً ؟ .

ويعود له أمنه وإستقراره ؛

و من ثمّ تعود هذه الصروح الحضارية وغيرها كما كانت في سابق عهدها ؛ ليرى العالم كيف كانت حضارة يمن الإيمان والحكمة عبر التاريخ ومنها ما كان عليه في ظل الوحدة ؛  والخلافة الاسلامية ؛

 في الوقت الذي  كان غيره في كثير من بلدان الغرب والشرق يعيش في عوز وفاقة ؛ ويتخبط في ظلمات الجهل والتخلف .

 وختاماً نقول

حتماً سيعود اليمن السيعد سعيداً.

وتعود وحدة الأمة من جديد بإذن الله تعالى.

فثقوا بربكم واعملوا بأوامره وأعتصموا بحبله.

فهذا وعد الله ووعد رسوله

 لمن آمن به وصدق بوعده والله

 لا يخلف الميعاد..

 

نقلاً عن الموسوعة  التاريخية المصورة.

 في التاريخ اليمني والإسلامي.

للمؤرخ ابن الذيب الهمْدَاني.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية