خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
بين يدي الأمم المتحدة.. بلاغ بشأن انتهاكات مليشيا الحوثي في محافظة تعز

لفتة جديدة تندد بما تشهده مدينة تعز المحاصرة - أكبر المدن اليمنية من حيث الكثافة السكانية - من عقاب جماعي على يد مليشيا الحوثي؛ بسبب رفضها  للانقلاب.

خلال الأيام القليلة الماضية، صدر بيان عن مؤسسة المجلس العربي حول الانتهاكات الواقعة على القطاع الصحي في اليمن، لا سيما تعز، من قِبل مليشيا الحوثي، وتضمن معلومات مهمة، وجهتها المؤسسة إلى عدد من المقررين الخواص والمسؤولين الأمميين وجهات؛ وصل عددها إلى 10 جهات دولية ذات صلة بالموضوع.

 

- انتهاكات بالأرقام

يقول مدير التقاضي الإستراتيجي في المجلس العربي، المحامي المعتصم الكيلاني: "إن هذا البيان هو موجز ضمن إطار قانوني حول مفهوم الحق في الصحة، والذي يرتبط بحقوق أساسية لا بأس بها".

وأوضح أن "البيان أشار إلى أرقام وإحصائيات ووقائع معيّنة، وسلّط الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي في اليمن، وخصوصا مدينة تعز".

وأضاف: "في مجلس حقوق الإنسان، عندنا ثلاث آليات محددة، الآلية هي الإجراءات الخاصة، التي فيها المقررون الخاصون بالانتهاكات الواقعة على القطاع الصحي، والمقررون الخاصون المعنيون بالاختفاء القسري، وأيضا المقررون الخاصون المعنيون بحقوق الإنسان والتمييز".

وأشار إلى أن "هناك جهدا رائعا من المحامين، والمؤسسات الحقوقية اليمنية التي ساهمت بشكل كبير في إعداد هذا التقرير، وعلى أرض الواقع".

وتابع: "نحن اليوم لدينا إجراءات خاصة تتعلق بالمقررين الخاصين، وعددهم 21 مقررا خاصا ولجنة معنية، ولدينا الـ10 الاتفاقيات الدولية، التي تلزم الدول على تطبيقها، بالإضافة إلى الاستعراض الدوري الشامل".

وأفاد بأن "اللجوء اليوم إلى الاتفاقيات الدولية والإجراءات الخاصة، أو الاستعراض الدوري الشامل في مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة، هو أحد أساليب التقاضي، ولو كان تقاضيا جزائيا، لكن هو تقاضي، وفقا لالتزامات الدول بتطبيق القوانين الدولية الملزمة لها".

وقال: "في كل الدول، التي يحدث فيها انتهاكات ترتكبها إما دول أو سلطات أمر واقع، يكون هناك توصيات واضحة من اللجان والمقررين الخاصين في مجلس حقوق الإنسان، تقدم إلى تلك الدول، وعلى الدول مراجعتها، وحل الانتهاكات ومعالجتها، أو سيكون هناك تقديم ملف حقوقي كامل في الاستعراض الدوري الشامل للدولة؛ يدرس فيها حالة حقوق الإنسان بالكامل في تلك الدولة، ويتم نقل الملف بعد ذلك إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة".

وأضاف: "نحن في المجلس العربي لحقوق الإنسان يبدأ عملنا لا ينتهي عملنا بتقديم البلاغ إلى المقررين الخاصين أو إلى الفريق المعني بتطبيق الاتفاقيات الدولية، وإنما يكون هناك تبادل للمعلومات مع تلك اللجان كمنظمة مجتمع مدني، والبلاغ الذي تم تقديمه اليوم بشأن الصحة في اليمن، سيظهر لنا قريبا في التقارير الخاصة للمقررين الخاصين التي سيتم استعراضها في الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان في اليمن".

وأشار إلى أن "منذ يناير 2018م، إلى مارس 2022م، وثق التقرير 5119 انتهاك طال المرافق الصحية والمستشفيات والعاملين في المجال الصحي، منها 92 حالة قتل، منهم 39 طبيبا و24 ممرضا، و29 سائق سيارة إسعاف".

وتابع: "خلال هذه الفترة، الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها مليشيا الحوثي في اليمن بحق الصحة، تم توثيق 932 حالة إغلاق، واقتحام للمنشآت الصحية والمستشفيات، إضافة إلى 429 حالة تدمير جزئي؛ نتيجة القصف العشوائي، و237 حالة استيلاء على عيادات ومشاف طبية".

 وزاد: "الفريق الذي أعد البلاغ قدر يوثق، 2970 حالة حرمان من العلاج في تعز، لا سيما من خدمات مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية، وأكثر من 1735 حالة حرمان من العلاج من مديريات التعزية وشرعب الرونة وشرعب السلام وماوية".

وأردف: "الفريق وثق ارتفاع حالات الوفيات لمرضى السرطان بعدد 664 حالة وفاة فقط للعام 2015م، منها 12 حالة وفاة لأطفال لم يستطيعوا الوصول إلى تلك المستشفيات"، موضحا أن "العجز الطبي في مدينة تعز وصل إلى 80%".

 

 - معاناة الحصار

من جهته، يقول المدير العام لمستشفى "الإحساني" في تعز، الدكتور نشوان الحسامي: "إن الوضع الصحي في مدينة تعز يزداد تدهورا كل يوم؛ بسبب الحصار المفروض على هذه المدينة، ولا يخفى على أحد ما يعانيه القطاع الصحي من تدهور وانعدام للأدوية والمستلزمات الطبية والدعم الحكومي".

وأضاف: "المرافق الصحية تعرضت لقصف ممنهج أدى إلى خروج نحو 60% من المرافق الصحية عن الخدمة، وهناك مستشفيات بدأت تتعافى، لكن الحصار ما يزال موجودا، ويمثل عائقا أما تعافي وتطور هذه المستشفيات".

وأشار إلى أن "هناك الكثير من الأطباء والاستشاريين نزحوا، وفروا إلى خارج المحافظة؛ بسبب الحصار، وغياب الخدمات الطبية".

وتابع: "هناك مركزان للغسيل الكلوي في تعز؛ واحد في مستشفى الثورة، والآخر في المستشفى الجمهوري، يقدمان خدمات كبيرة لعدد كبير من المرضى، وهناك مرضى حرموا من هذه الخدمات نتيجة الحصار، وكان هناك مركز آخر في المستشفى العسكري؛ لكنه دُمر بالكامل بقذائف الهاون، والاستهدافات الحوثية، وحرم من خدماته عدد كبير من المرضى".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.