شهداء الجوع والفقر والحاجة!
من يُسمّي شهداء أمس الأربعاء بصنعاء "ضحايا التدافع" ويعمل هاشتاجا بذلك هو يتفاعل مع التسمية الحوثية التي يريد الحوثي من خلالها التغطية على الجريمة وأسبابها، وبذلك هو يخون من فقدوا أرواحهم ويخون الوطن ويخون كل صاحب حاجة، ويخون نفسه وأهله وكل يمني.
"ضحايا التدافع" عبارة هي أشبه بولد مجهول الأم والأب، تدافع ماذا، وعلى ماذا؟ لذلك هذه التسمية هي ضمن السياسيات الإعلامية الحوثية التي يتفنّن في استخدامها الحوثيون، فهم دائما ما يُعبّدون الإعلام لصالح ساسياتهم القذرة..
لذلك على الناشطين المؤيدين للدولة الشرعية الضعيفة_ ولن أقول هنا إعلام الشرعية لأنه ليس لدى الشرعية إعلام فضلا عن إعلام يشتد به الظهر _ أن يتغلّبوا على تلك التسمية التي تفاعل معها البعض ممن نحترمهم دون علم للأسف، فالذين استشهدوا لم يخرجوا من أجل التدافع كما يصوّر لنا الحوثي، بل أخرجتهم من بيوتهم الحاجة والفقر والجوع، ويتحمل ذلك الحوثي الذي جوّع الناس وأفقرهم وأخذ حقوقهم كإرهابي مجرم، وكذلك الشرعية الهزيلة الميتة كونها مسؤولة عن كل يمني أينما كان.. والأحرى أن يحرك ذلك في الناس ثورة تستعيد حق المظلومين..
ملاحظة: الحوثيون خبيثون في اختيار المصطلحات، حيث أطلقوا على الشهداء مصطلح "ضحايا" ولم يطلقوا عليهم "شهداء" حتى يتم فهم القصة كما يريد هو، مع أن أفراده إن اختنق أحدهم بزبيبة يسميه شهيدا، فهل أدركنا خبث هذه الجماعة، وكم أن لدينا متلقون مساكين، ودولة شرعية ميتة؟ فالحوثيون يريدون إيصال فكرة أن القصة كلها والسبب هو فقط مجرد تدافع، وليس الفقر والحاجة والجوع هو من أخرج تلكم الحشود الهائلة وقتلهم!
التعليقات