ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

العيد الثامن في زمن الحرب.. منغصات اقتصادية تسرق البهجة من وجوه اليمنيين

واجه اليمنيون العيد في العام الثامن من زمن الحرب بمشاعر باردة وذلك بعد أن عملت مليشيا الحوثي على قتل كل ما له صلة بالبهجة والفرح في نفوس الناس بالمناطق الخاضعة لسيطرتها بدء من تسببها بحالة التدهور الحاد في أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية التي زادها تفاقماً انقطاع الرواتب وارتفاع غير مسبوق للأسعار وتصاعد حدة بطش قياداتها وفرض المزيد من الجبايات والإتاوات.

يأتي ذلك في وقت تغدق فيه المليشيا الأموال والمساعدات الغذائية على قادتها وأتباعها وتقصر الرعاية عليهم عبر العديد من الهيئات والمؤسسات والجمعيات التي كانت أسستها عقب انقلابها، حيث قامت بإنفاق مليارات الريالات عليهم خلال شهر رمضان.

يتحدث عدد من السكان في صنعاء ويشكون من الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار السلع الأساسية والملابس وجميع متطلبات العيد، وقالوا «إن سوء أوضاعهم المادية والنفسية والمعيشية بسبب الانقلاب والحرب وسياسات الفساد والنهب الحوثية حالت دون إتمام فرحتهم كسائر الناس في البلدان العربية والإسلامية بهذه المناسبة».

وجدد عدد من السكان في مناطق سيطرة المليشيا اتهاماتهم لكبار قادة ومشرفي الميليشيات بالوقوف بشكل مباشر وغير مباشر وراء بروز هذا الوضع المأساوي الذي يكابدونه ومعهم كثير من اليمنيين.

ويفيد عبد الله المطري، وهو عامل بالأجر اليومي وأب لخمسة أطفال، بأنه تجول مع زوجته في كثير من الأسواق ومحال بيع الملابس في العاصمة عله يجد لأطفاله ملابس بأسعار مناسبة لكنه لم يجد.

وعبر عبد الله، عن شعوره بالصدمة حيال ما شاهده من ارتفاع مخيف وغير معهود في أسعار مختلف أنواع الملابس، وقال: «حتى الملابس القديمة أصبحت أسعارها مرتفعة».

بدوره، أكد موظف تربوي من إب أنه اضطر بعد أن تقطعت به السبل وعجز عن الإيفاء بالتزامات أسرته، ونتيجة استمرار انقطاع المرتبات ومنع الميليشيا فاعلي الخير من مد يد العون له ولغيره من الأسر الأشد احتياجاً في المحافظة، إلى التنقل بين مساجد عدة في نطاق مركز المحافظة ليقف عقب كل صلاة ماداً يده للمصلين لطلب العون المادي ليتسنى له كسوة أولاده.

وشكا الموظف التربوي من استمرار تدهور أوضاعه وأسرته المادية عاماً بعد آخر.

وقال: «إنه عمل جاهداً رغم حدة الظروف لإيجاد أي وسيلة تمكنه من إدخال الفرحة لأسرته لكي تنسيهم المآسي والآلام التي عصفت بهم منذ أكثر من 8 سنوات ماضية».

وأشار إلى أنه وفي ظل هذه المعاناة التي يكابدها وملايين اليمنيين في إب وغيرها، تواصل الميليشيات الحوثية العبث بمليارات الريالات وتسخيرها فقط لمصلحة أتباعها غير آبهة بحرمان ملايين اليمنيين.

في سياق ذلك، أكدت العديد من العائلات في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المليشيا، عجزها هذا العام كسابقيه عن تلبية متطلبات العيد، بفعل ظروفهم المادية الصعبة التي رافقها تفشي رقعة البطالة والفقر وانعدام تام في فرص العمل.

وعزا بعض العائلات الأسباب إلى أنها نتاج للارتفاعات غير المسبوقة هذا العام في أسعار الملابس وغيرها من مستلزمات العيد، إلى جانب صعوبة أوضاعهم المادية الحرجة التي قادت إلى تدني قدرتهم الشرائية.

يأتي ذلك في وقت أقبل فيه كبار قادة ومشرفي الميليشيا والموالين لهم على اقتناء أفخر الملبوسات، إضافة إلى إنفاقهم الأموال ببذخ على شراء بقية مستلزمات العيد لهم ولأسرهم، دون النظر إلى حجم المعاناة الكبيرة التي تؤرق السكان في غالبية المدن تحت سطوتهم.

وتعيش أيضا في المقابل الكثير من الأسر اليمنية في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية أوضاعا مشابهه نتيجة صعوبتها في توفير المستلزمات التي اعتادت على اقتنائها خلال موسم العيد وذلك بسبب الانهيار الاقتصادي الذي طال الجميع خلال سنوات الحرب.

وكانت الأمم المتحدة أكدت في تقارير سابقة لها أن ملايين السكان في اليمن لا يملكون ما يكفي من الطعام بشهر رمضان، في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم تشهدها البلاد الغارقة في صراع مميت منذ أكثر من سبع سنوات.

وذكرت أن نحو 25.5 مليون نسمة في اليمن من إجمالي السكان البالغ 30 مليون نسمة، تحت خط الفقر، وبحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى، لافتة إلى أن الحرب شرّدت أكثر من 4 ملايين شخص.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.