المعارك الضارية في السودان تشتد دون مؤشرات على التزام الطرفين باتفاق حماية المدنيين


شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس السبت، معارك ضارية، فيما يجوب مقاتلون الشوارع ، قبيل محادثات وقف إطلاق النار المقرر استئنافها في السعودية اليوم الأحد.

واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بالدخول "كطرف في الصراع القبلي في ولاية غرب دارفور"، مشيرًا إلى استمرار عمليات القصف على أجزاء من العاصمة الخرطوم.

وتخللت معارك أمس بين الجيش وقوات الدعم السريع، والمتواصلة منذ منتصف الشهر الماضي، غارات جوية وقتال شوارع وانفجارات في الخرطوم، فيما لايزال ملايين من سكان العاصمة، ينتظرون تنفيذ التزام طرفي الصراع، بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال، وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.

وكان موفدو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي"، قد وقعوا ليل الخميس الجمعة في جدة "إعلانًا لحماية المدنيين في السودان" بوساطة سعودية أميركية، قضى بتوفير "ممرات آمنة" تسمح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات، وكذلك تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

ولم يشر الاتفاق إلى هدنة لكنه تحدث عن مزيد من المشاورات للتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ولاحقًا "مناقشات موسعة لوقف دائم للأعمال العدائية" التي أوقعت منذ اندلاعها أكثر من 750 قتيلًا، وقرابة خمسة آلاف جريح، وأدت إلى نزوح 900 ألف سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد، أو إلى الدول المجاورة.

ومن المقرر أن تتواصل المفاوضات حول تطبيق هذا الاتفاق اليوم في جدة، بحسب ما أكد لوكالة فرانس برس مسؤول سعودي رفيع، وصف الإعلان عن الاتفاق بالخطوة المهمة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن عملية التفاوض ما تزال في مرحلة "أولية".

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى "بدء عمليات الإغاثة بسرعة وفي أمان". ودعا مجددًا إلى وقف فوري لإطلاق النار و"محادثات لوقف دائم للقتال".

من جهته، قدّر رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عبر تويتر أن المحادثات "خطوة إيجابية نحو استعادة السلام".

في غضون ذلك، قالت سلطة الطيران المدني السودانية في بيان، أمس السبت، إن المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقًا أمام حركة الطيران حتى 31 مايو/ أيار الجاري، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء.

واستمر القتال بين الجانبين رغم اتفاقات الهدنة السابقة، ولم يبد أي منهما أي علامة على استعداده لتقديم تنازلات. وعلى الرغم من أن قوات الدعم السريع وعدت بالالتزام باتفاق الخميس، لم يعلق الجيش بشأنه بعد. وقالت قوات الدعم السريع الجمعة إنه "بالنظر إلى التجارب السابقة" فإن الجيش "ليس لديه مصلحة في تخفيف معاناة الناس".

ومنذ اندلاع الحرب قبل أربعة أسابيع، يعيش ملايين السودانيين في الخرطوم داخل منازلهم في درجة حرارة خانقة وفي ظل انقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء، ويعانون من نقص في الغذاء والنقود والوقود.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، إن النازحين الذين يعيشون في مخيم كبير في شمال دارفور أصبحوا يتناولون وجبة واحدة يوميًا بسبب توقف برامج المساعدات الغذائية من جراء القتال. وأضافت أن وضع الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية سيتدهور على الأرجح.

ودعت وزارة الخارجية السودانية، أمس السبت، في بيان المجتمع الدولي وخصوصًا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية و"الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد) إلى تقديم "مساعدات إنسانية" في مواجهة "الوضع الإنساني السيئ".

وقال البيان إن الحكومة السودانية "تعهدت" بتخصيص "مطارات بورتسودان، ودنقلا، ووادي سيدنا العسكري، لاستلام المساعدات".

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية