الانتقالي يقتحم محافظة حضرموت بمدرعات عسكرية إماراتية
بموكب عسكري كبير وعربات مدرعة اقتحم عيدروس الزبيدي ومعه قيادات المجلس الانتقالي، المدعوم من السعودية والامارات، هدوء مدينة المكلا ليدشن فيها خطوات صغيرة في مشروع الانفصال من قلب المدينة، التي فضلت الحياد في حرب صيف 1994، بين شريكي الوحدة.
المدرعات الإماراتية، التي وفرتها السعودية والإمارات للمجلس الانتقالي، نقلت معها إلى المكلا رسائل تكشف عن مدى الصراع المتكوم تحت قش التحالفـ. فالرياض، التي تعتبر حضرموت جزءا من مجالها الحيوي، ظلت لفترة طويلة تمنع وصول قيادات الانتقالي إليها، ومنعت كل خطوات إنشاء تشكيلات تابعة للانتقالي.
مثَّل وصول عيدروس للمكلا ذروة سنام التباينات وتحديا حقيقيا لتعهدات السعودية والمجتمع الدولي، منذ بدء الازمة اليمنية، بالحفاظ على امن ووحدة الأراضي اليمنية.
التأثير الإماراتي على التحولات الجديدة ظهر جليا بضم اثنين من أعضاء المجلس الرئاسي لعضوية الانتقالي، وهو ما لم يصدر ضده أي موقف من مجلس القيادة الرئاسي، أو رعاته الإقليميين والدوليين.
تسعى الإمارات لاستخدام البحسني والمحرمي كحصاني طروادة في مشروعها لتقسيم اليمن، الذي تسابق فيه السعودية للحصول على أكبر حصة من تركة الرجل المريض، أو هكذا يتصور المراهقون، الذين يحكمون البلدين الطارئين على الجغرفيا والتاريخ.
بصوت مهزوز، قال عضو مجلس القيادة الرئاسي، الذي نصبته السعودية والإمارات، فرج البحسني، إن انضمامه للمجلس الانتقالي المطالب بالانفصال سيضيف للمجلس المزيد من الحيوية، ويسرع من إعلان الانفصال.
في الوقت الذي كان البحسني يقول إنه يمثل صوّت أبناء حضرموت في المجلس الانتقالي، كان أعيان ومشايخ حضرموت يغادرون على متن طائرتين سعوديتين إلى الرياض؛ احتجاجا على قيام الانتقالي بعسكرة المحافظة الأكبر في اليمن، ومحاولة تحويلها رافعة لمشروع الانفصال.
يعتقد الزبيدي ومجلسه أن حضرموت ستمنحه ما عجز عن الحصول عليه في عدن، وبدلا من مواجهة الاستحقاقات الكبيرة عبر المجلس الرئاسي، تلجأ السعودية والإمارات إلى إلهاء اليمنيين بالصراعات البينية للتفرغ لالتهام ما يمكن التهامه على حين غفلة من الزمن.
التعليقات