ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

التربية تسحب الاعتراف بالشهادات التعليمية الصادرة عن الحوثيين

فيما سحبت الحكومة اليمنية الاعتراف بشهادة الثانوية العامة الصادرة من مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة شيوع الغش وتسريب الأسئلة وتغيير المناهج، كشف طلبة وأولياء أمور عن أن الجماعة طبقت التوجهات الطائفية والسلالية عند وضع أسئلة اختبارات الثانوية العامة لهذا العام، ووجهت اهتمامها نحو المعسكرات الطائفية الصيفية.

وذكر ثلاثة مصادر في وزارة التربية والتعليم اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة وبعد التلاعب الكبير من قبل الحوثيين بالمناهج الدراسية، وتضمينها دروسا طائفية إلى جانب شيوع ظاهرة الغش، وإجراءات اختبارات خاصة لأبناء قادتهم وأبناء المتنفذين من أتباعهم، وإغراء طلاب المدارس العامة بمنحهم درجات عالية نظير إلحاقهم بجبهات القتال، كل ذلك دفع الوزارة إلى إلغاء الاعتراف بشهادة الثانوية الصادرة من تلك المناطق، حيث كان يتم في السابق سحب الشهادة ومنح الطالب بدلا عنها بالدرجات نفسها التي حصل عليها.

تدهور غير مسبوق

وفق هذه المصادر فإن وزارة التربية والتعليم في عدن تمنح الطلاب القادمين من مناطق سيطرة الحوثيين، شهادة معادلة الثانوية العامة، بناء على تقييم مستواهم الدراسي في الصفين الأول والثاني الثانوي، حيث يقوم الطالب بتحرير تنازل عن الشهادة الممنوحة له من الحوثيين، ويتولى قطاع الاختبارات في الوزارة تقييم مستواه بالاستناد إلى شهادتي الصف الأول والثاني الثانويين وكشف درجات أعمال السنة.

ويؤكد مصطفى وهو معلم في صنعاء أن امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، جاءت متوافقة مع توجه سلطة الحوثيين الداعمة للمعسكرات الصيفية الطائفية، والتي يرصد لها موازنة كبيرة، كما تقود الجماعة عبر وسائل الإعلام والمساجد وبواسطة قادتها حملة ترغيب وترويج لهذه المعسكرات بالسُبل كافة، وفي المقابل يزداد إهمالها لقطاع التعليم العام الذي يشهد تدهوراً غير مسبوق.

أما نبيل وهو أستاذ جامعي في تلك المناطق، فيذكر أن امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، شهدت تسريب أسئلة الاختبارات، ووجود أسئلة لا تنتمي للمقرر الدراسي إلا القليل منها، كما كانت هناك نماذج محددة لأبناء الأسر الخاصة بقيادات الحوثيين.

ويؤكد نبيل أن الغش سمح به لطلاب المدارس العامة ومنع على طلاب المدارس الأهلية، كما أن مراكز الاختبارات تفتح أبوابها لطلاب مجهولين، يأتون إليها بعد انتهاء الوقت المحدد للامتحانات ومعهم مراقبون مجهولون أيضا.

ويفيد هلال المريسي بأن المراقبين في لجان الاختبارات يسمحون بالغش وإرسال الأسئلة إلى خارج لجان الاختبارات لمن يدفع لهم الأموال، وبأن الضحية هو الطالب الذي يريد أن يتعلم بصدق ويتعب في الاستذكار ويعتمد على نفسه.

أما في محافظة إب ( 193 كلم جنوب صنعاء) فذكرت مصادر في قطاع التعليم أن الطلاب فوجئوا عند اختبار مادة اللغة العربية بوجود أسئلة من خارج المنهج الدراسي سموها أسئلة ثقافية، وهي أسئلة مرتبطة بالمناسبات الطائفية للحوثيين تخص ما يسمى «يوم الغدير»، وأخرى تطلب كتابة نبذة عما يسمى «يوم الشهيد»، وأخرى تسأل عمن هو «قرين القرآن» ومن هو «القرآن الناطق»، وهي الصفات اللي تطلقها الجماعة على مؤسسها.

غش ودروس طائفية

واستناداً إلى هذه المصادر، فإن مديرة مركز مدرسة أروى الثانوية تحضر كل يوم أستاذة لمساعدة إحدى الطالبات على الإجابة، وعندما اعترضت طالبة على ذلك، عاقبتها المديرة ونقلتها لأداء الاختبارات وحيدة في مكتبها الشخصي.

ويقول ولي أمر إحدى الطالبات إن ابنته أدت اختبارات الثانوية العامة في إحدى المدارس ولكنها فوجئت بدخول أحد موظفي إدارة التعليم في نهاية الوقت المحدد للاختبار، وطلب من كل طالبة أن تغش من الأخرى، وأن ابنته أبلغت الموظف أنها قد أكملت الإجابة وتريد مغادرة القاعة إلا الرجل منعها وأخذ أوراق إجابتها وأعطاها لطالبة أخرى كانت تجلس في المقعد الذي أمامها وقال للطالبة: انقلي الإجابات بسرعة.

 

ويضيف ولي الأمر «هذه جريمة كبيرة في حق التعليم، تدمر أجيالنا والمصيبة الأكبر أن كثيراً من أولياء أمور الطلبة يقدمون رشاوى مادية كبيرة لمساعدة أبنائهم على الغش بغرض الحصول على معدلات مرتفعة».

وخلافاً لتلك الأجواء أدى نحو 90 ألف طالب وطالبة في مناطق سيطرة الحكومة امتحانات الشهادة الثانوية العامة بدعم من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، وأكد وزير التربية والتعليم طارق العكبري، على أهمية تكاتف الجهود مع مختلف الجهات ذات العلاقة لضمان سير عملية الاختبارات، ومحاربة أي ظواهر سيئة قد ترافقها مع الالتزام بالتعليمات واللوائح التي أقرتها اللجنة العليا للاختبارات.

ووفق العكبري فإن هذا العدد من الطلاب تم توزيعه على 894 مركزاً بما يضمن أداء الاختبارات بسهولة ويسر، مشيداً بالدعم الذي قدمته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإنجاح عملية الاختبارات لهذا العام.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.