جزيرة سدير التركية.. شواطئ ذهبية تسر الناظرين

يجذب ساحل شاطئ "كليوباترا" المشهور برماله الصفراء الذهبية والآثار القديمة في جزيرة سدير بولاية موغلا التركية (غرب)، السياح المحليون والأجانب، خاصة في موسم الصيف.

وتشتهر جزيرة سدير التي تبعد نحو 25 كيلومترًا عن مدينة مرماريس في موغلا، بشاطئها الذي يحمل اسم الملكة المصرية كليوباترا، وجمالها الطبيعي وأطلالها التاريخية.

الرمال الذهبية الصفراء في الجزيرة، يعتقد أنها جلبت من مصر بواسطة السفن، من قبل القائد الروماني مارك أنتوني (83 ق.م - 30 ق.م) لحبيبته وحليفته الملكة كليوباترا.

وفي الوقت الذي تولي فيه السلطات المحلية أهمية خاصة لحماية الرمال النادرة في الجزيرة، يستطيع السياح الوصول إلى شاطئ كليوباترا باستخدام قوارب مخصصة لهذا الغرض من ميناء بلدة "جاملي" المقابل للجزيرة على بر الأناضول.

إضافة إلى ما سبق، يوفر شاطئ كليوباترا لزواره فرصة السباحة في مياه إيجة الباردة، والاستمتاع بمشاهدة الآثار والحفريات التاريخية في الجزيرة.

 

 150 ألف سائح سنويا

تحتوي جزيرة سدير على معبد "أبولو" الروماني والمسرح والمقبرة التاريخية، ويزور الجزيرة سنويا ما يقرب من 150 ألف سائح محلي وأجنبي.

وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية ووالي موغلا تجري مجموعة مكونة من 25 عالم وخبير في الآثار برئاسة الأستاذ الدكتور عدنان ديلر أعمالًا للتنقيب عن الآثار في مدينة "كيدراي" القديمة بالجزيرة، وذلك تحت إشراف مديرية متاحف موغلا.

ويعمل أعضاء المجموعة بتفان كبير للكشف عن الآثار التاريخية، وإماطة اللثام عن التاريخ العريق للمنطقة.

 

 الهوية الثقافية للجزيرة

وقال الأستاذ الدكتور عدنان ديلر مدير مجموعة التنقيب في جزيرة سدير، إن "إماطة اللثام عن الآثار التاريخية في الجزيرة مسألة مهمة من جهة الكشف عن الهوية التاريخية والأثرية للمنطقة".

وأضاف ديلر لمراسل الأناضول، أن "أعمال التنقيب في المدينة التاريخية بالجزيرة جارية على قدم وساق، وأن الاكتشافات الأثرية التي جرى الوصول إليها في مدينة كيدراي القديمة المطلة على خليج كوك أووا أظهرت أن هذه المدينة كانت دائما مركزا تجاريا واقتصاديا مهما".

وأردف: "المدينة كانت محاطة بأسوار قوية، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحر".

وتابع ديلر: "أجريت في المنطقة أبحاث منذ ما يقرب من 20 عاما، المدينة القديمة في جزيرة سدير تعود إلى ما قبل ألفين و700 عام، والجزيرة برمتها هي عبارة عن مستوطنة قديمة ولكن أهم ما يميزها هو المدينة".

واستطرد قائلًا: "الآثار المكتشفة في المدينة هنا تحدد في الواقع الهوية الثقافية للجزيرة، والغرض من الجهود التي نبذلها هو الوصول إلى أكبر كم ممكن من الآثار التي بإمكانها إثراء المعلومات التي بحوزتنا عن هوية المدينة القديمة".

 

 مسرح الجزيرة

وذكر ديلر، أن "الجهود الحالية تركز على التنقيب في منطقة المسرح".

وقال: إن "وجود مسرح في جزيرة صغيرة مثل جزيرة سدير يشير إلى الأهمية الكبيرة التي حظيت بها المنطقة"، لافتا إلى أن "المسرح يرجع للعصر الهلنستي وتم بناؤه قبل ألفين و300 عام".

وأضاف ديلر: "بعد الانتهاء من أعمال التنقيب والترميم في المسرح في سبتمبر/ أيلول المقبل، نخطط لتنظيم مجموعة من الأنشطة التي تستهدف جذب المزيد من الزوار إلى المنطقة، كما سيتم قريبًا بدء أعمال التنقيب والترميم في منطقة معبد أبولو بالجزيرة".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية