من المستفيد من تصعيد خطاب الوحدة والانفصال؟
هاجم القيادي في المجلس الانتقالي، الجنوبي - رئيس هيئة التشاور والمصالحة في المجلس الرئاسي، محمد الغيثي، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على خلفية تأكيدهم على أهمية الوحدة اليمنية.
الغيثي كتب، في تغريدة له على تويتر، إن "إشارة سفراء الدول إلى دعم الوحدة لا يخدم تماسك ومتانة مجلس القيادة الرئاسي"، مضيفا أنه "لا يمكن إلغاء تطلعات شعب الجنوب"، في إشارة إلى مشروع الانفصال، الذي يهدد الانتقالي، مرارا، بتحقيقه.
- غياب الرشد السياسي
يقول المحلل السياسي، ياسين التميمي: "التصعيد مستمر بالنسبة لدعاة الانفصال، فمشروع الانفصال ازدهر كثيرا منذ دخول التحالف على خط العمليات العسكرية في اليمن في العام 2015م".
وأضاف: "خطاب الغيثي هو طبيعة تفتقد إلى الرشد والسياسة والمكر، وتستند إلى حالة من الثقة الزائدة جدا بالدور الذي يقوم به التحالف المساند للانتقالي، أو أن هؤلاء الأشخاص في الانتقالي صدقوا انفسهم بأنهم على وشك فصل جنوب اليمن عن شماله، وأن الأمر ينبغي أن يدور الآن حول فكرة ما اسم الدولة الجديدة، التي ستنشأ بعد الانفصال، ولهذا باتوا ينزعجون من أطروحات السفراء الأجانب، التي أصدروها بمناسبة الوحدة، وتأكيداتهم المستمر على الوحدة اليمنية".
ولفت إلى أن "التفكير الإستراتيجي للتحالف كان يقتضي إعادة إحياء مشروع الانفصال، في المقابل مشروع مليشيا الوثي في صنعاء، الذي تم تمكينه أيضا بنفس الطريقة، لهذا لا يمكن الحديث عن المجلس الانتقالي في معزل عن الدعم الذي يحصل عليه من دولتي التحالف (السعودية والإمارات)".
وتابع: "نحن أمام مؤامرة إقليمية هدفت إلى إحداث هذا التوازن السيئ في مشهد الصراع في اليمن، فمليشيا الحوثي تمثل مشروعا إيرانيا منبوذا مرفوضا من الشعب اليمني، والانفصاليون يمثلون مشروعا سياسيا منبوذا ومرفوضا من الشعب اليمني أيضا، فيما التحالف عمل على تكريس هذين المشروعين كأمر واقع بالنسبة لليمنيين، وطلب منهم التعامل معه كأمر واقع".
وأشار إلى أن "ما يحدث هو استثمار إقليمي سيئ على الساحة اليمنية، ولا يمكن أن يكون أمرا واقعا أبدا، ولا يمكن للشعب اليمني أن يقبل به مطلقا".
واعتبر أن "المشروع الانفصالي هو مشروع متطفل على العملية السياسية برمتها، فالمجتمع الدولي اليوم لا ينظر إلى الانفصال، ولا إلى هذه القضية، ولا يتعامل معه كمسار، ومن قام بتأسيس هذا المسار هي السعودية، ومن حرض الانفصاليين على طرد الحكومة الشرعية من عدن هما الإمارات والسعودية".
وقال: "يراد لنا أن نقبل بهذا العمل غير الشرعي على أنه عمل شرعي وأمر واقع، مع أنه في الحقيقة كان وما زال وسيظل عملا طائشا متطفلا على هامش الأزمة اليمنية، التي تتلخص بالآتي: أن هناك انقلابا على السلطة الشرعية، وتم التعاطي معه عسكريا بدعم من السعودية والإمارات، وهاتان الدولتان تحاولان أن تحولا هذا الدعم العسكري إلى استحقاق استعماري".
وأكد أن "السعودية والإمارات تهدفان إلى مصادرة الإرادة السياسية للشعب اليمني، وفرض واقع جيوسياسي على جغرافيا اليمن".
-صراع إقليمي
من جهته، يقول رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبدالكريم السعدي: "تصاعد الخطاب في هذه المرحلة هو حلقة جديدة من حلقات الصراع الإقليمي الذي ينعكس دائما على الوضع في الداخل".
وأضاف: "نحن صراعاتنا منذ أن تدخل التحالف في اليمن ونحن نخوض معارك لا علاقة لها بالوحدة ولا بالانفصال، وإنما نخوض معارك إقليمية إلى الآن، والمعركة الوطنية غائبة، ولا الخطاب المنادي بالوحدة صادقا، ولا خطاب الانفصال صادقا أيضا، كلها مجرد أوراق وعصي تتبارز بها دول الإقليم في معاركها، وخلافاتها التي باتت ظاهرة وواضحة للجميع".
وأشار إلى أن "كل التحركات منذ مشاورات الرياض، التي كان مقررا لها أن تخرج برئيس ونائبين وأصبحوا 8 رؤساء، كانت معارك إقليمية ولا علاقة لها لا بالوحدة ولا بالانفصال".
واعتبر أن "معركة سهام الشرق، التي أطلقها الانتقالي وتمرده على مجلس مشاورات الرياض، هي أيضا معركة إقليمية لا علاقة لها بالانفصال، والجنوب، وإن كان هناك ضجيج بأن هناك انفصالا وتوجها للسيطرة على المناطق الجنوبية، إلا أنه مجرد كلام استهلاكي".
ويرى أن "المستفيد من خطاب الوحدة والانفصال هو الأطراف الإقليمية التي لديها أطماع في اليمن".
- القضية الجنوبية
من جهته، يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي صلاح السقلدي: "فيما يتعلق بالإرادة المحلية فالكثير من قطاعات الشعب في الجنوب غسلوا أيديهم تماما من الوحدة على طريقة 7 يوليو 1994م".
وأضاف: "الحديث عن تسخين القضية الجنوبية، أو تبريدها غير وارد في ملف المكونات الجنوبية، وتحديدا المجلس الانتقالي، وكل ما في الأمر أن هناك أحزابا وقوى سياسية حاولت أن تستثمر القضية الجنوبية منذ بدايتها، ترفعها متى ما تريد، وتخفضها وقت ما تريد، ونتذكر في 2011م، عندما تم استخدامها لابتزاز نظام علي صالح".
وتابع: "بالنسبة للإرادة الدولية فهي تتبع مصالحها، فأينما وجدت مصالحها ليس لديها مشكلة لا بالانفصال ولا بالوحدة، طالما والمصالح الدولية والإقليمية محفوظة فسيتعاملون على أمر واقع".
وتساءل: "إذا الإرادة الدولية والإقليمية هي من تتحكم، ما الذي قامت به في الشمال، بعد أن فرض الحوثيون أنفسهم، ونحن لسنا أقل شأنا من الحوثيين، لدينا قضية وطنية وسياسية بحجم الكون".
واعتبر أن "الحديث عن القضية الجنوبية، في هذا التوقيت، هو نفس الخطابات التي استخدمتها الأحزاب في 2011م، للتخلص من نظام علي عبدالله صالح".
وقال: "المجلس الانتقالي سيحقق الانفصال بكافة الطرق، سواء بالألوية العسكرية أو بغيرها، فالألوية العسكرية التي تسمونها بالمليشيات هي نفسها المقاومة الجنوبية التي كانت، وقوات الانتقالي قوة منبثقة موجودة منذ ما قبل الحرب، وقبل دخول الحوثيين".
وأضاف: "القضية الجنوبية هي قضية شعب موجودة، وليست مرهونة بوجود الحوثيين، ولا بـ علي صالح قبلهم، ولا حتى بوجود التحالف".
التعليقات