اليمن الكبير : حضرموت التاريخ والحضارة الجزء الثاني ..
الحكاية كاملة 


شركات النقل تغيّر مسار رحلاتها من تعز إلى عدن هربًا من قيود مليشيات الانتقالي وتلجأ لطريق مأرب الوعر
في تطور يعكس تصاعد معاناة المسافرين وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب اليمن، اضطرت شركات النقل الجماعي إلى اتخاذ قرارات غير مسبوقة بتغيير مسارات رحلاتها بشكل كامل، والتخلي عن الطريق المباشر الذي ظل لسنوات شريانًا حيويًا يربط تعز بعدن.

وأفادت متابعات ميدانية بأن الأيام الماضية شهدت تحولًا لافتًا في حركة الباصات ووسائل النقل العام، حيث اتجهت نحو منفذ الوديعة الحدودي عبر طريق طويل وشاق، يبدأ من مديرية الحوبان شرق تعز، مرورًا بمحافظة البيضاء، ثم مأرب فالعبر، بدلًا من الطريق السريع المباشر (تعز – عدن).

ويأتي هذا التحول نتيجة مباشرة للإجراءات التعسفية والقيود المشددة التي فرضتها مليشيات المجلس الانتقالي على حركة المسافرين والبضائع في الطريق الرئيسي، ما أدى إلى تعطيل الرحلات وابتزاز المسافرين وتعقيد تنقلاتهم بذرائع أمنية واهية، بحسب مصادر عاملة في قطاع النقل.

وأكدت المصادر أن شركات النقل وجدت نفسها أمام خيارات صعبة، إذ إن الاستمرار في استخدام الطريق المباشر بات يعني تعريض المسافرين للتأخير القسري والمعاناة النفسية والجسدية على الحواجز، فضلًا عن الخسائر المادية المتكررة.

وأوضحت أن قرار اللجوء إلى الطريق البديل عبر مأرب جاء كحل مؤقت، رغم ما يفرضه من طول المسافة وارتفاع التكاليف، إلا أنه يضمن الحد الأدنى من السلامة والوصول الآمن، في ظل غياب أي ضمانات على الطريق الرئيسي.

ويرى مراقبون أن هذا التحول في مسارات النقل يشكل مؤشرًا خطيرًا على تداعيات الصراع السياسي والميداني، حيث يدفع المواطن وحده ثمن القيود التي تفرضها المليشيات المسيطرة على الطرق، ما ينذر بمزيد من التدهور الإنساني وقطع أوصال المحافظات، في حال استمرت هذه الممارسات دون تدخل عاجل لإعادة فتح الطرق وتأمين حركة المدنيين.
اليمن الكبير : حضرموت التاريخ والحضارة ..الحكاية كاملة

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا