غَدرَوا، فغّدروا، فأغّدرت بلادنا!

لا توجد كذبة شوهت العالم الإسلامي أبشع من كذبة الغدير، ولا دجل جهَّل المسلمين أسوأ من المتاجرة بمسميات الآل وعلي والحسين والخُمس، وكذلك نظريات الولاية والخلافة.

تلك الخرافات والمشاريع العصبوية هي الأدوات المفضلة للصوص الدين، لتدمير الحكومات الوطنية، واستبدالها بعصابات طائفية وبؤر مذهبية تتبع الخارج. وهي الوسيلة السريعة لسرقة ممتلكات الناس، ومصادرة حرياتهم؛ بإسم الدين وحب النبي.

لن نجد أثر لهذه الخرافات والأكاذيب في الدول المستقرة والناجحة، فقط تعشعش في الدول التي اُبتليت بعصابات سلالية، وبمجاميع مسلحة، وبقطعان متمنطقة بمرويات دينية مشوهة، لا تنتمي للإسلام، ولا صلة لها بقيم وتاريخ وثقافة الشعوب، وبها ابتلعوا أرزاق الناس وشوهوا الدين، وكرهوا الناس في بني هاشم، وتسببوا بتوالد ردات فعل معاكسة ضد كل ما له صلة بعلي وأبنائه، بل وبالإسلام عند كثير من الشباب.

والنتيجة لا دولة ظلت للناس تخدمهم ولا دين ظل مهابا بينهم.

كان اليمنيون قبل سبتمبر 2014 في تنافس سياسي حول أفضل الطرق لبناء اليمن، وفي نقاشات مستمرة حول متطلبات السفر إلى المستقبل، إلا أن نكبة المسيرة السلالية أسقطت الجميع في مستنقع لزج، ومليء بالطحالب والضفادع والروث، ليصبح الشعب اليمني مهمومًا بتوفير لقمة العيش، وفي جدل فارغ وصراع محموم حول سيف علي وخنجر الأشتر وخاتم عبدالملك!

 

خاتمة مرعبة!

تراجع مخيف، وسقوط مأساوي للبلاد، والغريب أن من يروج لبقاء اليمنيين في متاهات الغدير وعلي والحسين يعيشون ببذخ لم تصله بارونات المال، وقادة المافيا، وتجار السلاح والمخدرات.

عندما يكون الحاكم جاهلًا فمن الطبيعي أن يسقط الجميع في كهف عامر بالخرافات ومزدحم بالأساطير، ومتخم بالدم والقيح.

 

مؤسف!

*. غَدرَوا: خيانة اليمنيين وخديعتهم.

فغّدروا: احتفلوا بخرافة الغدير.

فغّغدرت بلادنا: أي أظلمت وسقطت في الوحل.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية