ميليشيا الحوثي تواصل مساعيها الحثيثة لتعميم مناسبات إيران الطائفية على اليمنيين

منذ أسابيع تحشد ميليشيا الحوثي من أجل الاحتفال بـ"يوم عاشوراء"، وذكرى مقتل الحسين بن علي قبل 1380 سنة، وذلك ضمن مناسباتها الطائفية التي استوردتها من إيران، وتسعى لتعميمها وفرضها على اليمنيين، في إطار عملية واسعة لتغيير هوية المجتمع.

وشهدت المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيا اليوم الجمعة، تظاهرات حاشدة، ضمن أنشطة دشنتها الميليشيا قبل أكثر من أسبوع واستهدفت بها مختلف مراكز المديريات والمناطق الواقعة تحت سيطرتها، دون مراعاة لحقائق التاريخ والواقع وهوية الشعب اليمني.

ومنذ انقلابها على الدولة واستيلائها على مؤسساتها تدفع الميليشيا المواطنين باستخدام تلك الإمكانات، إلى مناسباتها الطائفية المختلفة والتي نثرتها على امتداد العام ولا يكاد يمر شهر دون عدد من تلك الفعاليات، تعمل من خلالها على إشغال المجتمع بقضايا عامة عن واقعه الاقتصادي المتردي ومطالبات السلطات التابعة لها بتوفير الخدمات.

وفي كلمة مسجلة أذيعت على التظاهرات اعتبر زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي "إحياء هذا الذكرى والحديث عن نهضة سبط رسول الله .. واستشهاده وواقعة كربلاء دليلاً على الأثر الكبير والعميق والممتد لنهضته ولشهادته".

وقال الحوثي إن "الأمة في هذا العصر تواجه الطغيان والشر والإجرام اليزيدي المتمثل في اللوبي الصهيوني وأمريكا وإسرائيل وحلفائهم وأعوانهم، حيث أصبحت حربهم صريحة ضد القرآن الكريم.. بهدف إخضاع البشر واستعبادهم والسيطرة التامة عليهم، إضافة إلى حروبهم وحصارهم واعتداءاتهم المستمرة على الشعوب بالحروب وإثارة الفتن والحصار ونهب الثروات والتجويع كما يفعلون في فلسطين وضد الشعب اليمني وفي أقطار أخرى من العالم الإسلامي".

ويلاحظ استبعاد زعيم الميليشيا اسم المملكة العربية السعودية من بين "قوى الشر والإجرام اليزيدي"، وهي التي حرص على إدراجها في كل خطاباته خلال السنوات الماضية. غير أنه دعا "تحالف العدوان إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار، والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد".

كما دعا الحوثي أنصاره إلى "الجهوزية الدائمة والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء لردعهم وإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم، وأن يستلهم من مدرسة الإسلام وسيد الشهداء ورفاقه دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة".

ورغم كل محاولات ميليشيا الحوثي فرض مناسباتها الطائفية على المواطنين، ما تزال تحييها بأنصارها ومن لديه مصلحة منها، فيما ما تزال تلك المظاهر محل رفض عموم اليمنيين، رغم استخدام الميليشيا القوة القاهرة في محاولة فرضها، وما تصرفه من أموال وتقدمه من تسهيلات لمن يشاركها تلك الفعاليات.

وفي السياق يرى مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح أن هذه الفعالية إحدى فعاليات ما يصفه بـ"التشيع السياسي"، ويقول على تويتر: "في ذكرى عاشوراء يحدّث "الولي الفقيه" ووكلاؤه من خطباء "التشيع السياسي" المواطنين عن مظلومية الحسين، ليصرفوهم عن المظلوميات الحاضرة التي تمارسها مليشيات هذا التشيع المؤدلج ضد مواطني اليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران، الذين لو عاد الحسين لقاتل معهم ضد مليشيات حملت اسمه زوراً وبهتانا".

وفي مقال له بالمناسبة نشره تحت عنوان: "النياحة على الحسين كبرنامج سياسي لحكم اليمن!"، قال رئيس الهيئة العامة للكتاب الصحفي يحيى الثلايا، إن ما وصفه بـ"الاحتشاد المهول والاستبسال الذي تبديه جماعة الحوثي تجاه ما يسمى (ذكرى كربلاء) بكل هيئاتها ومنابرها ومؤسسات الدولة والشعب التي تسيطر عليها، وهذا الإنفاق المهول في الاحتفاء بها والترويج لها كما لو أنها حادثة وقعت بالأمس في صنعاء أو أحد مناطق سيطرتها، لا يعني أننا أمام جماعة غبية وفاسدة تسرق حقوق الناس لصرفها في غير أولوية".

واستدرك: "بل يؤكد هذا الجنون أننا امام جماعة وفئة وطائفة وعرقية لا وطنية، يستحيل أن تكون وطنية أو يمنية، تنتمي لهذا الشعب وتعيش واقعه وهمومه وتشعر بمسؤولياتها تجاهه كسلطة أمر واقع أو حتى كاحتلال تجاه رعاياه، ككل تجارب الغزاة والمحتلين".

وأشار الثلايا إلى المقتلة التي حدثت في صنعاء ليلة عيد الفطر الماضي، حين "مات أكثر من ثمانين يمنيا في صنعاء خلال تدافعهم على باب أحد رجال الأعمال الذي كان يوزع الصدقات"، وقال: "لم تعلن (الميليشيا) الحداد ولم تفتح تحقيقا ولم تشارك في تشييعهم ولم تقدم التعويضات لذويهم، لكنها اليوم تنصب خيام العزاء وتعلن الحداد وتحشد كل مقدرات شعبنا وتتبادل التعازي في الحسين!".

 

وتابع: "هذه الجماعة السلالية تقدم الحداد على الحسين كبرنامج انتخابي تحكمنا من خلاله، وعقد اجتماعي تظنه ملزما لأبناء شعبنا بطاعتها، بينما هي تخلت عن كل واجباتها كسلطة تجاه الشعب وعطلت كل الخدمات التي ظلت منتظمة منذ 1962م".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية