ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

عن مخطط مدارس وجامعات طائفية للحوثي

بدأت ميليشيات الحوثي الإرهابية بتنفيذ مخطط إقامة مدارس طائفية ذات القسم الداخلي الموفر للسكن والتغذية والرعاية الكاملة ، وقد بدأت بذلك في بعض محافظات تحت سيطرتها ، والمخطط يتضمن إقامة مدارس في مركز كل محافظة ومركز كل مديرية.

لهذه المدارس أهداف كثيرة ، الأول منها إخراج معلمين.

يتخرج الطالب من هذه المدارس بشهادة ثانوية ويتم توظيفه معلم مباشرةً ، وإذا اتجه بعد ذلك للدراسة أثناء ممارسة عمله كمعلم فليس إلا تأهيل فقط يحصل على شهادة دبلوم إذا درس في معهد عالي لتأهيل معلمين ، أو شهادة بكالوريوس إذا درس جامعة كلية تربية أو أدب.

تريد الميليشيات أن توظف خريجين هذه المدارس بدل المعلمين الحاليين في مناطق سيطرتها ، والتي تنظر لهم بمثابة أجانب كالمعلمين المصريين والسودانيين سابقاً ولكن دون أن تعطيهم مزايا تلك المرتبات الضخمة التي كان يستلمها أولئك من الدولة اليمنية حينها بل لم تعطيهم رواتب إطلاقاً ، كما تنظر إليهم بعدم الفهم لمنهجها الطائفي والاقتناع به ، وهو ما يؤثر على تعليم المنهج وغرسه في عقول الطلاب بالشكل المطلوب ، وعندما يتخرج طلابها من هذه المدارس الطائفية ذات القسم الداخلي ستقوم بتوظيفهم كمعلمين يحلون محل أولئك الذين ستستغني عنهم ، وقد تستخدم معهم طريقة الغاءهم من الوظيفة أو إحالتهم للتقاعد ولكن بدون راتب أيضاً.

 

الهدف الثاني : إخراج قادة تنظيميون.

هذه المدارس التي يديرها تنظيم الشباب المؤمن وتتبعه ، تقوم بتأطير الطلاب تنظيميا وتلقيهم منهج تنظيمي بما يجعلهم يتخرجون قادة تنظيميون يتجهون بعد تخرجهم لعملية التأطير التنظيمي للطلاب في المدرسة التي سيدرسون بها ولبقية الناس في المنطقة التي يسكنون فيها ، مما يوسع نطاق تنظيم الشباب المؤمن العقائدي الطائفي في المجتمع.

الهدف الثالث : تعليم مهارات أخرى عبر أنشطة تدريب عسكري ، وأنشطة ثقافية وتعليم مهارة الإعلام والخطابة والإلقاء وغيرها ، ليتخرج الطالب منها قائد عسكري وتنظيمي ومعلم في المدرسة وخطيب للمسجد ، وكل ذلك بمعتقد طائفي وتوجه إرهابي متطرف.

ينظر الحوثي عبر اتجاهين لمخططه المتعلق بمدارسه الطائفية.

الأول : في حالة بقاءه مسيطراً سيجعل المدارس كلها ذات منهج طائفي في مناطق سيطرته كما هو حالياً ، ومستقبلاً سيكون كل المعلمين فيها من خريجين المدارس الطائفية ذات القسم الداخلي.

الاتجاه الثاني : في حالة رضوخه للصلح سيكون لديه شرط وجود وبقاء مدارس خاصة به ذات منهج يتبعه بجانب مدارس التعليم العام ، وتتكفل الدولة بطباعة المنهج مثلما طبع منهج مدارس التعليم العام ، ودفع رواتب المعلمين أيضاً ، وسيكون له هيئة خاصة بهذه المدارس متفرعة من وزارة التربية والتعليم أو منفصلة وهو من يديرها ، اي بنفس الطريقة التي كانت عليه المعاهد العلمية قبل توحيد التعليم عام 2003 ، ولكن بصورة وطابع ومنهج شيعي طائفي خميني.

على مستوى الجامعات ، فإن الحوثي سيقيم جامعات أخرى متخصصة للعلوم العقائدية الطائفية تحمل إسم الصريع مؤسس الجماعة حسين بدر الدين وإسم أباه ، وتكون فيها أقسام للقانون والقضاء وغيرها.

وإذا ظل الحوثي مسيطراً سيدير هذه الجامعات بجانب الجامعات الأخرى الحكومية والأهلية ، كما سيقوم بتوظيف خريجي هذه الجامعات دون الأخرى.

وإذا رضخ للصلح سيكون من ضمن شروطه بقاء الجامعات الخاصة به واعتماد لها موازنات من التعليم العالي وحصص سنوية من الدرجات الوظيفية.

من هذا المخطط يتضح خطورة توجه الحوثي الطائفي في التعليم والذي سيصبح ذو ديمومة طول العام في المدارس والجامعات والمراكز الصيفية ، وسيظل هذا الخطر في حالة بقاء الحوثي مسيطراً أو التصالح والسلام معه والذي لن يرضخ له إلا بشروط بقاء تعليمه الطائفي كشرط من ضمن عدة شروط أخرى ، وهو ما يعني أن الحل مع الحوثي يتطلب القضاء عليه قضاءً جذرياً.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.