حملة ”كرامتي في راتبي” تحرك المياه الراكدة وتنذر بثورة ضد المليشيات

حققت حملة إلكترونية أطلقها برلمانيون وإعلاميون وحقوقيون وناشطون سياسيون وموظفون، في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، نجاحًا كبيرًا حرك المياه الراكدة، وأحدث هزة في عرش السلالة التي روادها شعور المكوث أبد الآبدين بعد سلسلة كبيرة من القمع والإذلال مارستها بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها.

وانطلقت الأسبوع الماضي، حملة إلكترونية كبرى على هاشتاق " #كرامتي_في_راتبي ، و #راتبي_مقابل_واجبي " ، ، تصدرت الترند (قائمة أعلى التداولات والاهتمامات) في منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا منصة إكس، تويتر سابقًا، والفيسبوك.

وضجت مواقع التواصل في اليمن بعشرات الآلاف من المنشورات والتغريدات، المطالبة بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الميلشيات الحوثية، ووقف الممارسات العنصرية التي ترتكبها الجماعة بحق المواطنين.

الحملة لم تكن تغريدات ومنشورات غاضبة فحسب، بل رافقها تسريب عشرات الوثائق، التي تفضح فساد غير مسبوق في تاريخ اليمن، مارسته الجماعة السلالية منذ وصولها إلى السلطة في العام 2014.

وما أعطى الحملة زخمها الكبير، هو أنها انطلقت من وسط العاصمة صنعاء، ومن قبل قيادات وسياسيون محسوبون على الجماعة الحوثية، وكانوا من المدافعين عنها ومؤيديها في لحظات غفلة وانخداع خلال السنوات الماضية.

واستطاعت الحملة، بإحداث إضراب كبير في صفوف المعلمين، الذين شاركوا فيها وأعلنوا عن الإضراب منذ قرابة 3 أسابيع احتجاجا على امتناع الجماعة الحوثية صرف مرتباتهم للعام الثامن على التوالي.

كما تحرك مجلس النواب الخاضع لسيطرة الانقلاب، وارتفعت أصوات حرة من داخله تطالب باستجواب الوزراء الحوثيين، وتطالب من سلطة الجماعة تقديم تقارير علنية بموازنة وميزانية الدولة ومكاشفة الشعب بمصاريف الإيرادات الضخمة التي تجنيها الجماعة بشكل يومي، من أوعية ومصادر متعددة.

وردت الجماعة الحوثية على الحملة، بحملات تخوين وتهديدات بالتصفية والاعتقال وغيرها مما عهدته الجماعة، لكنها لم تفلح في إسكات الأحرار بعد أن أصبح فسادها وجرائمها قضية رأي عام، وحديث الناس في كل الشوارع والمدن والمجالس.

وبلغ الاحتقان مبلغه من المواطنين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وهم يرون "أبو فلان وأبو فلان" يتنافسون في بناء العمارات الضخمة والفلل وشراء الأراضي والبسط عليها وامتلاك العقارات وافتتاح المتاجر الواسعة واقتناء السيارات الفارهة، فيما المواطن والموظف يأكل الهم روحه من أين يأتي بإيجار شقة ضيقة ومصروف عائلته واحتياجات أطفاله.

وبلغت اجمالي الإيرادات التي نهبتها مليشيا الحوثي خلال الأعوام 2022_ 2023 من قطاعات (الضرائب، الجمارك، الزكاة، الأوقاف، النفط، والغاز) بلغت (أربعة ترليون و620 مليار ريال)، وهي ثلاثة أضعاف إيرادات الدولة في العام 2014.

وتتخوف الجماعة الكهنوتية، من اندلاع ثورة جياع تطيح بها وتخلص اليمنيين، من كابوس جثم على صدورهم، على حين غرة من الزمن، وانبعث من جديد بعد أن كان الآباء والاجداد ظنوا أنهم قضوا عليه للأبد.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية