العمارة الإسلامية..  قوة مؤثرة في العمارة التركية

كانت العمارة الإسلامية قوة مؤثرة في تشكيل التراث المعماري لتركيا. أدى وصول الإسلام إلى تركيا في القرن السابع الميلادي إلى إنشاء العديد من التحف المعمارية التي صمدت أمام الزمن.  من المساجد والقصور إلى المنازل والحمامات، تركت العمارة الإسلامية بصمة لا تمحى على العمارة التركية. تقدم شركة عمران ترك هذا المقال تأثير العمارة الإسلامية على العمارة التركية، ويسلط الضوء على بعض الأمثلة الرئيسية للهندسة المعمارية الإسلامية في تركيا.

 

تأثير العمارة الإسلامية على تصميم المساجد التركية

تعد المساجد التي تملأ تركيا ومدنها أحد أهم مساهمات العمارة الإسلامية في العمارة التركية. المساجد هي بناء أساسي في الثقافة الإسلامية، بمثابة مكان للعبادة وتجمع المجتمع الإسلامي. كانت الإمبراطورية العثمانية و التي حكمت تركيا لأكثر من ستة قرون مسؤولة عن بناء بعض من أشهر المساجد في العالم.

أشهر مثال على العمارة العثمانية هو مسجد السلطان أحمد و المعروف باسم المسجد الأزرق في اسطنبول. حيث بُني المسجد في القرن السابع عشر وهو مثال ممتاز للعمارة العثمانية، محتويا بقبة كبيرة وأعمال قرميد وبناء معقدة والعديد من المآذن. تم تزيين المسجد من الداخل بأكثر من 20 الف بلاطة ذات لون أزرق مما منحه لقب المسجد الأزرق.

مثال آخر على العمارة العثمانية هو مسجد السليمانية أيضًا في اسطنبول. تم بناء المسجد في القرن السادس عشر وهو من أروع المساجد في العالم. تم تزيين الواجهة الخارجية للمسجد بأعمال النقش المعقد، يتميز التصميم الداخلي بأعمدة رخامية مذهلة وثريات كبيرة و خطوط كوفية وعثمانية معقدة.

 

تأثير العمارة الإسلامية على تصميم المنازل والأماكن العامة

كان للهندسة المعمارية الإسلامية أيضًا تأثير على تصميم المنازل التركية. فالمنازل العثمانية، على سبيل المثال، كانت تُبنى عادة حول فناء مركزي يوفر التهوية الطبيعية والضوء. غالبًا ما كانت المنازل مزينة بالأعمال الخشبية المعقدة والبلاط الملون. البيت العثماني التقليدي هو مزيج فريد من الطراز المعماري الإسلامي والبيزنطي والعثماني.

مساهمة أخرى مهمة للهندسة المعمارية الإسلامية في العمارة التركية هي استخدام القباب. تعتبر القباب سمة أساسية للعمارة الإسلامية و في الجوامع و المساجد، وقد تم استخدامها على نطاق واسع في العمارة العثمانية. سمح استخدام القباب للمهندسين المعماريين بإنشاء مساحات كبيرة ومفتوحة دون الحاجة إلى أعمدة داعمة. مما يسمح للمصممين التصميم  البناء  بمرونة أكبر و افضل. كما استخدمت هذه القباب مصدر لإدخال الضوء للبناء وتبريده، كما تعمل على فلترة الصوت ورفع جودته ووضوحه و قوته، ولذلك تستخدم في المساجد و الاماكن الواسعة.

تعتبر آيا صوفيا واحدة من أكثر الأمثلة شهرة للقبة في العمارة التركية، والتي تم بناؤها في الأصل ككنيسة في القرن السادس الميلادي. بعد أن احتلت الإمبراطورية العثمانية اسطنبول في القرن الخامس عشر، تم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. أضاف العثمانيون أربع مآذن إلى المبنى وغطوا القبة الأصلية بخط معقد وأعمال قرميدية.

 

تأثير العمارة الإسلامية على الحمامات الشعبية التركية

 

كان للهندسة المعمارية الإسلامية أيضًا تأثير على تصميم الحمامات التركية المعروفة حيث كانت الحمامات جزءًا أساسيًا من الثقافة العثمانية، بمثابة أماكن للاسترخاء والتواصل الاجتماعي والتطهير. كانت الحمامات عادة ذات قبة مركزية وزينت بالبلاط المعقد والأعمدة الرخامية. من أشهر الأمثلة على الحمام في تركيا هو حمام Cagaloglu، الذي تم بناؤه في القرن الثامن عشر. يتميز الحمام بقبة مركزية وبلاط مزخرف و نافورة رخامية جميلة.




تأثير العمارة الإسلامية على القصور في تركيا 

بالإضافة إلى المساجد والمنازل والحمامات، كان للعمارة الإسلامية أيضًا تأثير على تصميم القصور التركية. اشتهرت الإمبراطورية العثمانية بقصورها الفخمة والتي غالبًا ما كانت مزينة بالبلاط المعقد و اعمال الخشب و الزخرفات والنقش التاريخي، والحدائق الجميلة والمناظر الخلابة.

يعد استخدام الأنماط من العمارة الاسلامية مثل الأنماط الهندسية، والخطوط الكوفية و الكتابات الدينية، والقباب والأقواس، والساحات الواسعة و فصل قسم خاص للنساء تحت اسم الحرملك، وملئ ساحات القصور بالمعالم المائية والنوافير وغيرها من الأنماط كلها تعتبر جوانب مهمة تميز القصور في تركيا و تأثير العمارة الإسلامية عليها. تخلق هذه الميزات إحساسًا بالانسجام والعظمة والهدوء والصفاء، والتي هي جوانب أساسية من تاثير العمارة الإسلامية.

 

قصر دولمة بهجة

يعد قصر دولما بهجة أحد أكثر الأمثلة شهرة في تصميم القصر العثماني، والذي تم بناؤه في القرن التاسع عشر. يقع القصر على مضيق البوسفور في اسطنبول وكان بمثابة مقر إقامة السلاطين العثمانيين حتى سقوط الإمبراطورية. يتميز القصر بمزيج من الطرز المعمارية الأوروبية والعثمانية، مع درج كبير وثريات كريستالية وزخارف سقفية مزخرفة.

تم تصميم القصر من قبل المهندس المعماري الأرمني Garabet Balyan وابنه Nigoğayos Balyan، و يتميز السطح الخارجي للقصر بتصميم متناسق، و يتميز المدخل الرئيسي للقصر بقبة كبيرة وبرجين مرتفعين يتمتعان باطلالة على البحر رائعة، كما أن واجهة القصر مزينة بأعمال حجرية متقنة وعناصر زخرفية. القصر محاط أيضًا بحدائق جميلة وله العديد من المعالم المائية، بما في ذلك النوافير والمسابح.

و من الداخل يتميز القصر بالعديد من القاعات والغرف الكبيرة، كل منها مزين بالبلاط المعقد والخط وأوراق الذهب. واحدة من أكثر الغرف إثارة للإعجاب هي قاعة الاحتفالات، وهي أكبر غرفة في القصر وتتميز بثريا كبيرة تزن أربعة أطنان ونصف. و سقفها مزين برسوم و شعارات الدولة العثمانية، والجدران مغطاة بورق الذهب والكثير من اللوحات الجدارية المتقنة.

شكل قصر دولما بهجة مقر رئيسي للسلاطين العثمانيين لنحو 50 عامًا و ذلك حتى نهاية الإمبراطورية عام 1922. وحتى بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، تم استخدام القصر كمقر رئاسي من قبل مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة. واليوم، يعد القصر متحفًا ووجهة سياحية شهيرة، حيث يقدم للزوار لمحة عن عظمة وفخامة العصر العثماني.



قصر توبكابي

و من قصر توبكابي الذي بني في القرن الخامس عشر من اجمل قصور الدولة العثمانية. حيث كان القصر بمثابة مقر إقامة السلاطين العثمانيين لأكثر من 400 عام وهو الآن متحف. يتميز القصر بالعديد من الساحات والحدائق الجميلة والمناظر الخلابة لمضيق البوسفور.

من أبرز سمات القصر استخدام الأفنية. يحتوي القصر على العديد من الساحات  و الباحات الخارجية المميزة، أكبرها هو الفناء الثاني الذي كان المدخل الرئيسي للقصر سابقا. يتميز هذا الفناء بنافورة جميلة والعديد من المباني التي تحيطها، مثل بناء قاعة الجمهور و مبنى جناح الملكة الخاص.

يحتوي القصر أيضًا على العديد من المباني التي تتميز بسماتها المعمارية المستمدة من العمارة الاسلامية. قاعة المجلس الإمبراطوري مثلا، هي عبارة عن مبنى مستطيل الشكل و قاعة كبيرة مزينة بالبلاط الجميل والخط و الكثير من الزخارف، و أسقفها مزينة بثريات كبيرة، و به قبة كبيرة وأربع قباب أصغر تشكل شكلًا مثمنًا. 

أما عم مبنى الحرملك / المبنى المخصص للنساء و حريم السلطان، و الدي هو مكون من مجموعة من الغرف المخصصة التي كانت تضم عائلة السلطان من النساء.حيث يتم الوصول إلى هذه الغرف من خلال سلسلة من الأفنية والقاعات و الصالات، وكل غرفة مزينة بالبلاط والزغارف و الكثير من الاث الفاخر و المزخرف.

 

العمارة التركية الحديثة

في العصر الحديث، اعتمد المهندسون المعماريون في تركيا على عناصر التصميم التقليدية هذه لإنشاء مبانٍ معاصرة تعكس التراث الثقافي للبلاد. على سبيل المثال، مسجد كوكاتيب في أنقرة، الذي اكتمل بناؤه في عام 1987، هو تفسير حديث لتصميم المساجد العثمانية التقليدية، مع قبة مركزية كبيرة وأربعة مآذن. كما أثرت العمارة الإسلامية على تصميم الأماكن العامة في تركيا. لتتميز العديد من المتنزهات والساحات بوجود نوافير وساحات قرميدية وعناصر أخرى تستحضر التراث الإسلامي للبلاد

في الختام، كان للهندسة المعمارية الإسلامية تأثير عميق على التراث المعماري لتركيا. إن إرث الإمبراطورية العثمانية، على وجه الخصوص، هو شهادة على براعة الإمبراطورية العثمانية معماريا ومهاراتها في تشييد تحف معمارية صدمت حتى اليوم. من القباب المهيبة للمساجد إلى أعمال البلاط المزخرفة في الحمامات و الاسواق الشعبية، تركت العمارة الإسلامية بصمة دائمة على العمارة التركية حفرت في التاريخ، و نراها تنعكس بشكل واضح بين الابنية والمساجد التركية الحديثة.

شركة عمران ترك شركة عقارية استثمارية تركت بصمتها في السوق العقاري التركي توفر عمران ترك، أفخم و أرقى الوحدات السكنية، مصممة بمزايا تناسب الجميع من كل الجنسيات، مع الاهتمام بجودة التشطيبات و الالتزام بمعايير السلامة و معايير البناء التركية، بمشاريع و مجمعات سكنية امتلكت إطلالة ساحرة على البحر تحتوي على جميع سبل الرفاهية ، موفرة خصومات وتسهيلات لعملائها على مدار السنة لضمان حصولهم على أفضل خدمة و بأنسب سعر. 

اجرت بحث حول تاريخ العمارة الإسلامية  في مختلف العصور عبر قناتها على اليوتيوب يمكنكم مشاهدتها من خلال هذا الرابط 

 

https://www.youtube.com/watch?v=IfRUAgoOGf8&list=PLJVKbbV4sjRsODE0XcAQtg5iyKpdppN1L

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية