خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
فرحة لا تدوم طويلا.. آلاف اليمنيين يتجرعون سنويا تبعات فوزهم بـ"اليانصيب" الأمريكي دون نجاح


بعيدا عن وسائل الإعلام وقضايا وسائل التواصل، يتجرع عدد كبير من اليمنيين سنويا، تبعات فوزهم باللوتري الأمريكي، المعروف بـ"اليانصيب"، دون نجاح في تحقيق "حلم" الهجرة، المنتظر منذ سنوات بفارق الصبر، أو إيضاح من الجهات المعنية.

فرحة لا تدوم طويلا، فبعد إشعار الشخص بالفوز باللوتري تبدأ رحلة طويلة من الخطوات، حيث يحظى بعضهم بفرصة تحديد موعد للمقابلة الشخصية بناء على موعد مسبق في إحدى سفارات واشنطن بالدول المجاورة، وذلك بعد أشهر طويلة من الانتظار والتجهيز، فيما ينتظر البعض تحديد موعد قد لا يأتي.

وخلال السنوات الأخيرة، لاسيما منذ تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمعروف بمعاداته لنظام الهجرة الى بلاده، رئيسا عام 2017، زاد عدد من يتم رفضهم أو لا يتم تحديد موعد للمقابلة بشكل ملحوظ، وهي سياسة استمرت وإن بشكل أخف في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، القادم من الحزب الديمقراطي، المشهور بتضامنه وتأييده لاستقدام المهاجرين من جميع بلدان العالم الى أمريكا.

يقدر أصحاب المكاتب ومقدمي البيانات عدد اليمنيين الذين تقدموا لبرنامج اليانصيب الأمريكي اخر مرة نوفمبر 2022، بأكثر من مليون و200 ألف شخص، بينهم دكاترة ومعلمون وموظفون حكوميون، وهي أعداد ترتفع من عام لآخر، خصوصا مع استمرار الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في البلاد وخلفت أكبر أزمة انسانية في العالم.

من هؤلاء يعلن قبول ما بين 2000 - 3 آلآف مواطن يمني فقط، حسب مصادر مطلعة، ومؤخرا وفي حالات نادرة، يصل عدد المقبولين إلى الثلث منهم، بعد إجراء المقابلات، فيما يتم رفض جزء كبير دون توضيح الأسباب التي تقف خلف ذلك.

ومن بين المرفوضين سنويا، أشخاص لم تحدد إدارة البرنامج الأمريكي مواعيد مقابلاتهم رغم الإعلان عن فوزهم باللوتري وهم الأقل ضررا، وآخرون يتم أحالتهم لإجراءات إدارية تستمر غالبا لأشهر، قبل أن يتم ابلاغهم بالرفض بعد خسائر مالية وضغوط نفسية جسيمة.

في حديث لـ"المصدر أونلاين" يقول ماجد القاضي إنه عاد الى اليمن بعد شهرين من الانتظار في جيبوني، مؤكدا أنه خسر ما يزيد عن 8 آلاف دولار بين مصاريف نقل ومعيشة وإقامة هناك، وأغلب هذه المبالغ ديون يتوجب عليه سدادها في القريب العاجل.

ويضيف أنه كان قد أجرى المقابلة في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في جيبوني مطلع شهر يوليو الفائت، مشيرا الى أنهم أخذوا جوازه وأبلغوه ان حالته تتطلب إجراءات إدارية قبل أن يبلغوه مؤخراً الأسبوع قبل الماضي بالرفض دون أي مبرر.

وأكد القاضي في الوقت ذاته صحة جميع بيانته، لافتاً الى الحالة النفسية والتجهيزات التي يعيشها المتقدمون قبل إجراء المقابلات، والتي تمتد في الغالب لأشهر.

أما سلمان محمد قال إنه أعلن عن اسمه ضمن الفائزين لعام 2021، وكان من المنتظر أن تتم دعوته لإجراء المقابلة في إحدى سفارات أمريكا هذه السنة، لكنه لم يتلقّ أي رد رغم قرب انتهاء موعد المقابلات نهاية الشهر الجاري.

وأشار الشاب سلمان الخريج من كلية التجارة في جامعة إب الى أنه كان قد دفع ما يقارب 1300 دولار لصاحب المكتب الذي قام بتسجيله في اليانصيب، وقام بتعبئة بياناته بعد الفوز، كما أشار الى أنه خسر ما يزيد عن 500 دولار لتعديل وترتيب وثائقه استعدادا للمقابلة في سفارة واشنطن بجيبوتي، والتي حددها عند تعبئة البيانات مكانا لإجراء المقابلة.

مصدر مطلع أرجع سبب عدم تحديد موعد مع عدد من الفائزين باللوتري، أو مع من سافروا ولم تتم مقابلاتهم كما حدث العام الماضي، الى ضيق الوقت وازدحام الطلبات في السفارة الأمريكية في جيبوتي والذي يختارها أغلب اليمنيين لإجراء المقابلات، سواء ممن كانوا ضمن لم الشمل او الفائزين باليانصيب وغيرها.

ويفضل اليمنيون جيبوتي لقربها وسهولة الدخول اليها بفيزا عند الوصول الى المطار.

وكان اليمنيون الفائزون سابقاً يحددون صنعاء، مكاناً لمقابلة القنصل الأمريكي، لكن بعد انقلاب ميليشيا الحوثي وسيطرتها على صنعاء ومحافظات أخرى ودخول البلاد في حرب طويلة، اضطروا لتحديد دول أخرى كجيبوتي وغيرها من البلدان لإجراء تلك المقابلات.

ومنذ بدء الحرب يغادر الفائزون اليمن إلى البلد الذي يحددونه للسفارة عقب ظهور أسمائهم ضمن الفائزين بموقع القرعة الأمريكي، ويأخذ الأمر حوالي 60 يوماً.

وعقب المقابلات مع القنصل الأمريكي، التي تبدأ من شهر (مايو حتى نهاية سبتمبر)، تخبر السفارة الفائز بـ"القبول" ومن ثم تأخذ الجواز لبدء المعاملة، أو "الرفض" لمشكلة ما، أو "إجراء اداري" (قد يكون قبولاً أو رفضاً)، والفئة الأخيرة هم الأكثر تضرراً كونهم يخسرون مبالغ كبيرة جراء فترة انتظارهم ويعودون إلى بلادهم دون فائدة.

ويعد برنامج "تأشيرة التنوع" عبر اليانصيب، من أقدم البرامج الأمريكية، وهو يتيح الفرصة، لكل من يحالفه الحظ على مستوى العالم، الهجرة إلى الولايات المتحدة مع عائلته للعيش والعمل هناك بشكل قانوني.

ويهاجر إلى الولايات المتحدة حوالي 55 ألف شخص سنويا، من مختلف أنحاء العالم، بينهم المئات من اليمنيين الذين يفوزون باليانصيب ويحالفهم الحظ عند اجراء المقابلات.

ومن المتوقع أن تفتح الولايات المتحدة التسجيل في "اليانصيب" للعام القادم، على الموقع الخاص بالهجرة في نوفمبر المقبل وتستمر هذه العملية لمدة شهر، ويتم اعلان نتائجها في مايو 2024م، ومع كل عام تتم مقابلة من سبق الاعلان اسماءهم في العام السابق.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.