ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

خبير عسكري: اختطاف الحوثيين السفينة تسويق سياسي وهناك تواطؤ للإيقاع بمنطقة البحر الأحمر

احتجزت مليشيا الحوثي، الأحد الماضي، سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، ليصبح ذلك الحدث تصعيداً جديداً على مستوى الإقليم جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبينما أكدت الميشيا في بيان على لسان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، اختطافها سفينة إسرائيلية على متنها إسرائيليون، قرب باب المندب، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تصريح للمتحدث باسمه، أفخاي أدرعي، بقوله إن السفينة "ليست إسرائيلية، ولا تحمل إسرائيليين.

والسفينة المحتجزة تحمل اسم  غالاكسي ليدر"، وتم احتجازها في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، حيث كانت في طريقها إلى ميناء "بيبافاف" في الهند.

وحسب موقع vesselfinder.com المتخصص بحركة السفن كانت تبحر بسرعة 17.5 عقدة، وكان متوقعا أن تصل إلى الهند في 23 نوفمبر. وهي حاملة مركبات تم إنشاؤها عام 2002.

ووفق وسائل إعلام أمريكية فقد حلَّقت طائرة هليكوبتر فوق السفينة، ونزل منها مسلحون، تولوا احتجاز السفينة. وبثت جماعة الحوثي مقطع فيديو يظهر مسلحين تابعين لها يستولون على سفينة الشحن.

وبعد تضارب الأنباء حول ملكيتها وعلاقة إسرائيل بها، أكدت مصادر عديدة أن السفينة، التي ترفع علم جزر البهاما، مسجلة لدى شركة بريطانية مملوكة جزئياً لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغار، الذي يلقّب برامي، وقد تم تأجير السفينة لشركة يابانية، وقت الاختطاف.

وعن الهدف من خطوة الحوثيين في اختطاف سفينة "غلاكسي ليدر؟"، وتأثيرها على مسار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ يقول الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية في اليمن الدكتور علي الذهب، في تحليل لموقع "بلقيس نت": إن "الهدف من قيام الحوثيين باختطاف السفينة هو تسويق سياسي للجماعة، التي تواجه انتقادات محلية، بسبب قضايا كثيرة في الحقوق والحريات، وكذلك خلق ورقة أمنية ضاغطة على الدول الكبرى في إطار التسوية السياسية، التي تجري حاليا في السعودية".

وأضاف الذهب: "ما قام به الحوثيون يذكِّرنا باختطافهم سفينة الروابي الإماراتية في يناير 2022، التي كانت قبل إعلان الهدنة، التي جرت المفاوضات عليها بوساطة عُمانية وأممية.. فالغرض من هذه العملية هو جني مكاسب سياسية على حساب القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن "حمولة السفينة المختطفة من السيارات يعد قرصنة، بينما تحقق لهم مكاسب كثيرة، ستوظف في الجانب العسكري، بالإضافة إلى أنها رسالة انتهازية وُجهت للفلسطينيين بأن الحوثيين معهم، وأنهم أكثر قومية، وأكثر حضور، مقارنة بالدول الأخرى، ولكن يبقى ما قاموا به قرصنة يرقى إلى مستوى الإرهاب؛ لأن ما حدث لسفينة مدنية، وليست عسكرية، وليست حكومية، تتبع حكومة نتنياهو".

وأوضح الخبير العسكري أن "التأثير على مسار العدوان الإسرائيلي على غزة هو تأثير ضئيل جداً؛ لأن معظم الإمدادات، التي تأتي إلى إسرائيل من الغرب، عن طريق البحر الأبيض المتوسط، بينما بعض الإمدادات التقنية والنفطية أو السلعية، التي يستفيد منها الاحتلال الصهيوني، قد تؤثر على تدفقها، وبالوقت نفسه تكاليف كبيرة في التدابير والإجراءات، التي ستقوم بها البحرية الإسرائيلية في مواجهة مثل تلك الأنشطة".

وأكد الذهب لموقع "بلقيس نت" أن "الإشارة عالمياً الآن، وكأن الحوثيين هم الدولة والقوة التي تمثل اليمن، يُقزم دور الحكومة الشرعية، في حين أنهم جماعة ما دون الدولة، تمارس أعمال قرصنة إرهابية، الهدف منها جني مكاسب سياسية وتكسّب غير مشروع على نحو ما تقوم به جماعات العنف المسلحة".

وعمّا إذا كانت إيران تحرك وكلاءها لإيقاع أكبر ضغوطات على الجانب الإسرائيلي، ذهب الخبير العسكري إلى أن" إيران تدعم الحوثيين من دون شك، وذلك عبر السفينة الإيرانية في البحر الأحمر، التي تقدم لهم الدعم اللوجستي والأمني والاستخباراتي؛ لكن هل هي متورطة في اختطاف السفينة، اعتقد أن الحوثيين مقاتلون بالوكالة عن إيران وحزب الله، وهذا القتال في ميدان آخر بعيدا عن هذا الصراع، ولو لجأ إلى بدائل أخرى لكان مقبولا مثل استهداف السفن العسكرية، أو الحربية، أو حتى السفن الحكومية التابعة لإسرائيل، وليس السفن التجارية، فهل عجز الأمريكيون عن مراقبة اختطاف سفينة، وتحليق طائرة مروحية، هذا دليل على أن هناك تواطؤا ومحاولة الإيقاع بالمنطقة، بحيث يتم عسكرة البحر الأحمر، ومن ثم احتلال الجزر والموانئ".

وما أن يمكن أن تصبح منطقة البحر الأحمر في المستقبل محورا لمواجهات أخرى، خلص الخبير العسكري علي الذهب إلى أنه "حتى اللحظة لا يوجد من يستطيع أن يحدث شاغلا أمنيا قويا على النحو الذي يحدثه الحوثيون في منطقة البحر الأحمر، حتى جماعة الشباب في الصومال تراجع دورها، فلذلك برأيي لن يكون هناك مواجهات عنيفة، لكن ستزداد عسكرة البحر الأحمر، وتزداد الضغوط على الحكومة اليمنية في إرساء قواعد عسكرية في الموانئ الخاضعة تحت سيطرتها، أما ما دون ذلك فإن حتى إيران اعتقد بأنها عاجزة على أن تحرك أكثر مما فعلته مع الحوثيين".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.