ذكرى الإستقلال والنهاية المأساوية لبطل الإستقلال .
يصادف اليوم 30 نوفمبر 2023م الذكرى ال 56 لاستقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني . وفي مثل هذا اليوم من كل عام يتذكر ابناء اليمن ابطال وشهداء الإستقلال وفي مقدمتهم رافع علم الإستقلال المناضل قحطان الشعبي ، واسمه بالكامل قحطان محمد الشعبي من مواليد 1923 م في وادي شعب بمنطقة الصبيحة محافظة لحج ، وقد توفي والده قبل ولادته بثلاثة أشهر فكفله ورعاه قريبه الشيخ عبد اللطيف الشعبي الذي أشرف على تعليمه القراءة والكتابه وحفظ أجزاء من القرآن الكريم ثم أنزله إلى عدن للدراسة هناك حتى تم ابتعاثه للدراسة الجامعية في السودان ، تخرج منها مهندسا زراعيا وعاد إلى الجنوب وعمل في أكثر من مكان وفي منتصف الخمسينات بدأ نشاطه السياسي ضد الو جود البريطاني وكان له تأثير قوي وأصبح من المطلوبين للسلطات البريطانية في عدن وتمكن عام 1958م من الهرب إلى تعز ثم إلى القاهرة وطلب هناك اللجوء السياسي ،
في القاهرة انضم الى حركة القوميين العرب فرع اليمن الذي كان قد أسسها بشكل سري صهره فيصل عبد اللطيف الشعبي أثناء دراسته هناك وقد اصدرا كل من (قحطان وفيصل ) كتابا في القاهرة عام 1959م اسمياه ( إتحاد الإمارات المزيف مؤامرة عل الوحدة العربية ) ردا على إعلان بريطانيا اتحاد الجنوب العربي ، كم أصدر قحطان كتابا آخر في مايو 1962م قبل قيام ثورة سبتمبر بإربعة أشهر تحت عنوان (الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن ) وهو من أهم المراجع عن تلك الفترة .
بعد قيام ثورة سبتمبر عاد قحطان ورفاقه إلى صنعاء وعين مستشار للزعيم السلال لشؤون الجنوب ثم وزيرا لشؤون الجنوب المحتل .
أسس في الشمال جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والذي أصبح إسمها بعد ذلك الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وظل أمينا عاما لها حتى الاستقلال .
عمل قحطان الشعبي بكل امكانياته على دعم الكفاح المسلح للثوار في الجنوب منطلقا من الشمال . شارك في الكثير من المعارك وحمل القضية في الكثير من المحافل الدولية ، قابل عبد الناصر أكثر من مرة تزعم وفد الجبهة القومية الممثل الوحيد لجنوب اليمن في مفاوضات الاستقلال بجنيف بعد (أن تم القضاء على رجال جبهة التحرير في معارك دامية مع الجبهة القو مية وفرار من بقي منهم إلى الشمال )..
وقع قحطان وثيقة الاستقلال عن الجانب اليمني وقد خرجت عدن عن بكرة ابيها الى المطار والطرقات في 30 نوفمبر 67م لاستقبال طائرة البطل قحطان الشعبي ورفاقه و الذي تم انتخابه من قبل الجبهة القومية كأول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وهو الاسم الذي ظل حتى عام 69م ليتحول إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى 22 مايو 1990م ،
استمر قحطان الشعبي في الحكم حتى 22 يونيو 1969م وهو اليوم الذي اجبرته فيه العناصر اليسارية والتي كانت قد احكمت قبضتها على الوضع اجبرته على تقديم استقالته ومعه كذلك فيصل عبد اللطيف الشعبي الذي شكل الحكومة قبلها بشهرين ..
فرضت عليهم السلطة الجديدة الإقامة في منزليهما لأيام ثم تم نقلهم إلى زنازين سجن الفتح وفي عام 1970م تم قتل فيصل عبد اللطيف داخل زنزانته ونقل الرئيس قحطان إلى السجن داخل كوخ خشبي في منطقة دار الرئاسة ، ومنع عنه كل شي رغم توسط الكثير من الزعماء لدى الرفاق في عدن إلا أنهم قوبلوا بالرفض ، وتحول قحطان في الأشهر الأخيرة من حياته إلى هيكل عظمي . خاصة وهو يستعرض في مخيلته شريط كفاحه ونضاله وكيف كانت النهاية ؟ وفي يوم 7 /7 من العام 1981م لفظ بطلنا انفاسه الأخيرة داخل ذاك الكوخ الخشبي . اما زوجته وهي الشقيقة الوحيدة لرفيق دربه ونضاله فيصل عبد اللطيف الشعبي فقد توفيت عام 1998م في العاصمة صنعاء ... رحم الله بطل الاستقلال قحطان محمد الشعبي ورحم الله كل شهداء الاستقلال.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية