هل يجب على الولايات المتحدة الدخول في حرب مع الحوثيين؟

وصف تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي” عدم تدخل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن “بشكل حاسم في البحر الأحمر” بـ”الخطأ الكبير”، بعد أن هددت الهجمات التي شنتها الجماعة المدعومة من إيران خطوط الملاحة الدولية.

وأشار معد التحليل، ستيفن كوك، وهو كاتب وباحث متخصص بدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في “مجلس العلاقات الخارجية”، إلى أن الظروف تتطلب “قتال الحوثيين الآن”، خاصة مع تنامي التهديد للشحن التجاري في البحر الأحمر.

وكثفت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن في البحر الأحمر لإظهار دعمها لحركة “حماس” التي تخوض قتالا مع إسرائيل في قطاع غزة.

وتستهدف الهجمات ممرا يسمح للتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس توفيرا للوقت والنفقات بدلا من الدوران حول القارة الأفريقية. ودفعت الهجمات بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها، في وقت سابق من ديسمبر، لتجنب المنطقة.

وطرح الكاتب تساؤلات بشأن كيفية إفلات الحوثيون من تغيير البحر الأحمر إلى منطقة محظورة على جميع خطوط الشحن باستثناء عدد قليل منها، خاصة وأن حرية الملاحة هي مصلحة عالمية أساسية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن التردد الأميركي تنبع من توسع نطاق الحرب التي تشهدها غزة في المنطقة.

الحرب الأهلية في اليمن، ليست مفهومة جيدا في واشنطن، وفق رأي الكاتب، الذي يرى أن الإدارات الأميركية انصبت في تركيزها على مشاركة قوى إقليمية بها في المنطقة، مثل السعودية، ويرى أن حقيقة معاداة الحوثيين للولايات المتحدة ضاعت.

وأعاد التحليل التذكير بما فعلته جماعة الحوثي، في اليمن أو حتى في الإقليم، باستخدام الأطفال كجنود، واضطهاد كل من يقاومهم في الداخل، وإغلاق الموانئ والتحالف بشكل مباشر مع إيران، وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على الإمارات والسعودية.

واختلفت الديناميكية التي تتعامل فيها الإدارة الحالية مع الحوثيين عما كانت عليه في زمن الرئيس السابق الجمهوري، دونالد ترامب، إذ قامت إدارة بايدن بإلغاء تصنيفهم كجماعة إرهابية.

ويشير التحليل إلى أن أي قرار أميركي بشن ضربات على الحوثيين قد يمكن تفسيره بأنه عمل من أعمال الحرب لدعم إسرائيل، وهو ما قد يتعارض مع ما تؤيده القاعدة الانتخابية الديمقراطية الأميركية للرئيس.

ليس هذا السبب الوحيد الذي يمنع إدارة بايدن من اتخاذ مثل هذا القرار، وفق ما يراه كاتب التحليل، ويقول إن هناك إحساس بأن أي تحرك ضد الحوثيين، سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب في غزة، وهو ما لا تريده واشنطن، ولهذا وضعت البحرية الأميركية في وضع دفاعي، لإسقاط الطائرات والصواريخ الحوثية التي تستهدف سفن الشحن.

ويجادل التحليل بأن الرد على الحوثيين يختلف عن التدخلات الأميركية في المنطقة، فهو لا يهدف إلى تغيير نظام وإعادة تشكيل مجتمعات، بل يعتبر خطوة هامة لحماية مصلحة وطنية.

وأشار إلى أنه رغم الصعوبات التي واجهت واشنطن خلال العقود الثلاثة الماضية، لا تزال لدى الولايات المتحدة مصالح في المنطقة، وحرية الملاحة هي واحدة منها.

واتفقت عدة دول بقيادة الولايات المتحدة، في 19 ديسمبر، على تسيير دوريات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لحماية سفن الشحن التجارية من الهجمات التي تشنها حركة الحوثي اليمنية في المنطقة، ضمن عملية “حارس الازدهار”.

وتقول الولايات المتحدة إن “حارس الرخاء” هو تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر نقطة شحن حيوية في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن.

وتستخدم نحو ثلث بضائع سفن الشحن العالمية هذا الطريق التجاري ومن المتوقع أن يضيف تحويل مسار السفن حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية ما يصل إلى مليون دولار أخرى للوقود لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.

وغيرت الشركة مسار بعض البضائع المتجهة إلى موانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة من قناة السويس إلى قناة بنما، المتضررة أصلا من موجة جفاف أبطأت حركة الشحن فيها، كما حولت مسار شحنات أخرى متجهة للساحل الغربي عبر الطريق المباشر الذي يقطع المحيط الهادي.

ولا يزال وضع قناة السويس سريع التغيير وتسعى شركات شحن كبرى مثل ميرسك وسي.إم.إيه-سي.جي.إم لاستئناف العبور في القناة بمرافقة عسكرية في البحر الأحمر.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية