ماذا تعرف عن "تجمع الكبار".. مجموعة السبع؟
مجموعة الدول السبع (G-7) ليست منظمة دولية، بل منتدى غير رسمي نشأ عام 1975، ويضم الدول الصناعية الرائدة في العالم، وهي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية وإيطاليا وكندا واليابان.
في الثاني من سبتمبر/أيلول 2022، اتفقت مجموعة دول السبع على المضي قدما في تحديد سقف لأسعار النفط الخام الروسي، في محاولة لإعادة ضبط أسعار الخام عالميا وخفض إيرادات روسيا من مبيعات النفط.
مجموعة السبع تهدف في المقام الأول من وراء قرارها الأخير إلى إلحاق هزيمة "مالية" بروسيا، التي تحصد ثمار ارتفاع أسعار الطاقة التقليدية، كالنفط الخام والغاز الطبيعي وحتى الفحم، وهو ما ردت عليه موسكو بالتهديد بوقف صادراتها من الطاقة إلى الدول التي تنخرط في هذه العملية وتشدد الضغوط الاقتصادية على روسيا.
النشأة والتأسيس والعضوية
في عام 1973، اجتمع وزراء المالية بدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية وإيطاليا وكندا واليابان لوضع أسس لمجموعة الدول الصناعية السبع.
عقدت القمة الأولى (غير الرسمية) لهذا الكيان عام 1975، عندما اجتمع قادة 6 دول: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية وإيطاليا واليابان، "لتبادل الأفكار والحلول المحتملة" لأزمة الاقتصاد العالمي، وفي العام التالي انضمت كندا لهذه المجموعة.
وفي عام 1977، انضم رئيس المفوضية الأوروبية إلى المناقشات، وبدءًا من عام 1994، انضمت روسيا أيضا إلى المناقشات، وأصبحت المجموعة تُعرف باسم مجموعة الثمانية (G8) أو "المجموعة السياسية الثمانية".
في الفترة الممتدة بين 1998 و2014 كانت روسيا عضوا رسميا بالمجموعة، وخلال هذه الفترة كانت المجموعة تسمى مجموعة الثماني "جي8" (G-8)، وفي يوليو/تموز 2006 استضافت مدينة سان بطرسبورغ الروسية القمة 32 للمجموعة.
في عام 2014، تم تعليق عضوية روسيا في المجموعة إلى أجل غير مسمى بسبب ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، مما أدى فعليًا إلى حل مجموعة الثماني.
يعد الاتحاد الأوروبي في بعض الأحيان العضو -بحكم الواقع- الثامن في مجموعة السبع؛ نظرًا لأنه يتمتع بجميع حقوق ومسؤوليات الأعضاء الكاملين باستثناء رئاسة الاجتماعات أو استضافتها.
ورغم أن الصين هي الدولة الأكبر من حيث عدد السكان وثاني أكبر اقتصاد في العالم فإنها ليست عضوا في المجموعة، إذ تُعد ثروات الصين أقل نسبيا من أعضاء مجموعة الدول السبع، ووفقا لحساب نصيب الفرد من ثروات البلاد لا تعد الصين من دول الاقتصادات المتقدمة حسب مقياس دول المجموعة، رغم عضويتها في مجموعة العشرين، واحتوائها على مدن ضخمة حديثة مثل شنغهاي.
يمثل سكان مجموعة دول السبع نحو 10% فقط من سكان العالم، لكنهم ينتجون نحو 45% من الدخل القومي الإجمالي في العالم.
منتدى غير رسمي
مجموعة الدول السبع ليست منظمة دولية، بل هي منتدى غير رسمي، ولا يمكنها اتخاذ قرارات ملزمة قانونا، ولكنها تنسق المواقف والمبادرات المشتركة في مختلف مجالات السياسة العامة، ويتم الإعلان عن النتائج في بيانات تصدر باسم المجموعة ككل.
رغم أن مجموعة دول السبع قد لا تتفق على قرارات ملزمة، فإن مواقفها المشتركة في صياغتها لها وزن سياسي كبير، لا سيما أن مؤتمرات قمة مجموعة السبع تمهد الطريق دائما للمبادرات والاتفاقات متعددة الأطراف.
الأهداف
في البداية، أراد رؤساء الدول والحكومات السبع الأعضاء التحدث فقط عن القضايا المالية والنقدية عبر دائرة صغيرة، إلا أن جميع الموضوعات المهمة عالميا تقريبا باتت اليوم مدرجة على جدول الأعمال، وفي السنوات الأخيرة انصب التركيز على الاقتصاد العالمي، والسياسة الخارجية والأمنية، والتنمية، والهجرة، وتغير المناخ.
أبرز الإنجازات
منذ إنشائها في أوائل السبعينيات، ناقشت المجموعة الأزمات المالية والأنظمة النقدية والأزمات العالمية الكبرى مثل نقص النفط.
في عام 1996، وبالتعاون مع البنك الدولي، أطلقت مجموعة السبع مبادرة لصالح 42 دولة فقيرة مثقلة بالديون، جنبًا إلى جنب مع مبادرة متعددة الأطراف لتخفيف عبء الديون، حيث تعهدت عام 2005 بإلغاء ديون المؤسسة الإنمائية الدولية للبلدان التي مرت ببرنامج "المبادرة متعددة الأطراف لتخفيف عبء الديون".
حققت المجموعة بعض النجاحات المهمة، أبرزها إنشاء صندوق دولي لمكافحة أمراض الإيدز والسل والملاريا، وتقول إنه أنقذ حياة نحو 27 مليون شخص منذ عام 2002.
كانت مجموعة السبع القوة الرئيسية المحركة وراء تفعيل اتفاقية المناخ الموقعة في باريس عام 2016، حتى مع تقديم الولايات المتحدة طلب الانسحاب من الاتفاقية في ذلك الوقت.
عبر هذا التجمع تلتزم الدول الأعضاء بمبادئ وقيم مهمة مثل الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، فضلا عن الازدهار والتنمية المستدامة.
في عام 2015، وخلال قمة المجموعة التي عقدت في قصر إلماو بولاية بافاريا الألمانية، حددت مجموعة السبع هدف انتشال 500 مليون شخص من الجوع بحلول عام 2030.
انتقادات
تعرضت المجموعة لانتقادات بسبب عضويتها ذات الطراز القديم والمحدود، والتمثيل العالمي الضيق، وعدم الجدوى، كما أنها محطّ معارضة جماعات ضد العولمة، التي تتظاهر غالبًا أثناء عقد مؤتمرات المجموعة.
الاجتماعات
يجتمع رؤساء حكومات الدول الأعضاء -بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي- بشكل سنوي في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع، كما يجتمع غيرهم من المسؤولين رفيعي المستوى لدول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي على مدار العام.
لا يستند عمل مجموعة الدول الصناعية السبع إلى معاهدة، وليس لها مقرّ دائم أو أمانة، وتتناوب رئاستها سنويا بين الدول الأعضاء، وهكذا تتولى الدولة الرئيسة مهمة تحديد أولويات المجموعة، واستضافة وتنظيم قمتها.
يتم تحديد محتوى الاجتماع من قبل الدولة المضيفة، وتكون هناك اجتماعات أولية للمجموعة في مجموعات صغيرة للتنسيق وطرح المواضيع، ويكون ذلك بالتنسيق والتعاون على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، وهي تنسق المواقف باستمرار، كما يتم عقد اجتماع قمة كل عام.
لم تعقد قمة المجموعة عام 2020 التي كان مقررا عقدها في كامب ديفيد بالولايات المتحدة في يونيو/حزيران 2020 بسبب جائحة كورونا، لكنها استأنفت اجتماعاتها في العام التالي في بريطانيا، وفي عام 2022 استضافت ألمانيا اجتماع القمة.
تتمتع المفوضية الأوروبية بصفة مراقب، ويشارك الممثلون الرئيسيون للاتحاد الأوروبي في قمم مجموعة السبع، ومنذ بضع سنوات حتى الآن دعيت البلدان الناشئة والنامية أيضا كضيوف.
مجموعة السبع مقابل مجموعة العشرين
عندما بدأت الدول النامية تمثيل جزء أكبر من الاقتصاد العالمي، أصبح هناك ضرورة لإنشاء منتدى أوسع يضم تلك الاقتصادات الناشئة، واستجابة لذلك تم إنشاء مجموعة العشرين (G-20) عام 1999.
تضم مجموعة العشرين جميع أعضاء مجموعة السبع، بالإضافة إلى 12 دولة إضافية بينها تركيا والصين والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا، بجانب عضوية الاتحاد الأوروبي.
المصدر : الجزيرة
التعليقات