تحت عنوان "الحرية والاستقلال لفلسطين".. رؤساء برلمانات ينددون بـالعدوان على غزة
ندد رؤساء برلمانات من مختلف دول العالم، الجمعة، بالعدوان الإسرائيلي على غزة والدعم الغربي وخاصة الأمريكي للهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع والضفة الغربية، مطالبين بفرض وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لأهالي القطاع.
جاء ذلك في كلمات ألقوها أمام مؤتمر: "برلمانيون من أجل القدس"، الذي انطلق بمدينة إسطنبول في وقت سابق الجمعة، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحت عنوان "الحرية والاستقلال لفلسطين" وشارك فيه أكثر من 500 شخص من 80 دولة حول العالم.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان) فيصل الفايز: "ينعقد هذا المؤتمر في وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة تهديدًا وجوديًا، واستهدافًا متعمدًا وممنهجًا" من قبل إسرائيل.
وأضاف أن إسرائيل "ترتكب بشكل يومي منذ حوالي ثمانية عقود أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني"، لكن "عدوانها (بحق هذا الشعب العربي) أصبح أكثر دموية وبشاعة بعد أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي"، في إشارة إلى الهجوم المباغت الذي شنته فصائل فلسطينية على مستوطنات محاذية لقطاع غزة.
وتابع الفايز مستنكرًا: "مع الأسف، لا يزال ضمير عديد الأنظمة السياسية التي تدعي إيمانها بقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان (في إشارة إلى الولايات المتحدة ودول غربية) في سبات عميق رغم ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي الغاصب من قتل وجرائم حرب وتدمير ممنهج لكافة مقومات الحياة في غزة".
ولفت إلى أن "عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة (جراء الحرب الإسرائيلية) تجاوز حتى يومنا هذا، قرابة 35 ألف شهيد، ونحو 80 ألف جريح، أغلبهم من النساء والأطفال والنساء، يضاف إلى ذلك المقابر الجماعية المكتشفة وآلاف المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة".
وقال: "مع ذلك ما يزال الضمير الإنساني مع الأسف أيضًا يغض الطرف عن جرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان المحتل".
وأردف: "إننا كبرلمانيين نؤكد أن المجتمع الدولي هو السبب الرئيس لكل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني (من مظالم على يد إسرائيل)؛ بسبب إدارة ظهره للعدالة وحقوق هذا الشعب، وبسبب صمته على جرائم إسرائيل البشعة وتركها دولة خارجة على القانون، ضاربة بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية".
ووصف الفايز معاملة الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل بأنها كمعاملة "الطفل المدلل الذي من حقه أن يفعل ما يريد وفي الوقت الذي يريد".
على النحو ذاته، استنكر رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (نيابي استشاري) محمد تكالة دعم الولايات المتحدة ودول غربية للعدوان الإسرائيلي الحالي على غزة.
وقال: "نلتقي اليوم والشعب الفلسطيني الأبي في غزة الصامدة يقاوم وحيدًا بإمكانياته المحدودة أعتى ما أنتجته الآلة الحربية الحديثة، ويواجه بمفرده أشرس هجمة في التاريخ".
وأضاف: "أمام ما يجري على الأراضي الفلسطينية المحتلة تقع علينا جميعا، وإن تفاوتت ظروفنا، مسؤولية نُصرة أهالي غزة الجريحة من خلال إدانة شديدة للغطرسة الإسرائيلية واستنكار صريح لدعم عديد القوى لهذا العدوان الغاشم، ووقفة صادقة في التمسك بالقدس عاصمة للفلسطينيين".
كذلك ندد رئيس مجلس الشيوخ الصومالي (الغرفة الثانية بالبرلمان الفيدرالي) عبدي حاشي عبد الله الموقف الدولي إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال عبد الله: "لو أن ما يحصل للفلسطينيين (في غزة) يحصل في أماكن أخرى من العالم لكانت المسألة والمحاسبة تتم فورا، لكن المجتمع الدولي يخاف على أمن إسرائيل المدججة بالأسلحة الغربية".
وأضاف: "موقف الصومال (إزاء القضية الفلسطينية) كان واضحا منذ البداية؛ حيث رفضنا بشكل قاطع اتهام حركة حماس بالإرهاب، وصرح بأنها حركة مقاومة وطنية تدافع عن ترابها وأبناء شعبها".
وتابع: "كما أننا نؤكد ونؤمن أن الحل العادل لقضية الفلسطينية يتمثل في إنشاء دولة فلسطينية حرة وتتمتع بالسيادة وعاصمتها القدس وفق حدود عام 1967".
كذلك، استنكر مجلس النواب اليمني (الغرفة الأولى للبرلمان) سلطان البركاني عدم تحرك الولايات المتحدة والدول الغربية لوقف العدوان على غزة.
وقال: "لم يستيقظ الضمير العام للحكومات التي تمتلك الحول والقوة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي أرادت أن تذر الرماد على العيون".
كذلك شهد المؤتمر، الجمعة، إلقاء كلمات أخرى لرؤساء برلمانات دول ساحل العاج وبروندي وغامبيا والسنغال وبوليفيا والبوسنة والهرسك وجمهورية شمال قبرص، والتي تضمنت تنديدات بالدعم الأمريكي والغربي للهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة والضفة الغربية، مطالبين بفرض وقف لإطلاق النار في القطاع.
وتحت عنوان "الحرية والاستقلال لفلسطين"، تتواصل الدورة الخامسة لمؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" في إسطنبول على مدى 3 أيام، بمشاركة قرابة 600 برلماني من أكثر من 75 دولة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".
وبموازاة حربه على غزة، صعَّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على فلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى مقتل 489 فلسطينيا وإصابة نحو 4 آلاف و900، حسب مؤسسات فلسطينية معنية.
التعليقات