لماذا رفضت مصر دخول قواتها مع دول عربية إلى قطاع غزة؟.. خبراء يجيبون
أكد خبراء عسكريون مصريون أن أسباب رفض القاهرة دخول قوات عربية إلى غزة تتعلق بالمساعي الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، وخوف الدول العربية من أن تكون شريكا في هذه الجريمة.
وأوضح اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي المصري، أن الولايات المتحدة تخطط لتشكيل قوة عربية مشتركة للدخول إلى قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل لضمان إجراء انتخابات تستبعد حركة حماس من الحكم.
وأضاف فرج: "في البداية، عرضت الولايات المتحدة على مصر إدارة قطاع غزة، لكن القاهرة رفضت تماما التواجد في القطاع، كما رفضت وجود أي قوة عربية أو أممية، وشددت على أن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة الوحيدة عن إدارة غزة".
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى للسيطرة على أجزاء من قطاع غزة وتشكيل حكومة من العشائر الموالية لها، لضمان تحقيق أهدافها وإبعاد السلطة الفلسطينية وحركة حماس. وأضاف أن السلطة الفلسطينية تسعى للتصدي لمخططات إسرائيل وإعادة هيكلة نفسها ودمج باقي فصائل المقاومة.
وأكد فرج أن "حركة حماس ما زالت متحفظة في الرد على مقترح القوة العربية لكنها ترفض الخروج من المشهد السياسي في غزة أو حتى فكرة إلقاء السلاح". كما أوضح أن إسرائيل تسعى للسيطرة على معبر رفح وفرض سياسة الأمر الواقع لإجبار مصر على التعاون معها في إدارة القطاع، لكن القاهرة رفضت تماما التنسيق مع حكومة الاحتلال، مشددة على أن معبر رفح يجب أن يعود للعمل كما كان تحت إدارة السلطة الفلسطينية.
وشدد فرج على أن "مصر لن تقوم بالتنسيق أو التعاون مع أي قوات عربية أو دولية تتواجد في المعبر الفلسطيني، لأن ذلك يعد مخالفا لكافة الاتفاقات والتفاهمات السابقة".
بدوره، قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري، إن "مشاركة قوات عربية في إدارة غزة موضوع حساس جدا ويتم مناقشته في الغرف المغلقة". وأشار إلى أن الدول العربية، خاصة التي لديها اتفاق سلام مع إسرائيل، رفضت المشاركة في هذه القوة، لأنها قد تتسبب في خسائر كبيرة بسبب الانتقادات التي ستتعرض لها من شعوبها على خلفية مشاهد الدمار وجرائم القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد عبد الواحد أن إسرائيل ترغب في توريط الدول العربية بقطاع غزة لتنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية تحت أعين القوات العربية، لتلقي باللوم عليهم أمام العالم وشعوبهم وتفلت من العقاب على جرائمها.
وأضاف عبد الواحد أن "أسباب رفض الدول العربية المشاركة في القوة التي دعت إليها الولايات المتحدة هي المساعي الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، وخوف الدول العربية من أن تكون شريكا في هذه الجريمة التي لن يغفرها التاريخ".
واختتم قائلا إن إسرائيل ترغب في تقسيم قطاع غزة إلى أجزاء في وجود القوات العربية لتوهم العالم أن تحركاتها بمباركة العرب، وتضفي الشرعية على جرائمها، مؤكدا أن ذلك لن يحدث.
التعليقات