متحف القوات الجوية التركية.. معلم سياحي وذاكرة الطيران العسكري
يسلّط متحف "القوات الجوية التركية" بالعاصمة أنقرة، الضوء على تاريخ الطيران العسكري في البلاد، ويفسح مجالا واسعا للبحث والدراسات المتعلقة بهذا الشأن.
ويضم المتحف إلى جانب الطائرات الحربية التي خدمت في القوات الجوية، أنظمة الأسلحة المستخدمة في الطيران العسكري، والذخائر، وأنواع وأحجام مختلفة من الأسلحة.
وقال مسؤولون في المتحف للأناضول، إن افتتاح المتحف تم في 18 سبتمبر/ أيلول 1998 بمنطقة إيتيمسغوت في أنقرة من قبل القائد العام للقوات الجوية آنذاك الفريق أول إيلخان قليج، وصبيحة كوكجن ابنة مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية بالتبني، وأول امرأة تقود طائرة في تركيا.
وتم إنشاء المتحف لمحاكاة التطور الاجتماعي والتاريخي والتقني الذي مرت به القوات الجوية التركية، وإظهار تأثيرها والمهمات التي نفذتها عبر التاريخ، ولتعزيز مشاعر الوحدة والتضامن الوطني بين الشعب التركي.
**قسمان للعرض
كما يهدف إنشاء المتحف إلى توفير بيئة للبحث العلمي والدراسات المتعلقة بالتاريخ العسكري، وللحفاظ على المقتنيات التي توثق هذا الجانب.
ويتكون المتحف من منطقة عرض مفتوحة تبلغ مساحتها 62 ألف متر مربع، ومنطقة عرض مغلقة بمساحة 2000 متر مربع.
وفي المدخل من منطقة العرض المفتوحة، تقف تماثيل وسير مختصرة عن شخصيات هامة في تاريخ الطيران التركي، مثل محمود شوكت باشا، وزكي دوغان، وصبيحة كوكجن.
وفي القسم نفسه، يتم عرض أنظمة الأسلحة الأرضية التي دخلت ضمن ملاك القوات الجوية، وأنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى مجموعة من الرادارات، وصواريخ "نايك" للدفاع الجوي على ارتفاعات عالية، والتي تعود لخمسينيات القرن الماضي.
وفي منطقة العرض المفتوحة، تُعرض طائرات مقاتلة، وطائرات استطلاع وتدريب ونقل واتصالات، والتي خدمت في القوات الجوية التركية، بالإضافة إلى مروحيات وطائرات مهداة من هنغاريا مثل (MIG-21)، ومن باكستان مثل (MIG-19)، ومن بلغاريا مثل (MIG-17).
ومن بين الطائرات المعروضة أيضا، طائرات فريق الاستعراضات (الأكروباتي) للقوات الجوية، مثل F-86E (البجع الطائر)، وF-5A (النجوم التركية)، وطائرات استخدمت في مهام بعملية السلام في قبرص مثل (F-84G)، و(F-100C)، و(F-104G).
كما تعرض في المنطقة ذاتها أول طائرة ذات جناح دلتا دخلت ضمن ملاك القوات الجوية التركية، وهي (TF-102A)، بالإضافة إلى AK-1 (الأجنحة الذهبية) التي قامت برحلة بين إسطنبول والقاهرة عام 2001.
وتضم المنطقة نفسها أيضا محركات لطائرات (F-100) و(F-104)، وأنظمة صواريخ جو– جو، وجو– أرض، ومجموعة من الذخائر التي استخدمت من قبل القوات الجوية في مختلف الفترات.
**معروضات المنطقة المغلقة
أما منطقة العرض المغلقة في المتحف، فتتألف من طابقين، حيث تعرض في الطابق الأول نماذج محاكاة لأول تجارب الطيارين التركيين حسن جلبي وهزارفن أحمد جلبي، ومعرض "تاريخ الطيران التركي والعالمي" الذي يستعرض تاريخ الطيران التركي والعالمي من خلال مجموعة غنية من الصور والوثائق.
وفي القاعة نفسها توجد نماذج مصغرة للطائرات، وأنظمة الأسلحة الجوية المستخدمة منذ تأسيس القوات الجوية التركية.
كما تعرض في الطابق نفسه نماذج مصغرة بنسبة لأولى الطائرات المحلية الصنع من طراز "أوغور" (Uğur)، و"PZL 24"، وطائرة "مايلز ماجستير" (Miles Magister) التي تم تصنيعها في مصنع الطائرات بقيصري (وسط تركيا) في عام 1941.
بالإضافة إلى تماثيل وسير شخصية عن القادة الذين تولوا قيادة القوات الجوية منذ تأسيسها، وبيارق القيادات والأركان والقواعد التابعة للقوات الجوية، ومحركات لطائرات من أنواع مختلفة، وكابينة طائرة (F-5A).
وبشأن الطابق الثاني من منطقة العرض المغلقة، تُعرض ملابس ومعدات الطيران التي استخدمها طيارو الفريق الأكروباتي في القوات الجوية التركية، وسيرة صبيحة كوكجن، ومعدات طيرانها وميدالياتها وأسلحتها، ومجموعة من الهدايا التذكارية التي قدمها لها مصطفى كمال أتاتورك، بالإضافة إلى رسائلها.
وتعرض كذلك شارات الطيارين وأطقم الطيران من العديد من الدول، بالإضافة إلى الشارات التي استخدمها أفراد الطيران في القوات الجوية التركية من الماضي حتى اليوم.
وفي "قاعة الشهداء"، يجري عرض ممتلكات شخصية لأول شهيدة في سلاح الجو التركي آيفر كوك، وشهيد عملية السلام في قبرص النقيب جنكيز طوبال، والملازم سعيد بناتلي.
بالإضافة إلى ذلك، تُعرض في نفس القسم ملابس ومحفظة وشارات "فيسا أورنسو"، الذي كان يمتلك شارة الطيران رقم 1 في القوات الجوية التركية، وكذلك لوحات بأسماء شهداء القوى الجوّية التركية، فضلا عن أنظمة الأسلحة والذخائر التي استخدمتها الطائرات من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى أنواع وأحجام مختلفة من الأسلحة.
وبخصوص الزائرين، يوجد في منطقة العرض المفتوحة مبنى يسمى "العالم الأزرق" حيث يمكن للزوار دخول كابينات الطائرات (F-5A) و(T-33).
ويجذب المتحف الذي استقبل أكثر من 70 ألف زائر منذ بداية العام 2024، اهتمام هواة الطيران العسكري، ويسلط الضوء على تاريخ الطيران العسكري التركي.
التعليقات