ضمن سلسلة جرائم الحوثي- ممارسات الحوثيين الإجرامية بحق التعليم في اليمن

منظمة أممية تكشف الأضرار الجسيمة التي خلفتها الفيضانات والعواصف في اليمن

كشفت منظمة الهجرة الدولية، عن اضرار جسيمة سببتها الفيضانات والعواصف التي تشهدها اليمن تدمر البلاد، ما فاقم من حدة الأزمة الإنسانية المُروّعة التي تشهدها البلاد بسبب الانقلاب الحوثي الذي استولى على الدولة ومقدرتها في 2014.

وتسببت الفيضانات التي بدأت في أواخر يونيو الماضي واشتدت حتى أوائل أغسطس بوفاة 57 شخصًا على الأقل وأثرت على أكثر من 34000 أسرة، مع فقدان أو إصابة العديد، حيث دمرت الأمطار الغزيرة مناطق بما في ذلك الحديدة وتعز ومأرب، وفقًا لتحديث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وذكرت المنظمة في بيان، إنه واستجابة للفيضانات الكارثية التي أحدثت دمارًا في جميع أنحاء اليمن، فإنها تعمل على تكثيف عمليات الطوارئ لدعم آلاف الأسر المتضررة من الأمطار الغزيرة.

وقال مات هوبر، القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "إن حجم هذه الكارثة هائل والاحتياجات الإنسانية هائلة. إن فرقنا على الأرض تعمل بلا كلل لتوفير المساعدة المنقذة للحياة لمن هم في حاجة إليها، ولكن الموارد المتاحة لدينا محدودة".

وأضاف "بدون الدعم الكبير والمستدام من المانحين والشركاء الدوليين، ستظل القدرة على تلبية احتياجات المتضررين محدودة للغاية".

وأشارت المنظمة إلى أن محافظة الحديدة إحدى المناطق الأكثر تضرراً، (خاضعة لسيطرة الحوثيين)، أدت الفيضانات إلى تشريد أكثر من 6000 أسرة وتسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية، ودفن الآبار وجرف الأراضي الزراعية وتسببت في تدمير واسع النطاق للمنازل والخدمات العامة الأساسية. كما تم إغلاق الطرق، ولا يزال الوصول إلى المناطق المتضررة صعباً، مما يزيد من تعقيد جهود الإغاثة.

اقرأ أيضاً: الهلال الأحمر اليمني: ارتفاع ضحايا السيول في اليمن إلي 57 وفاة ومفقود

وفي مديريات حيس والمخا والخوخة (مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة)، تقول المنظمة إن الوضع لا يزال مأساويا. وتشير التقارير إلى أن الفيضانات أثرت على أكثر من 5800 أسرة، مما أدى إلى نزوح الآلاف وتسبب في أضرار جسيمة. كما دمرت الفيضانات المحاصيل والبنية الأساسية الحيوية، بما في ذلك الطرق وأنظمة إمدادات المياه، مما أثر بشدة على الاقتصاد المحلي والوصول إلى الخدمات الأساسية.

وأضافت أن الفيضانات في حيس جرفت الألغام الأرضية إلى مناطق جديدة، مما أدى إلى تعقيد الوصول وزيادة المخاطر لأولئك الذين يحاولون الوصول إلى المجتمعات المحتاجة.

وفي مأرب (خاضعة لسيطرة الحكومة) أكدت المنظمة أن العواصف والفيضانات الأخيرة تسببت في أضرار جسيمة، بما في ذلك كسر أعمدة الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، والتأثير الشديد على الملاجئ. وتكشف التقييمات الأولية أنه في 21 موقعًا للنزوح تديرها المنظمة الدولية للهجرة، تضرر 600 مأوى بالكامل، وتضرر 2800 مأوى جزئيًا، مما أثر على أكثر من 20 ألف شخص. ومن المؤسف أنه تم الإبلاغ عن أربع وفيات وعدة إصابات، مع إحالة 12 شخصًا إلى المستشفيات التي تدعمها المنظمة الدولية للهجرة في مدينة مأرب لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.

وحذّرت المنظمة من أن الفيضانات أثارت مخاوف صحية خطيرة، مشيرة إلى أن "الجمع بين المياه الراكدة وسوء حالة الصرف الصحي يخلق بيئة خصبة لتكاثر البعوض، وهو ما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك، وقد تؤدي مصادر المياه الملوثة إلى تفاقم خطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه ووباء الكوليرا الحالي، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية في مجتمع ضعيف بالفعل".

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تقديم مساعدات آلية الاستجابة السريعة إلى 313 أسرة في مديريتي حيس والخوخة، وتوزيع مواد الإيواء على 83 أسرة في الخوخة و3000 مجموعة نظافة كجزء من الاستجابة للفيضانات على الساحل الغربي. كما تجري الفرق تقييمات في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة والحماية والمساعدات النقدية متعددة الأغراض والمأوى والمواد غير الغذائية لتوجيه جهود الاستجابة الجارية والمستقبلية.

وفي مأرب، قالت المنظمة إن فرقها تواجدت على الأرض لإجراء تقييمات أولية، وتفعيل لجان الاستجابة للطوارئ، واستعادة البنية الأساسية الحيوية، مثل أنظمة المياه والصرف الصحي، ونشر فرق لفتح قنوات تصريف المياه وبناء السدود لمنع المزيد من الأضرار.

وتعمل المنظمة الدولية للهجرة عن كثب مع السلطات المحلية والشركاء الإنسانيين والمجموعات لضمان استجابة شاملة وفعالة. كما تستعد المنظمة لإجراء المزيد من التقييمات مع استمرار هطول الأمطار، مع وضع خطط طوارئ لتعبئة الموارد الإضافية حسب الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنظمة الدولية للهجرة على تعزيز تقديم المساعدات في الوقت المناسب، مع التركيز على دمج خدمات الصحة والمأوى والحماية في الاستجابة لمعالجة الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل.

أكدت المنظمة في بيانها "لقد أدى الدمار الناجم عن الفيضانات والعواصف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المروعة بالفعل في اليمن، حيث يعاني الملايين من آثار الصراع المطول والنزوح والفقر.

وأضافت "لقد أصبح وضع النازحين داخلياً، الذين يعيشون بالفعل في ظروف محفوفة بالمخاطر، أكثر خطورة حيث أدى تدمير الملاجئ والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية إلى إعاقة تعافيهم".

وتابعت "مع توقع هطول المزيد من الأمطار والرياح في الأيام المقبلة، فإن خطورة الأزمة تزداد"، داعية المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى زيادة الدعم بشكل كبير لتلبية الاحتياجات الهائلة على الأرض.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.