عودة تاجر الموت.. من السجون الأمريكية إلى عميل للحوثيين
بعد قرابة عامين من الإفراج عنه من السجون الأمريكية ضمن صفقة تبادل سجناء، عاد فيكتور بوت، المعروف بلقب "تاجر الموت"، إلى نشاطه مجددًا. وفقًا لتقرير خاص لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يعمل بوت حاليًا على إتمام صفقة أسلحة مع الحوثيين في اليمن. يهدف بوت إلى التوسط في صفقة لبيع أسلحة خفيفة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين ينفذون هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.
تدعي جماعة الحوثي أن هذه الهجمات تأتي دعمًا للفلسطينيين خلال النزاع في غزة، وتستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل. ومع ذلك، أشارت التقارير إلى أن معظم السفن التي تعرضت للهجوم لا علاقة لها بإسرائيل.
في العام الماضي، فاز بوت بمقعد في الانتخابات المحلية الروسية عن منطقة أوليانوفسك، والتي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة. وقد وُصفت هذه الانتخابات من قبل صحيفة "نيويورك تايمز" بأنها محاولة لإضفاء شرعية على حكم الرئيس فلاديمير بوتين. ووفقًا لمصادر غربية وإقليمية، تتوسط إيران حاليًا في محادثات سرية بين روسيا وجماعة الحوثي لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى اليمن، وهو تطور يعكس تعميق العلاقات بين طهران وموسكو.
كان بوت قد غادر السجون الأمريكية في ديسمبر 2022 كجزء من صفقة تبادل مع نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر، التي احتجزت في روسيا بعد إدانتها بتهريب المخدرات. انضم بوت لاحقًا إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، الذي يُصنف كمعارض ولكنه يتبع فعليًا مصالح الكرملين، وفقًا للتقارير.
في تطور آخر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شخص وثلاث شركات متورطة في تسهيل عمليات شراء الأسلحة وتهريبها لصالح الحوثيين. وكشفت مصادر للصحيفة أن وفدًا من الحوثيين زار موسكو في أغسطس للتفاوض على صفقة أسلحة بقيمة 10 ملايين دولار، والتقى بوجه مألوف هو فيكتور بوت، الذي يُقال إنه يسعى لتأمين شحنات من بنادق "AK-74" المطورة.
كما بحث ممثلو الحوثيين خلال زيارتهم لموسكو إمكانية شراء أسلحة أخرى، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطائرات. وقد أبدت الولايات المتحدة قلقها من احتمال تزويد روسيا للحوثيين بصواريخ مضادة للسفن، مما يشكل تهديدًا لعمليات الشحن في البحر الأحمر.
ورغم أن التقارير تشير إلى أن تسليم الأسلحة قد يبدأ قريبًا عبر ميناء الحديدة تحت غطاء شحنات غذائية، فإن الكرملين وصف هذه التقارير بأنها "مزيفة". من جانبه، رفض ممثل الحوثيين التعليق للصحيفة.
كان بوت، البالغ من العمر 56 عامًا، قد حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا في الولايات المتحدة بعد القبض عليه في تايلاند في عام 2008 وإدانته في 2011 بتهم تتعلق بدعم الإرهاب والتآمر لقتل أمريكيين. ويُتهم بوت بأنه استغل الفوضى التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي في شراء أسلحة بكميات كبيرة ليبني إمبراطورية لتجارة الأسلحة، مستخدمًا طائرات شحن لنقل أسلحته عبر العالم.
التعليقات