هل نحن أمام مشهد سياسي جديد في الجنوب بعد عودة العطاس؟ وهل ممكن عودة البيض وعلي ناصر محمد ؟
في حدث مفاجئ وغير متوقع، عاد رئيس الوزراء اليمني الأسبق، حيدر أبو بكر العطاس، إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد غياب استمر قرابة 30 عامًا. هذه العودة، التي تمت مساء اليوم برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، أثارت تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية، خصوصًا أنها الأولى منذ مغادرته عدن عقب حرب صيف 1994.
عودة العطاس.. خطوة هامة في المشهد اليمني
زيارة العطاس المفاجئة تعيد إلى الواجهة ذكريات حقبة مليئة بالأحداث السياسية الحاسمة في تاريخ اليمن الحديث. فبعد حرب صيف 1994، غادر العطاس البلاد إلى المنفى، ليظل بعيدًا عن الساحة اليمنية طيلة العقود الماضية. ومع عودته إلى عدن، تساءل كثيرون عن توقيت هذه الخطوة ودلالاتها السياسية.
تعد هذه العودة فرصة لإعادة تقييم المشهد السياسي في الجنوب، خصوصًا أن العطاس لا يزال يحظى بتأييد بين بعض الأوساط السياسية والشعبية. كما أن وجوده في عدن يعزز من احتمالات مشاركته في إعادة ترتيب الأوراق السياسية في جنوب اليمن، وهو ما قد يمهد لعودة عدد من القيادات الجنوبية التي طال غيابها عن الساحة اليمنية.
ماذا عن علي سالم البيض؟
في ظل عودة العطاس، تتوجه الأنظار الآن نحو الرئيس الأسبق علي سالم البيض، الذي كان أحد الشخصيات البارزة في الصراع السياسي خلال تسعينيات القرن الماضي. البيض، الذي غادر اليمن عقب حرب 1994 أيضًا، يعيش حاليًا في المنفى، وتثار التساؤلات حول إمكانية عودته إلى عدن، خاصة بعد الخطوة التي أقدم عليها العطاس.
هل سيكون البيض هو الشخصية التالية التي تعود إلى عدن؟ وهل سيشهد الجنوب تطورات جديدة على الساحة السياسية بعد هذا الغياب الطويل؟ من المتوقع أن تزداد التكهنات حول هذا الأمر في الأيام القادمة، خصوصًا أن البيض لا يزال يحتفظ بشعبية قوية بين بعض التيارات الجنوبية التي ترى فيه رمزًا للوحدة الجنوبية.
تأثير العودة على الجنوب والمشهد السياسي
عودة العطاس قد تكون بداية لتحولات هامة في المشهد السياسي اليمني، لا سيما في جنوب اليمن. فمع استمرار الصراع على السلطة وتوتر الأوضاع بين الحكومة اليمنية والحوثيين، قد تكون هذه الخطوة مقدمة لإعادة النظر في التوازنات السياسية وتفعيل دور الشخصيات الجنوبية التاريخية.
ومن المتوقع أن يجري العطاس لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في عدن والمحافظات الجنوبية خلال الأيام القادمة، في محاولة لرسم ملامح دور مستقبلي له في المشهد السياسي اليمني.
التكهنات حول الأدوار القادمة للعطاس والبيض
بالإضافة إلى التكهنات حول عودة علي سالم البيض، لا تزال التساؤلات مفتوحة حول الأدوار التي قد يلعبها العطاس في المرحلة المقبلة. هل سيكون له دور فعّال في المفاوضات السياسية الجارية؟ وهل ستؤدي عودته إلى إعادة تنظيم "الصف الجنوبي"؟ .
في ظل هذه التحركات السياسية، يبقى المشهد اليمني مفتوحًا على العديد من السيناريوهات. عودة القيادات الجنوبية البارزة قد تساهم في تغيير الديناميكيات السياسية القائمة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التحولات في البلاد.
عودة حيدر أبو بكر العطاس إلى عدن هي خطوة تحمل رمزية كبيرة وتأثيرات محتملة على مستقبل اليمن، لا سيما في الجنوب. ومع تواتر الأنباء حول التحركات السياسية المرتقبة، تظل الأسئلة مطروحة حول مستقبل القيادات الجنوبية الأخرى مثل علي سالم البيض.
التعليقات