ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

كيف ترك جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة؟
مع مرور أسبوعين على الإبادة والتطهير العرقي في شمال غزة:
ـ شاهد عيان للأناضول: إسرائيل تتعمد تغييب الصورة من شمال غزة للاستفراد بالصامدين هناك وارتكاب المجازر بحقهم بعيداً عن أعين العالم
-الآليات الإسرائيلية تتقدم من محور جديد تجاه جباليا وتل الزعتر وسط تكثيف الغارات الجوية والمدفعية على مناطق مختلفة
-إسرائيل تقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن محافظة الشمال لعزل وتهجير الفلسطينيين وفق حماس
-طواقم الإسعاف تعجز عن انتشال الشهداء والجرحى لنقص الإمكانيات
-الجيش الإسرائيلي دمر منزلا حوصرت داخله عائلة حسونة من 15 فردا في منطقة الفالوجا وما زال مصيرهم مجهولا

بعد 14 يوما من الإبادة والتطهير العرقي، شرع الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بتوسيع هجومه البري والجوي على محافظة شمال قطاع غزة خاصة مخيم جباليا، الذي تتركز فيه العمليات العسكرية.

والجمعة، دفع الجيش الإسرائيلي، بـ"لواء جفعاتي" ليلتحق بالفرقة "162" المتواجدة بمنطقة العمليات في "جباليا" منذ بداية العملية العسكرية، ما يوحي بنيته توسيعها.

جاء ذلك بالتزامن مع تكثيف الجيش الإسرائيلي لغاراته الجوية والمدفعية في أنحاء المخيم ومحيطه، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، وفق ما أفادت به مصادر طبية (فضلت عدم ذكر اسمها) لمراسل الأناضول.

وقبل ساعات، قطع الجيش الإسرائيلي شبكة الاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته حركة حماس محاولة لـ"عزل وتهجير الفلسطينيين هناك".

وقالت حماس، في بيان: "إن قطع الاتصالات والإنترنت عن شمال غزة مع تصعيد مجازره الوحشية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا منذ 14 يوماً، هو جريمة صهيونية ممنهجة تستهدف تهجير شعبنا".

وعدت ذلك أيضا "محاولة لعزل الشعب الفلسطيني ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها الجيش منذ أكثر من عام كامل".

**توسيع الهجوم البري

أفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن الآليات الإسرائيلية تقدمت تجاه مخيم جباليا، وحي تل الزعتر، المحاذي له، من محور جديد في المناطق الشرقية بينما تمركزت في أرض تعود لعائلة "دبور" هناك.

وما زال عشرات الآلاف من المواطنين، محاصرين داخل منازلهم في مخيم جباليا ومحيطه، ويرفضون مغادرته إلى جنوب قطاع غزة كما أمرهم الجيش الإسرائيلي منذ بدء هجومه البري.

ولليوم الرابع عشر يواصل الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة والتجويع شمال قطاع غزة، خاصة في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصارا خانقا وتجويعا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.

وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

**قطع الاتصالات

مع قطع إسرائيل شبكة الاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزة، تمكن مراسل الأناضول بصعوبة بالغة من التواصل مع بعض المحاصرين في مخيم جباليا ومحيطه واستمع لشهادتهم حول آخر التطورات منذ فجر الجمعة.

الفلسطيني أحمد مسعود، المحاصر في حي تل الزعتر، يقول للأناضول: "الغارات زادت وتيرتها بشكل كبير، منذ صباح الجمعة، على كل مناطق الشمال، وتم قصف بيوت مواطنين آمنين على رؤوسهم".

وأضاف: "المسعفون وطواقم الدفاع المدني يعجزون عن استخراج المصابين والشهداء من تحت الأنقاض لعدم وجود معدات وإمكانيات لديهم".

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، قالت طواقم الإسعاف والدفاع المدني إنهم يعجزون عن انتشال القتلى والجرحى في مناطق شمال غزة بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم ونقص الإمكانيات خاصة في ظل الهجمات الكبيرة والمتزامنة.

وفي شرحه لطريقة التواصل في مناطق شمال غزة، قال مسعود "مساء الجمعة، قُطعت جميع الاتصالات وخدمة الانترنت عنا ولم يبقَ لنا سوى الشرائح الإسرائيلية الإلكترونية التي تعمل على بعض أنواع الهواتف الحديثة".

ويشير إلى أن "الاحتلال يتعمد تغييب الصورة من شمال قطاع غزة للاستفراد بالصامدين هناك وارتكاب المجازر بحقهم بعيداً عن أعين العالم".

ودعا مسعود، "الدول العربية والإسلامية وكل حر وشريف في هذا العالم للتدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة من صمد في مخيم جباليا ومحيطه قبل أن تفتك بهم نيران البطش الإسرائيلية".

**عائلات محاصرة

في منطقة الفالوجا غرب مخيم "جباليا"، ناشدت عائلة حسونة، منذ مساء الخميس، لإخراجها من قلب منزل نزحت إليه وحاصرها الجيش الإسرائيلي داخله بعد توغل آلياته قريبا منه.

عائلة حسونة، التي تتكون من 15 فرداً عاشت لحظات صعبة قبل انقطاع الاتصال بها مساء الجمعة، حيث بات مصيرها "مجهولا حتى اللحظة".

وبحسب شهود عيان تحدثوا للأناضول فإن "القذائف والطلقات النارية انهمرت صوب المنازل المحيطة بهذه العائلة على مدار عدة ساعات".

وقال الشهود إن "جرافة إسرائيلية تقدمت نحو المنزل الذي تمكث فيه عائلة حسونة، مع غروب شمس الجمعة وبدأت بهدمه فوق رؤوس ساكنيه، دون معرفة مصيرهم".

ومن شرق مخيم جباليا، قال الشاب أيمن يونس (25 عاماً) لمراسل الأناضول: "الآليات الإسرائيلية أصبحت تحاصرنا من كل مكان ولا أحد يتمكن من الخروج للشوارع أبدا".

وأوضح أنه محاصر داخل منزل عائلته "برفقة والده وشقيقه الأكبر بعد أن نزحت عائلته قبل عدة أيام لمكان آخر".

وأشار يونس، إلى أن "عشرات العائلات في محيط منزله لا تزال داخل بيوتها محاصرة والكل منهم يناشد لإخراجهم خوفاً من اقتحام جنود الاحتلال منازلهم عليهم بشكل مفاجئ".

وفي وصفه للمشهد، قال يونس، إن "أصوات القصف والقذائف وإطلاق النار لا يهدأ ولو لدقيقة واحدة، وباتت أصوات الآليات الإسرائيلية التي تتجول في الشوارع القريبة مسموعة بوضوح".

ويعتقد الشاب أن "الآليات الإسرائيلية تجري عمليات تمشيط وحفر بالمنطقة القريبة منهم، مرجعا ذلك للأصوات التي تصدرها والمستمرة على مدار الساعة والتي تشي بأنها تفعل شيئا ما".

وخلفت الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.